خرج سامي الحاج من المعتقل .. فمتى يخرج شعب دارفور من " غوانتامو " الإنقاذ??
أخيراً خرج سامي الحاج من المعتقل ، وعانقت الفرحة سماء الخرطوم ، وهي فرحة مقسومة بين إدارة قناة الجزيرة وبين حزب المؤتمر الحاكم الذي لم يفجع رئيسه موت واحد وعشرون عسكرياً من أبناء السودان ، عندما تحطمت طائرتهم فوق تلال الموت في جنوب السودان ، وجد الرئيس البشير الوقت المناسب لتقديم الزيارة والتبريكات ، فالمقصد هنا الظهور الإعلامي وركوب الحصان الأبيض في موسم السباق ، قد نسي الجميع أن سامي الحاج أتى من غوانتامو وهو محمولاً بطائرة أمريكية ، وهي رحلة طويلة وشاقة ومكلفة ، وسوف يأتي يوم يسأل فيه دافع الضرائب حكومته الأمريكية : لماذا توفرون خدمة التوصيل إلي المنازل ؟؟ فإن كان هذا الرجل برئياً.. فلماذا تم إعتقاله ؟؟ والجواب سوف يأتي بعد ثلاثين عاماً ، عندما ينقب رجل حريص على الأمانة التاريخية مثل د. عبد الله علي إبراهيم ، عندما ينقب في أضابير مكتبة الكونغرس ، وقتها سوف يكتشف أن نزيل الغرفة رقم 345 لم يطبق فمه في غرفة الإستجواب ، وباح بالكثير المطلوب ،فيجب أن لا نتسرع عندما نطرح قضية حرية الصحاقة وحرية التعبير ونختصرها في قضية سامي الحاج ، فقضية سامي الحاج هي تداخل قطري أمريكي معقد في التفاصيل ، والهامش السوداني في القضية لا يتعدى رسم الجواز الذي كان يحمله سامي الحاج ساعة إلقاء القبض عليه ، وقناة الجزيرة مرتبطة بتنظيم القاعدة ، وفي نفس الوقت مرتبطة بالولايات المتحدة التي غزت العراق من قاعدتها في قطر ، فعند كل لقاء تجريه هذه القناة مع أي شخصية جهادية ، يتعرض القائد المجاهد لصاروخ توما هوك أمريكي يصيبه في مقتل ، والمضحك في الأمر أن مراسلي هذه القناة أول من يؤكدون خبر الإغتيال ،
نعم وقف الشعب السوداني – مع يقول رجال الإنقاذ- مع سامي الحاج ،لكننا رأينا من هذا الشعب رجال الأمن والمخابرات يهبون لإستقبال أسير الكلمة الحرة و الضمير ، وهم نفس الرجال الذين أسسوا بيوت الأشباح في السودان ، وعمقوا ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد ، فالشعب السوداني الذي في العادة يُسرق صوته في المحافل ، هو في معزل عن الحدث ، فهو لم يقف مع شعب دارفور المُحاصر في المخيمات !! هناك سجن أسوأ من غوانتامو في السودان يضم النساء الأرامل والشيوخ والعجزة ، هناك أحكام بالإعدام تصدر من غير محاكمة ينفذها طيران حزب المؤتمر الوطني ضد الأبرياء والمساكين ، هذه رسالتي للذين فرحوا بزيارة الرئيس البشير للمفرج عنه سامي الحاج ، كان عليهم أن يذكروه بأن يحذو حذو أمريكا ويمنح الحرية لشعبه ،فسامي الحاج رجل واحد ، وقد أُطلق سراحه ، خروج سامي الحاج من المعتقل أن يجب أن يكون نقطة البداية نحو تأسيس الحريات في السودان ، وهذا الشعور الطيب نحو المحنة يجب أن يتحول إلي شعور جماعي نحو البؤساء في دارفور ، ففي دارفور هناك من حُرم من النوم والأكل ونعمة الإستقرار ولم الشمل ، قال إبراهام لنكولن : أن الذين لا يعترفون بحرية الآخرين ، لا يستحقون نعمة الحرية .