الجزيرة: وكالات ساد الهدوء اليوم العاصمة التشادية وسط انتشار لقوات الرئيس إدريس ديبي في الأحياء، وتأكيد رئيس وزرائه أن المتمردين سحقوا مما يلغي الحاجة إلى وقف لإطلاق النار. وذكر مراسل الجزيرة في انجمينا أن أحياء المدينة بدت هادئة وأن القوات الحكومية انتشرت في الشوارع، ناقلا عن مصدر في الجيش الحكومي أن الرئيس إدريس ديبي يمارس مهامه ويدير الشؤون السياسية والعسكرية. يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من وصول فصائل التمرد إلى محيط القصر الجمهوري في انجمينا قادمين من الحدود السودانية التشادية حيث أوشكوا على الإطاحة بديبي، قبل أن ينكفئوا إلى مسافة عشرين كلم شمال البلاد وسط مقاومة الجيش وضغوط مجلس الأمن. واعتبر رئيس الوزراء نور الدين دلوا كاسيري كوماكوي اليوم أنه لا حاجة إلى وقف لإطلاق النار مع المتمردين "لأنهم سحقوا". كما صرح رئيس الحكومة لقناة فرانس 24 "لماذا اتفاق لوقف إطلاق النار؟ لم يعد لهم وجود. مع من تريدون أن نوقع وقف إطلاق نار؟ لقد سحقناهم". وأضاف "لسنا فقط نسيطر على الوضع بل لم يبق تمرد، تم القضاء عليهم جميعا. وآخر فلولهم تطارد على بعد خمسين كلم" من انجمينا. وقال كوماكوي أيضا إن المتمردين باتوا في محيط بلدة أولو، وإن الطيران الحكومي يقوم بقصفهم مشددا على أنهم تخلوا عن مركباتهم العسكرية وفروا بسيارات خاصة. استعداد مبدئي وكان المتحدث باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله قد ذكر في بيان تلاه لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الأقمار الصناعية أن "قوات المقاومة الوطنية وافقت على وقف فوري لإطلاق النار" مبررا هذا الموقف بأنه جاء لاعتبارات إنسانية وامتثالا لمبادرات السلام الإقليمية. من جهته قال زعيم حركة التمرد الجنرال محمد نور عبد الكريم إن الطيران الفرنسي قصف مواقع قواته "لحماية نظام الرئيس دبي" مؤكدا أنهم قادرون على شن هجوم جديد على القوات النظامية إذا التزمت القوات الفرنسية الحياد. وكانت باريس قد وجهت تحذيرا للمتمردين بعد صدور قرار غير ملزم عن مجلس الأمن الدولي يفوضها التدخل لحماية النظام في تشاد. وعاد الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم لتأكيد أن بلاده جاهزة للتدخل عسكريا في تشاد إذا كان ذلك ضروريا. وشدد ساركوزي الثلاثاء على أن القوة الفرنسية الموجودة في تشاد لم تنحز لأحد خلال القتال باستثناء ليل الجمعة عندما أطلقت النيران لحماية رعاياها عند إجلائهم عن انجمينا. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، يتوقع أن يصل اليوم إلى العاصمة التشادية وفد من مسؤولين من الكونغو برازافيل وليبيا في إطار وساطة أفريقية لحل سلمي. ويتوقع أن يجري المفاوضون الأفارقة اتصالات بمختلف الأطراف لإقناعهم بالتخلي بلا شروط عن استخدام القوة، والبدء في حوار بناء. وقد تعهدت فرنسا بتوفير الحماية للوفد الأفريقي. وكان الاتحاد الأفريقي قد فوض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السبت مع نظيره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو بمهمة إيجاد حل تفاوضي للأزمة الراهنة في تشاد. من جهة أخرى عرضت منظمة المؤتمر الإسلامي وساطة بين أطراف النزاع بهذا البلد العضو في المنظمة التي دعت على لسان أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو، إلى "إعادة الوضع إلى طبيعته". موجة نزوح ومنذ أن دخل المتمردون إلى انجمينا السبت الماضي والاشتباكات التي تلت ذلك، نزح أكثر من نصف سكان العاصمة البالغ عددهم سبعمائة ألف نسمة وأسفر القتال عن سقوط قتلى، دون أن يعرف بالضبط عدد الضحايا وحجم الخسائر الناجمة عن تلك التطورات. وقالت مصادر بوكالة إنسانية دولية في انجمينا إن المعارك خلفت خلال اليومين الماضيين "عددا كبيرا من القتلى" وخمسمائة جريح على الأقل، وفق حصيلة أولية. وأفادت أسوشيتد برس نقلا عن جمعية خيرية أميركية أن نحو ثلاثمائة ألف من سكان انجمينا نزحوا خارجها بسبب القتال الذي اندلع فيها قبل أربعة أيام. وتقول الأنباء الواردة من هناك إن النازحين يتدفقون بالآلاف عبر جسر فوق نهر لوغنشاري إلى الكاميرون |