إتكاءة على ضفاف الملتقى ..

سلام ..

إتكاءة 1..

( حمار النوم ) ...

خرج للتو النجار أبو معاذ بعد أن أكمل بنجاح تركيب الحاميات خوفا من أن يحملننا وصغارنا حمار النوم إلى حيث الهاوية .. ذلك كان نداء أم محمد عبر الأثير من مملكة الفونج ( هل أنهيت تركيب الحاميات ؟ ) ( والله مش عارف حكاية حمار النوم دي شنو ) سمعت كثير جدا أن هناك أناس بشيلهم حمار النوم .. بوديهم وين مش عارف .. كل ما أقول ليه يا أبو معاذ أضف مزيد من المسامير .. يقل لي يا أبومحمد أطفالك لسع صغار و الحامي الله .. إنتو خايفين من شنو .. ؟

أنا : من حمار النوم ...!!
هو : حمار النود دا شنو ؟؟

يا ريت يا جماعة حد يخبرنا عن ( حدوتة حمار النوم دي ) ..

إتكاءة 2 : ( أخويا هايص وأنا لايص )

لقد رأينا جميعا سواء عبر شاشات التلفزيون العربية أو الأجنبية أو بالحضور المباشر العديد من الحفلات الغنائية الحية ، وكيف أن الجمهور العربي والأجنبي يتجاوب إلى حد كبير مع المغني .. ويظهر ذلك جليا في الحفلات التي تبث عبر القنوات اللبنانية والمصرية والسورية والأردنية والخليجية والمغاربية .. وكذلك الأغاني التي تؤدى من داخل الاستديوهات المغلقة ...

ولكن الملاحظ لجميع الحفلات التي تُبث عبر الفضائيات السودانية يلاحظ ( سرحان الجمهور وبروده الملحوظ كان المغني يغني لمن هم خارج الأستديو فقط ) وقد لاحظت هذا جليا من خلال حفل افتتاح قناة زول الفضائية فقد كان بعض الجمهور مشغول بنقاشات جانبية وبعضهم نائما ، وبعضهم يتثاءب .. وقليل منهم متجاوبون أو يمكن القول أن تلك الموسيقى قد حركت فيهم ساكنا ... وقد لاحظت ذلك أيضا في حفلات قناة هارموني في الخيام المغلقة التي ظهرت حديثا ... وفي العديد من البرامج التلفزيونية الجماهيرية في القناة الأم .. مع استثناء الأغاني الحماسية .. فقد تبدوا فيها تلك الظاهرة أقل ظهورا ، حيث يطقى الحماس في الغالب على الجميع .. أليس تلك ظاهرة تستحق النقاش ؟ ما هي الأسباب يا ترى ؟؟

اتكاءة 3 : ( أصفر وأزرق ! )

عندما انطلقت قناة الشروق ألبسوها ثوب المريخ .. على اعتبار أن جمال الوالي يتولى مجلس إدارتها .. وقد بذل المسؤولون عن القناة جهدا كبيرا لنفي تلك التهمة وذكروا أن شعار المريخ الذي ترتديه القناة ما هو إلا شمس السودان التي تغيب ...

التهمة الآن نفسها وجهوها لقناة زول ذات الخمار الأزرق ..
وردا على سؤال لأم أشرقت إن كنت موردابيا أم لا ؟ أقول : كنت مريخابيا حتى عهد قريب .. ولكن أحد لاعبي المريخ أغضبني !!.. فخلعت عباءة المريخ ولبست عباءة البرازيل منذ سنين خلت ..

أراكم لاحقا إن كان في العمر بقية .. مع خالص الود ...

مشيت بي هناك يا أم أشرقت ولقيتك زاراني في حكاية ( روعة الزول الخايف من مرتو ومعجب ببنات قناة زول الأماراتية !!)
بالمناسبة أنا ما اتهمت القناة بأنها تنتمي للهلال ولكني سمعت من يتهمها .. وربما بنوا شكوكهم على اللون الأزرق الذي تفضله القناة أو ربما شئ لا أعلمه ... وناقل الاتهام ليس بمتهم ..

أمسكت الغمام بيدي! من شرفة كانت معدة بإحكام لذلك الغرض .. تسرب الغمام من بين أصابعي الباردة .. وفجأة .. من بين تلك التلال الخُضْر .. لمحت وجهك الوضاء يتطلع في ملكوت الله .. وعيناك تُسبحان ..
يا للكمال ( خُضْرَة وغمامٌ ووجهٌ حسن )

جميلة :

الآن أيقنت أن مكانك هنا ..
ومكانيَ هناك ..
بين حبات الرمل ..
وما لدينا من قليل خُضرة وحِيلة ..

_______________
قواسمة - أغسطس - 2008

قواسمة ,, نفتش عليك وانت قاعد في الضفاف هنا وضاااااااااارب الهمبريب

هل قد مررت باحثا عني لتتكئ معي .. ام لتسلم وتمضي متفقدا زوايا أُخَرْ .. يبدوا أني أغرد خارج السرب يا صديقي .. أو يبدو شكلي كذلك .. ولكن اتكاءتي هذه تمنحني بعض الرضا ، و بعض التحرر .. وإن فترشتها وحيدا .. :)

قال لي صديق ذات يوم .. إن لم تضف لحياتك كل يوم ما يجعلك حرا في المستقبل .. فستظل سجينا أبدا ما حييت ...

أُقدِر صديق ذاك وأحترم نصيحته .. بل إني أحب فيه سعيه لأن يكون حرا طليقا كما النسمات والطيور ..

نحن :
مستعبدون بأنفسنا إن لم نتحرر منها ..
مستعبدون بالآخرين إن لم يعتقوننا ..
مستعبدون بالوظيفة إن حصلنا عليها ..
ومستعبدون بالزمن إن جار علينا ولم يعطناها ..

تعالوا أصدقائي نحرر أنفسنا ما استطعنا ..
فما أروع طعم الحرية وأنت تستلها استلالا ..
ما أروعها وهي تُكتسب بالجِد والاجتهاد والمثابرة ...
ما أروع أن تحلم بها ...

_________
رمضان كريم ...

ضفاف الملتقى مخضرة هذه الأيام .. بعودة الغائبين .. وصفاء التلاقي .. واجتماع الصف .. والتئام الجروح .. اللهم أدمها نعمة ..

_____

ما أجمل أن يعيش المرء لحظته كما ينبقي .. فكل لحظة تمر لن تأتي أبدا .. و يجب أن نهيئ أنفسنا لاستثمار اللحظات القادمة ..
( دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانٍ )

_____

الدكتور / عصام البشير - أبدع كعادته ليلة أمس في مسجد الخرافي على شارع التعاون - ناحية سلوى .. تحدث الدكتور عصام عن ( الرحمة ) رحمة الله التي وسعت كل شئ ، وهي جزء فقط من 100 جزء من رحمة الله ، وقد تفضل الله سبحانه وتعالى بذلك الجزء علينا ، وبه فقط يتراحم الكون كله .. فلننظر كيف هي سعة رحمة الله !!

تحدث الدكتور عصام وأبدع كأن لم يبدع من قبل ، وتناول البشير في حديثه عن الرحمة علاقتها بالبشر والشجر والحجر والحيوان والبيئة وثقب الأوزون ومشكلة الاحتباس الحراري .. وهلمجرا ..
ولا أخفيكم سرا بأن بدني كان يغشعر مع كل كلمة كان ينطقها .. حيث تملأني كلماته فخرا بأني من السودان .. أولئك الطيبين أهل العلم والأدب .. علمهم من علمهم وجهلهم من جهلهم ..
كانت عمامة الدكتور عصام البشير أمس كعلم السودان مرفرفا على مئذنة مسجد الخرافي ، و الذي احتشد فيه المئات من البشر تحسبا لأن تمر ليلة القدر من هناك .. وكم شعرت بأعين المصلين وهي ترغبني ترغب المعجب والمندهش ..

فشكرا دكتور عصام ، وجزاك الله خير الجزاء ...

صديقي المبدع قواسمة ،، هنيئا لك بهمبريب الضفاف بعيدا عن زحمة المرور واصوات السيارات وأدخنتها،، وزي ماقلت انت قبل كدة انك زول مغرم بالريف والخضرة والماء ،، وسنار (كاملة المواصفات) تستحق منك وقفة او اتكاءة وجرة نمة في دوباي وخلي المنظر ده يلهم قريحة الشعر فيك

سنار ..

( عجلتي ) الصغيرة
وأقمصتي المبللة ..
وصوت أبي وأمي ..
وأحلامي الكِبار ..

وخزان يحبس الأنفاس فرحا ..
ويوقد من فتيل الشمس
قناديلا تضيئ كل مسار ..

سنار ..

كأن لا نسمة إلا منك ..
وأن لا روعة إلا فيك ..
وأن لا سواك يُزار ..

مهبطي ..
ووحيي ..
وعشقي ..
وقلبي كله سنار


قواسمة

26 رمضان 1429
26 سبتمبر 2008

شكرا .. وهبة ..

اقتباس :

وخزان يحبس الأنفاس فرحا ..
ويوقد من فتيل الشمس
قناديلا تضيئ كل مسار ..

يديك العافية يا قواسمة، الصورة مع القصيدة ادتني احساس اجواء النيل وريحة النهر والعشب المبلول وريحة حيطان بيوت الطين بعد أول رشة من خريف جامح ،،، ودعاشا باااااااااارد ونضيف ،، عليك الله مو آخيرلنا من مكيفات دايكن؟

والله ياجماعه الاتكاءة دى مريييحه وجمييله جدا بتخلى الزول يعيش فى الحكايه المسرده او القصيده .اخونا قواسمه مبرووك البيت الجديد وانشاء الله يكون قدم خير عليكم ومحمد ربنا يمتعو بكامل الصحه والعافيه ياارب ومتابعيين الحكاوى الجميله

Abdlwahab كتب:

اقتباس :

وخزان يحبس الأنفاس فرحا ..
ويوقد من فتيل الشمس
قناديلا تضيئ كل مسار ..

يديك العافية يا قواسمة، الصورة مع القصيدة ادتني احساس اجواء النيل وريحة النهر والعشب المبلول وريحة حيطان بيوت الطين بعد أول رشة من خريف جامح ،،، ودعاشا باااااااااارد ونضيف ،، عليك الله مو آخيرلنا من مكيفات دايكن؟

اخونا عبد الوهاب والله خليتنى اشم الريحة دى فى مكانى دا .والله اخير مليييييون مره من اى مكيف

أقام لفيف من أصدقاء السفير محمد عثمان النجومي تجمعا بهيا في ليل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بمنتجع ( شيك ) على شاطئ الخليج العربي ناحية دوار البدع ، وذلك بمناسبة مغادرته نهائيا إلى أرض الكويت الطيبة ، وقد كان اللقاء بسيطا وجميلا شرفه سعادة سفير السودان لدى الكويت وأركان سفارته .
وكان السفير النجومي يعمل خبيرا في مؤسسة البلدان العربية المصدرة للبترول ( أوابك ) وشغل قبل ذلك منصب سفير السودان في عدد من البلدان ، وهو سليل أسرة تاريخية عريقة من مدينة سنجة في ولاية سنار وجده هو ( عبد الرحمن النجومي ) من صانعي الاستقلال .. في كلمته القصيرة التي ألقاها بهذه المناسبة طالب النجومي بتأسيس قائمة كفاية للراغبين في العودة الطوعية للوطن ، كما ساد اللقاء الجميل جو من الفكاهة والمرح من أناس جُبلوا على ذلك مثل - المستشار الفاتح الشاذلي والدكتور علي عبد القادر والخبير محمد ياسين عبد العال ، وحسب الرسول العبيد ، وعبدو طه أيوب ، وغيرهم من الاخوة الذين لطفوا اللقاء بأحاديثهم الشيقة ..
خلال اللقاء أعلن الأخ عبدو أيوب أن المجموعة قدمت لسعادة السفير النجومي هدية سأل الله تعالى أن يعينه على حملها إلى السودان ..
تشرفت بحضور ذلك اللقاء الطيب ، وقد كنت أصغر الحاضرين بعد صديقي صلاح إدريس ( قصدي صلاح يوسف ) :)

صباح الخير يا شباب وشابات المنتدى :)

بالمناسبة مسألة الشباب دي مسألة تقدير .. ليس تقدير العمر إنما تقدير حالة الإنسان ، وكما يقولون الشباب شباب الروح .. ولا إيش رأيك يا أبو الشباب كمبلاوي ؟

** تأملت في ( الأزمة المالية التي تعصف بالعالم هذه الأيام ) وما سببته من رعب في شتى الأسواق العالمية ، وقد كانت ( القروض الإسكانية ) التي تمنحها البنوك الغربية إلى مواطنيها ومستوطنيها ، ويتهافتون عليها بدون أن يقرأوا شروط التعاقد لمنح تلك القروض ، وتلاعب سماسرة العقارات بين دهاليز تلك العقود لترتفع أسعارها ارتفاعا جنونيا خلال مدة وجيزة .. لقد كانت أزمة القروض الإسكانية هي القشة التي قصمت ظهر البعير ..
فما بين بنود العقود الغامضة وعجز المقترضين عن السداد .. انسلت تلك الأزمة التي شلت الاقتصاد العالمي .. وبالطبع تلك أشياء يعلمها أهل الاقتصاد .. غير أن ذلك دعاني للسؤال : لماذا ظهرت هذه المشكلة فجأة ولم يتنبأ بها أحد خصوصا أهل الاقتصاد في ( وول استريت ، ونيكاي ولندن ) وغيرها من عواصم المال الغربية والشرقية ..
لقد أضعفت تلك الأزمة المالية العالمية ثقة الناس في البنوك ، خصوصا أصحاب الأموال .. ولا أرغب في المضي قُدما في ذلك لأنه ( شهر ما عندي فيه نفقة :) )
وبهذه المناسبة :
( قِيل أن صعيديا افترش الأرض أمام أحد أجهزة الصرف الآلي في أحد البنوك وهو يحمل عصاه .. ولما سألوه لماذا ؟ قال إن لي 100 دينار في هذا البنك ، وأخاف أن يسرقوها ..

بجيكم صاد إن الله أراد .. وفي أمان الله

أها .. مشيت فتشت في جرايد اليوم العربية ، فلقيت ليكم الرجل دا ( فواز العلمي ) كتب في جيريدة الوطن السعودية عن الموضوع ما يلي :

_______

وعلى نفسها جنت العولمة بأحكامها


الثلائاء 7 أكتوبر 2008

الوطن السعودية

--------------------------------------------------------------------------------

فواز العلمي


ما زلت أتمنى أن تطلع المنظمات الدولية على قصة القبيلة الأعرابية وأليفتها الوفية (براقش) في زمن الجاهلية. لدى اختباء القبيلة برفقة أليفتها من عصابة القتلة، استمرت (براقش) في النباح الذي طالما لجأت إليه لترهيب أعدائها، فاكتشفت العصابة مخبأ أفراد القبيلة وقتلتهم مع أليفتهم. وبهذا جنت (براقش) على نفسها ومن معها.
أحكام العولمة تحظر على الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية التدخل في مسار أنشطتها التجارية لانتشال اقتصادياتها المنهارة عن طريق تقديم الدعم المالي لمؤسساتها التمويلية المتهالكة وتأميم الأصول الثابتة لشركاتها العقارية، وإن تدخلت هذه الدول وقع على حكوماتها عبء تقديم الأدلة والبراهين والأسباب التي دعتها لهذا التدخل إلى كافة أعضاء المنظمة لاستئذانهم في تطبيق التدابير المقترحة التي تعتزم استخدامها لإنقاذ أنشطتها التجارية والمالية والتمويلية من الكوارث الاقتصادية.
إلا أن هذه الأحكام القانونية فشلت خلال الأسابيع الماضية في الحد من تدخل الحكومات الرأسمالية لإنقاذ مؤسساتها التمويلية وشركاتها العقارية من الانهيار. في الواقع بادرت أمريكا وسارت أوروبا في ركابها باتخاذ حزمة من القرارات الحكومية الفورية والحاسمة للحد من تدهور اقتصادياتها، لتشكل في مجملها خطوات أقلّ ما توصف بالسياسات الاشتراكية البحتة. قيام هذه الحكومات بتقديم الدعم المالي للشركات الفاشلة وإنقاذ البنوك من الخسائر الفادحة وتأميم الأصول الثابتة لقطاع العقارات تعتبر جميعها جزءاً لا يتجزأ من السياسات الاشتراكية التي تتعارض صراحة مع أهم أحكام العولمة الرأسمالية وتتنافى أساساً مع مبادئ اقتصاد السوق وقواعد التجارة الحرة. وهي بالتحديد تلك السياسات التي كانت تمارسها الحكومات الاشتراكية مثل الصين قبل انضمامها لمنظمة التجارة العالمية وتنازلت عنها قسراً لاكتساب عضوية العولمة الاقتصادية نتيجة المطالب المجحفة والالتزامات القاسية المفروضة عليها من قبل الدول الرأسمالية.
في الأسبوع الماضي عقدت جامعة "هارفرد" الأمريكية ندوة اقتصادية عن أسباب الأزمة المالية التي هوت بالاقتصاد الأمريكي إلى مشارف الكساد، شارك فيها ستة من أفضل خبراء الاقتصاد من أساتذة الجامعة المرموقة. اتفق الجميع على أن التمادي في تسهيل القروض العقارية بأساليب غير مسبوقة، وانعدام الشفافية في الأنظمة المالية بطرق أقرب لاستباحة الأموال العامة، وانحسار السيولة في الأسواق التجارية بشكل يتنافى مع أبسط القواعد الائتمانية، هي الأسباب الثلاثة الرئيسية التي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي الأمريكي المتهالك.
أوضح خبراء "هارفارد" أن القطاع المالي الأمريكي الذي يشكل 4% فقط من الناتج القومي وقد يرتفع إلى 7% لدى إضافة نشاط التأمين إليه، يستحوذ على 10% من رواتب ومكافآت كافة القوة العاملة الأمريكية و30% من إجمالي أرباح القطاع الخاص الأمريكي. وأكد هؤلاء الخبراء على أن انخفاض قيمة العقارات الأمريكية خلال العام الماضي فقط بنسبة 18%، حيث تهاوت أصولها من 23 إلى 19 تريليون دولار، ساهم بشكل ملحوظ في تفاقم الأزمات المالية الأمريكية المتتالية خلال الأعوام السبعة الماضية والتي على رأسها ارتفاع الديون الأمريكية بنسب غير مسبوقة وصلت إلى 7 تريليونات من الدولارات في عام 2008م.
وجاءت قناعة الخبراء في نهاية ندوة "هارفرد" بأن الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى أكثر من 700 مليار دولار لإنقاذ صحته العليلة من التدهور، وأن الحلول الجذرية يجب أن تبدأ فوراً بضرورة تطبيق مبدأ التكافؤ في الفرص بين حقوق المواطن وواجبات الدولة، وذلك من خلال إعادة هيكلة الإقراض الشخصي وتنظيم الرهن العقاري وتقليص الديون الأمريكية وتوفير المزيد من السيولة.
لقد حان الوقت لكي تقتنع الدول الرأسمالية بأن أحكام العولمة لا تخولها استباحة مبادئ الحرية الاقتصادية على حساب العدالة في تحرير الأسواق التجارية، ولا تمنحها حق استنزاف خيرات العالم لانتشال أنقاض سياساتها المالية. كان من واجب أمريكا أن تقوم بتنظيم أحكام الرهن العقاري وتقنين القروض التمويلية وتقليص ديونها قبل أن تستشري الفوضى في أسواقها المالية، وكان من واجبات أوروبا أن تتوقف عن تقديم الدعم المادي لصادراتها الزراعية حتى لا تحرم الدول الفقيرة من منافستها العادلة وزيادة إنتاجها الزراعي، وكان من واجب الدول المتقدمة أن تسعى جادة لفتح المزيد من أسواقها أمام تجارة الدول النامية بدلاً من عرقلة انسيابها عبر الحدود بالعوائق الفنية والضرائب التمييزية حتى لا تتفاقم أسعار المواد الأساسية والغذائية العالمية. وكان من واجب أحكام العولمة أن تقف سداً منيعاً أمام تجاوزات الدول المتقدمة حتى لا نقف في الدول النامية والفقيرة حائرين أمام نزاهة أنصار العولمة.
لو التزمت الدول الغنية التي تشكل 20% من سكان الأرض بمبادئ التكافؤ في الفرص بين الحقوق والواجبات لما تجرأت على المجاهرة باستهلاك 85% من البتروكيماويات والألمونيوم، و80% من الطاقة والحديد والصلب والورق، و75% من أخشاب الغابات، و56% من اللحوم والأسمدة والأسمنت، و50% من الأسماك. ولو احترمت الدول المتقدمة قواعد التنمية المستدامة لما تجرأت على التمادي في إنتاج 96% من المواد المشعة القاتلة، و90% من الغازات الصناعية الضارة، و75% من منشطات الاحتباس الحراري. ولو أصلحت الدول الرأسمالية قوانينها العقارية وأنظمتها المالية وأوفت بقروضها التمويلية لما تجرأت الشعوب على تقريعها وإدانتها بالاستغاثة بالسياسات الاشتراكية التي تخلت عنها كافة الدول من أجل العولمة عنوة وقسراً. ولو نبذت الدول المتقدمة سياسات الاستنزاف الجائرة للموارد الطبيعية على حساب الدول النامية، لما أصبحت العولمة في يومنا هذا رافداً من روافد الانتفاع الاقتصادي لشعوب مختارة ومرضاً من أمراض العصر يفتك بمعطيات شعوب أخرى.
على المنظمات الدولية أن تعيد ثقة كافة شعوب الأرض بأحكام العولمة الاقتصادية عن طريق إلزام الدول المتقدمة بتطبيق تعهداتها الدولية وإعادة هيكلة أنظمتها المحلية والكف عن الاختباء وراء رتوش الديموقراطية والمطالبة بالحقوق الواهية حتى لا تهلك كما جنت (براقش) على نفسها ومن معها في زمن الجاهلية.

حال العرب من سونامي الاقتصادي ..
______________________________

العرب والأزمة المالية العالمية

القدس العربي اللندنية - الأربعاء 8 أكتوبر 2008


محمد كريشان

غريب جدا أنه مع كل ما يجري في العالم اليوم من أزمة مالية رهيبة لم يتقدم أي مسؤول عربي ليقول رأيه العام عن التداعيات المحتملة لذلك على بلاده، ولو بشكل عام أو على سبيل التقريب، على الأقل من باب تهيئة الناس تدريجيا للتكيف مع واقع اقتصادي واجتماعي جديد سواء لديهم أو في محيطهم القريب أو البعيد، وفي كل الأحوال هم معنيون به ومتأثرون به شاءوا أم أبوا. ولهذا السبب يقترن لدينا هذه الأيام الجهل والذعر، وكلاهما يغذي الآخر، فالمواطن العادي لا يفهم أصلا ما يجري في الولايات المتحدة ولا أسبابه ولا علاقة بقية العالم به وبالطبع ما الذي يمكن أن يصيب البلاد العربية، غنيّـــها قبل فقيرها جراء كل ذلك.
وطالما أن الصورة كذلك فمن باب العبث الحديث عن تداعي الدول العربية لعقد اجتماع يبحث هذه الهزة الدولية الكبيرة فمن لم ير داعيا ليتحرك داخل بيته لن يقبل بطبيعة الحال على بحث أي شيء بين جيرانه أو على صعيد الحارة ككل مع أن العارفين بتفاصيل ما يحدث الآن يؤكدون أن لا أحد سيكون بمنأى عن توابع هذا الزلزال المالي بشكل أو بآخر وبدرجات متفاوتة، ليس فقط على مستوى الدول وسياسات الحكومات واختياراتها المالية والتنموية وإنما أيضا على مستوى الأفراد وتغير نمط سلوكهم وخططهم المالية. إن الدول العربية المنتظمة جديا في عقد اجتماعاتها الأمنية السنوية على مستوى وزراء الداخلية العرب وما يعقبها من لقاءات دورية لقادة الشرطة وخبراء الإرهاب لم تر على ما يبدو ما يستدعي لقاء اقتصاديا تشاوريا لمحاولة تلمس أولي لمضاعفات وانعكاسات ما يجري حاليا على غرار ما فعل نظراؤهم الأوروبيون، ولا بأس بالمناسبة من بحث الجوانب الأمنية طالما أن هذا هو هوسهم الدائم، لأن للأزمة الحالية بالتأكيد جانبا أمنيا لا بد من تلمسه من الآن في دول سبق وأن احترقت مدنها ونزل فيها الجيش للشوارع بسبب ارتفاع أسعار الخبز أو المحروقات وفي مجتمعات تعاني من نسب بطالة مرتفعة وفساد مستشر.
للاقتصاد رجاله وخبراؤه ولكن يعود للساسة دائما الحسم في كثير من الخيارات المستقبلية آخذين بعين الاعتبار المصلحة الاقتصادية للبلاد ولكن مقترنة بالحرص على توازناتها الاجتماعية واستقرارها لأن أي هز عنيف لهما قد تكون تكلفته المالية أعلى بكثير من عجز مالي في هذا الميدان أو ذاك. وحسب ما بدأ يتسرب تدريجيا وبخجل فإن معظم الدول العربية مقدمة بدرجات متفاوتة على أيام عصيبة فحتى تلك التي لن تتضرر كثيرا جراء الأزمة الحالية بالمعنى المباشر للضرر فإنها ستعاني جراء تضرر شركائها التجاريين أو دول محيطها الجغرافي.
دول الخليج العربية تبدو مقبلة على ما يبدو على فترة صعبة بعد فترة من الانتعاش جراء ارتفاع أسعار النفط وقد بدأت بعض الصحف الخليجية تشير من الآن إلى أن أزمة السيولة العالمية ستؤثر حتما في دول المنطقة وقد تجعل من الصعب تمويل مشروعات كبيرة في البنية التحتية والعقارات فضلا عن تردد البنوك في تمويل بعض المشاريع ناهيك عما يقال من أن واشنطن ستضغط على أكثر من دولة خليجية لمساعدتها في هذه المحنة مع أن هذه الدول تضررت هي الأخرى بتراجع قيمة ودائعها ومحافظها الائتمانية في السوق الأمريكية. أما دول المغرب العربي فقد عرفت تقليديا بارتباط اقتصادياتها بالاقتصاد الأوروبي توريدا وتصديرا وأي هزة تصيب الأوروبيين تنعكس عليها فورا تقريبا أقلها تراجع عدد السياح القادمين إلى تلك الربوع بسبب ما سيعانيه المواطن الأوروبي من مشاكل في التشغيل ومخصصاته التقاعدية وودائعه الائتمانية وغير ذلك.
أفهمونا من الآن، أعزكم الله، ماذا ينتظرنا وينتظركم؟