حسنين: إجراء الانتخابات في موعدها سيكون ( كلفتة وصورية)

في ندوة محضورة بتنظيم وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام الإسترتيجي
حسنين: إجراء الانتخابات في موعدها سيكون ( كلفتة وصورية) ولا يسرنا أن نرى سودانيا يساق لمحكمة العدل الدولية
كمال: تضارب المواقيت وتعليق بعض الامور بالبلاد مرجعه المستجدات كموت د. قرنق وليس الحكومة
أحمد تقد لسان: نتائج كنانة لن تفضي لحل مشكلات دارفور والحوار الجدي هو الحل
القاهرة / أخبار اليوم/ نادية عثمان مختار
إعتبر نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين إن قيام الانتخابات في الموعد المحدد لها بعد عدة أشهر أمر غير منطقي وقال ان الانتخابات لن تكون معبرة عن الإرادة الوطنية ، ولن تكون حرة ونزيهة – وقال حسنين الذي كان متحدثا في ندوة محضورة أمس بتنظيم وحدة دراسات السودان وحوض النيل الذي يترأسه الخبير الاستراتيجي هانئ رسلان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية – قال : اذا أُجريت الانتخابات في الموعد المقرر لها فسيكون بها قدر كبير من ( الكلفتة والصورية ) وأردف : الإ إذا أردنا أن نكابر ونقول غير ذلك ولكن الانتخابات لن تكون بالتمني !!
وعدّد العوائق التي تقف في وجه قيام الانتخابات في موعدها ومنها موضوع مفوضية الانتخابات ، مشددا على أهمية ان يكون أعضاء هذه المفوضية مشهود ومتفق عليهم من الأمة السودانية ، الأمر الذي قال انه لم يحدث ، كما ذكر مسألة قضايا المهاجرين والمغتربين السودانيين كأحدى عوائق وعيوب قيام الانتخابات في الموعد القريب المحدد، مشيرا الي موضوع أصحاب الجوازات الأجنبية وأحقيتهم في الانتخاب من عدمها ، وكذلك مسألة التعداد السكاني والاحصاء التي قال ان نتائجها غير معروفة حتى اليوم الإ من بعض التسريبات المغلوطة.
وقال حسنين حول مبادرة أهل السودان التي أنهت أعمالها مؤخرا بكنانة ان ماجاء فيها من نقاش هو تكرار لما قيل من قبل ، مبديا دهشته من تقدم رئيس الجمهورية بمبادرة في حين انه يملك اصدار القرارات بحكم موقعه كرئيس ، مشيرا الى ان رئاسة الجمهورية منوط بها اصدار قرارات بتشكيل لجان فنية وما الى ذلك من سبل الحلول لقضية دارفور وقال ان أخطر ماجاء في مبادرة أهل السودان انها قامت بمعزل عن أصحاب الشأن من أبناء دارفور مما يزيد الأمر تعقيدا ولا يصل بها الى الحلول المرتجاة والمنشودة .
وحول المحكمة الجنائية الدولية قال حسنين : نحن لا يسرنا ولا يبهجنا ان يُساق اي سوداني ليحاكم في المحاكم الدولية ولكن بالمقابل لا نرضى الا باشاعة العدل في البلاد ومعاقبة كل من ارتكب الجرائم ، فالسلام والعدل وجهان لعملة وأحدة ولكي نعمل على تحقيق العدالة وتجنب المحكمة الدولية فيجب تضمين المواد (4،5،6،7،8،9) للدستور السوداني وهي المواد الخاصة بجرائم الابادة وماشابه وقال انه لابد من قيام لجنة محايدة لانتهاكات دارفور غير تابعة لوزير العدل بحسبانه موظف حكومي كما قال وينفذ اوامر الحكومة ، كما طالب باسقاط الحصانات عن كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات حتى يتسنى للعدالة محاكمته ، داعيا رئاسة الجمهورية لتنفيذ اسقاط الحصانات عن كل من توجه له تهمة لكي نستطيع ان نقول وقتها ان لدينا قضاءا عادلا وقوانيين لانحتاج بعدها الخروج للمحاكمات خارج حدود السودان ، مشيرا الى ان تفاقم مشكلة دارفور جعل منها المادة الرئيسة في كل برلمانات العالم وعلى رأس أجنداتها المهمة .
وشدد حسنين على مشروعية وعدالة مطالب أهل دارفور ، مشيرا الى ان طلب الاقليم الواحد أو منصب نائب رئيس الجمهورية ، لافتا الى رؤيتهم بأن السودان يفترض ان يكون به سبعة أقاليم وسبعة نواب للرئيس وتسآءل قائلا : لماذا يكون هناك نائبا للرئيس من الجنوب اذا منعنا ذلك عن دارفور وبقية أهل السودان وقال ان الامر ليس صعبا ولا يسوى شئ في مقابل حقن دماء ابناء السودان جميعهم .
وقال حسنين انهم سيواصلون في جهودهم من أجل السودان مهما كلف ذلك من أمر مبديا أسفه من ان اسم السودان اصبح ( حقيرا) الان وهذا ما لايمكن ان يرتضيه اي سوداني .
ومن ناحيته أرجع كمال حسن علي رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة في رده على حديث حسنين – أرجع تضارب التوقيتات فيما يتعلق بالانتخابات وغيرها من الأمور العالقة الى التعقيدات التي حدثت في البلاد على رأسها وفاة الدكتور جون قرنق النائب الأول لرئيس الجمهورية وماتبع ذلك من تحولات وتغيرات ، واعتبر ان عودة النازحين ليست شرطا لقيام الانتخابات بحسبان ان هناك من لا يريدوا ان يعودوا .
وشدد كمال على ان المجتمع الدولي لا يتحرك تجاه السودان بقيم أخلاقية وانما بدوافع من مصالحه الذاتية .
وحول مسألة أصحاب الجوازات الأجنبية ووضعهم من التصويت في الانتخابات قال انه من الطبيعي ان يؤكد على اهمية الجواز السوداني للناخب والا فكيف يمكنه التمييز بين من هو سوداني وارتيري وغيره من الجنسيات ؟!
من جانبه اعتبر القيادي بحركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان ان المخرج من مشكلة دارفور يحتاج الى قرارات رئاسية ولكن لو كان هنالك جدية ، مشيرا الى ان مبادرة أهل السودان التي اختتمت اعمالها قبل أيام بكنانة – هي محاولة التفاف حول القضية جاء بعد صدور قرار المحكمة بخصوص الرئيس البشير ، مشيرا الى ان رؤية المبادرة نفسها تتماشى مع رؤى حزب المؤتمر الوطني بما يعني ان مخرجات المبادرة ونتائجها ستصب فيما يرأه ويريده المؤتمر الوطني ، مشيرا الى ان المخرج الوحيد للمشكلة هو الجلوس في حوار بين الحكومة وأبناء دارفور عبر مفاوضات في وجود وساطة مدعومة من دول الجوار السوداني ، مشددا على ان أي خطوات تتم بمعزل عن وجودهم كأصحاب الشأن لن تكون مجدية ولن تمضي للأمام .
وتحدث بكري النعيم الأمين العام لأسرة وادي النيل في مداخلته عن أهمية الغاء القوانيين المقيدة للحريات ، معتبرا انها المدخل الصحيح لكافة مشاكل السودان .
وانتقد القيادي الاتحادي د. أبو الحسن فرح اسلوب المؤتمر الوطني الذي قال انه لا يلجأ الى الحوار مع القوى السياسية الإ اذا احس بخناق المجتمع الدولي عليه في بعض القضايا ، كما انتقد الاشارة الى حاملي الجوازات الاجنبية وقال ان كثير ممن يعملون في داخل الحكومة الان وشاغلي المناصب الدستورية هم من أصحاب الجوازات الاجنبية !!
وقالت مديرة مكتب حزب الامة بالقاهرة رقية عبد القادر ان حزب الامة لا يستطيع احدا ان يزايد حول وطنيته مدافعة بذلك عن موقفه في مسألة التراضي الوطني التي قالت انها خطوة حسنة النية تحسب لصالح حزبها وليست ضده .
وادار الندوة باقتدار الاستاذ هانئ رسلان الذي بدأ مرحبا بالحضور النوعي الذي شهدته الندوة ممثلا في كافة الوان الطيف السياسي بالقاهرة .