الخرطوم لا تستبعد استهداف بعثات اجنبية في حال صدور قرار دولي بتوقيف البشير
الحياة - الخرطوم - النور أحمد النور
لم تستبعد الخارجية السودانية «تصاعد الغضب الشعبي» ضد بعض السفارات والبعثات الديبلوماسية في الخرطوم في حال صدور قرار من المحكمة الجنائية بتوقيف البشير، بيد انها اكدت قدرتها على السيطرة على الأمور بحسب ما تنص عليه المعاهدات الدولية التي تقضي بحماية البعثات الديبلوماسية.
وفي السياق ذاته، قال نائب مدير عام الشرطة في السودان الفريق العادل يعقوب، إن قواته «متحسبة لأي مفاجآت او عمليات تخريب تستعد جهات مشبوهة لتنفيذها حال صدور قرار المحكمة الجنائية». وأكد ان «الجبهة الداخلية متماسكة وأن القرار مهما كان لن يؤثر على الاستقرار في السودان».
الى ذلك، دافعت الحكومة السودانية أمس عن العمليات العسكرية التي تنفذها قواتها في مناطق عدة في ولايات دارفور، وقصف مواقع المتمردين، واعتبرتها دفاعا عن النفس لحفظ الأمن وحماية قوافل الاغاثة، رافضة اتهامات باستهداف المدنيين، في وقت انهارت التهدئة بين الخرطوم ونجامينا وتبادل البلدان مجددا الاتهامات بدعم المتمردين على جانبي الحدود.
ورفضت الخارجية السودانية اتهامات بشأن استهداف القوات السودانية المدنيين، وقال الناطق باسمها السفير علي الصادق للصحافيين إن عملياتها تهدف الى حماية المدنيين.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دان المواجهات الجديدة التي وقعت بين القوات السودانية والمتمردين قرب الفاشر، كبرى مدن دارفور، وأعرب عن أسفه لأن هذه العمليات العسكرية التي لا تنتهي، تواصل تعريض حياة المدنيين للخطر والإساءة إلى العملية السياسية، ودعا الأطراف كافة الى وقف الأعمال الحربية فوراً واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وقال حاكم ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف ان القوات الحكومية اشتبكت أمس مع قوات «حركة العدل والمساواة» في منطقة جبل الدرة (11 كيلومترا من الفاشر)، ودمرت ما بين 4 و 6 آليات للمتمردين الذين اتهمهم بالتحرك تزامنا مع اقتراب المحكمة الجنائية الدولية من اصدار قرار بحق الرئيس عمر البشير.
وذكر يوسف ان «حركة العدل والمساواة» بدأت المواجهات انطلاقاً من الاراضى التشادية، موضحا ان هناك دعماً للحركات المتمردة من دول اقليمية ودول كبرى لها اطماع في السودان، واعتبر ان مشكلة دارفور نتاج طموحات شخصية وتدخل اجنبي.
وفي المقابل نفت الخرطوم بشدة اتهامات تشاد لها بخرق الاتفاق الموقع بين البلدين ودعم حركات متمردة تشادية في محاولة لتقويض نظام الحكم في نجامينا، واعتبرت ذلك «نسج خيال». وجددت وزارة الخارجية السودانية تأكيد التزام الخرطوم التهدئة والتطبيع مع تشاد، وقالت انه ليس للسودان صلة بما يحدث في شرق تشاد من قريب او بعيد.