( ساهور ) بلغني أن نفرا من علماء اللغة العربية أبلغوا القائمين على القناة بشتى الطرق أن الاسم لا يليق بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. غير أن القوم رفضوا ذلك البلاغ ..
لقد نشأت في بيئة صوفية حتى النخاع .. وتحلقت كثيرا في حلقات الذكر .. وكنت وصاحبي ( ود إزيرق ) الله يطراه بالخير نودع الحُجاج في محطة القطارات في سنار .. ونستمع مليا إلى المدائح النبوية ونردد بأصواتنا الندية آنذاك العديد من المدائح الرصينة .. ولكننا ونحن في تلك البيئة الصوفية لم نسمع بكلمة ( ساهور ) بين أوساط العشاق والمريدين والحيران ..
سألت نفسي كثيرا عن معنى ساهور .. وهل هو من مفردات العامية السودانية ؟ هل وردت في كتاب د. عون الشريف قاسم ( قاموس العامية في السودان ) أم هي كلمة من بنات الفصحى ، قد تكون وردت في أحد معاجم اللغة العربية ؟ وبعد بحث خرجت بما يلي :
- لسان العرب : لأبن منظور · ماورد فيه عن الساهور :
في باب ( س ه ر )
والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما
تزعمه العرب ؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت:
لا نَقْصَ فيه، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ ** قمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ
وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء ؛ وقال آخر يصف امرأَة:
كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ، أو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ
يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر:
كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ
البُهْثَة: البقرة. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور.
والنَّاهُورُ: السَّحاب.
قال القتيبي: يقال للقمر إِذا كَسَفَ: دَخَلَ في
ساهُوره، وهو الغاسقُ إِذا وَقَبَ. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،
لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا
فإِنه الفاسِق إِذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ. وكلُّ شيء
اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ .
والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر. والسَّاهُور: دَارَةُ القمر،
كلاهما سرياني. ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ
الأَرض.
2- الصحاح في اللغة للجوهري
ماورد فيه عن الساهور :
الجزء الاول –( 668 – 669 )
سهر
السَهَرُ: الأَرَقُ. سَهِرَ بالكسر يَسْهَرُ، فهو ساهِرٌ وسَهْرانٌ. وأَسْهَرَهُ غيره. ورجلٌ سُهَرَةٌ، أي كثير السَهَرِ. والساهورُ: غِلافُ القَمَرِ فيما تزعمه العرب . قال أميَّة بن أبي الصَلت:
لا نَقْصَ فيه غير أنَّ جبينَه قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّويغْمَدُ
ويقال: الساهورُ: ظلُّ الساهِرَةِ، وهي وجه الأرض. ومنه قوله تعالى: "فإذن هُمْ بالسَّاهِرَة". قال أبو كَبير الهُذَلي:
يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأنَّ جَميمَها وعَميمَها أَسْدافُ لَيْل مُظْلِمِ
3- تاج العروس - للمرتضى الزبيدي
· ماورد فيه عن الساهور :
صفحة : 2980
الساهور: الكثرة الساهور: القمر نفسه، كالسهر، محركة، سريانية، عن ابن دريد. وساهور القمر: غلافه، الذي يدخل فيه إذا كسف، فيما تزعمه العرب ، كالساهرة، قال أمية بن أبي الصلت:
لا نتقص فيه غير أن خبيئه قمر وساهور يسل ويغمد قال ابن دريد: ولم تسمع إلا في شعره، وكان يستعمل السريانية كثيرا، لأنه كان قد قرأ الكتب، قال: وذكره عبد الرحمن بن حسان، كذا في التكملة، وقال آخر يصف امرأة:
كأنها عرق سام عنـد ضـاربـه أو فلقة خرجت من جوف ساهور يعني شقة القمر ، وأنشد الزمخشري في الأساس:
كأنها بهـثة تـرعـى بـأقـرية أوشقة خرجت من جوف ساهور قلت: البهثة: البقرة، والشقة: شقة القمر، ويروى: من جنب ناهور والناهور: السحاب.
قال القتيبي: يقال للقمر إذا كسف: دخل في ساهوره، وهو الغاسق إذا وقب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وأشار إلى القمر، فقال: تعوذي بالله من هذا، فإنه الغاسق إذا وقب، يريد: يسود إذا كسف، وكل شيء اسود فقد غسق .
ساهور القمر: دارته، سريانية. وقال ابن السكيت: وقيل: ليالي الساهور: التسع البواقي من آخر الشهر، سميت لأن القمر يغيب في أوائلها . يقال: الساهور: ظل الساهرة أي وجه الأرض. الساهور من العين: أصلها ومنبع مائها، يعني عين الماء، قال أبو النجم: لاقت تميم الموت في ساهورها بين الصفا والعين من سديرها
4- المعجم الوسيط
· ماورد فيه عن الساهور :
الساهور : دارة القمر و التسع البواقي من ليالي الشهر
و ظل الساهرة وجه الأرض و من عين الماء أصلها و منبع مائها
5- قاموس محيط المحيط : للمعلم بطرس البستاني
· ماورد فيه عن الساهور :
ص 426 – تحت باب سهب
الساهور السهر والكثرة ودارة القمر والتسع البواقي من ليالي الشهر ، وظل الساهرة اي وجه الارض . ومن العين اصلها ومنبعها . والساهور أيضا القمر فيما تزعمه العرب ، قالوا أن الساهور كالغلاف للقمر يدخل فيه إذا خسف
**0**
والذي يقرأ ما ورد اعلاه بتمعن يدرك ان الساهور غلاف القمر ( اي الظلمة ) الذى يدخل فيه نتيجة للخسوف ( من الساهرة والتى هي وجه الارض ) وان المعني بليالي الساهور هي التسع البواقي من نهاية الشهر حيث يغيب القمر في اولها
واذا دخل القمر في ساهوره هو الغاسق اذا وقب الذي تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم ...
فلماذا إذا اختار أهل القناة ذلك الاسم العجيب .. لماذا لا يسمونها بأحد أسماء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أو الأسماء البسيطة ذات المعنى العميق الذي يليق به عليه أفضل الصلاة والسلام .. فلقد وجدت أن كثيرا من البسطاء لا يعرفون لذلك الاسم أصلا في تراثهم الصوفي الضارب في القِدم ..
ساهور قناة مسخ .. مليئة بالعديد من الشركيات.. إلا اللمم .. ليت القائمين عليه يعرفون المعنى الحقيقي للتصوف .. وليتهم يعلمون الناس كيف يعظمون أكرم الخلق .. وينقلون رسالته ويوصلونها ليس في السودان فقط .. بل هناك من قبائل القارة الأفريقية من لم تسمع بالإسلام حتى الآن ...
أما عن موضوع المغنيين والمغنيات الذين انتقلوا من خانة دسكو الحفلات .. إلى خانة دسكو حلقات الذكر .. فحدث ولا حرج ..
أللهم إنا نسألك أن ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعه وترينا الباطل باطلا وترزقنا اجتنابه ...
بالمناسبة :
هناك قناة سودانية أخرى جديدة اسمها ( طيبة ) أظنها ستكون على النغيض .. والله أعلم
_________________________________
اللهم اجمع شمل عزالدين عبد الرحمن باهله يا جامع الناس ليوم الحساب