ساركوزي بحث مع البشير هاتفياً الأزمة في الإقليم
الخرطوم تتهم تشاد بقصف موقعين في غرب دارفور
الخرطوم - باريس - ا ف ب - ا ش ا : أكد السودان ان الجيش التشادي قام بعملية توغل برية داخل الاراضي السودانية بينما قام الطيران التشادي بقصف موقعين في اقليم دارفور غرب البلاد, مؤكدا انه يحتفظ بحق الدفاع عن نفسه.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان "الجيش التشادي عبر صباح (الجمعة) الحدود المشتركة بينما قامت ثلاث طائرات بقصف منطقتي رجل الحرزاية وكرمولة على بعد نحو 56 كلم جنوب شرق الجنينة غرب دارفور".
واكد البيان ان السودان "يحتفظ لنفسه بحق الرد دفاعا عن النفس في الزمان والمكان الذي تمليه مصلحة السودان", واصفاً هذه العملية بانها "خطوة غير مبررة".
وتحدثت الخارجية السودانية في بيانها عن غارة جوية تشادية على كرمولة في منتصف ديسمبر وذكرت بهجوم بري تشادي على دارفور وقع في ابريل الماضي, معبرة عن اسفها للاتهامات التي اطلقتها نجامينا, مؤكدة ان السودان لا يدعم المعارضة التشادية كما تؤكد سلطات تشاد بل يعمل على "احلال الاستقرار" في هذا البلد بالتعاون مع ليبيا واريتريا.
وأضاف البيان ان "هذه الاعتداءات الغاشمة من تشاد تجيء في الوقت الذي يبذل فيه السودان جهودا كبيرة بالتعاون وبالتنسيق مع الاشقاء في الجماهيرية الليبية واريتريا بهدف ارساء دعائم الامن والاستقرار في تشاد", لافتاً إلى أن الحكومة السودانية "تعلن هذه الحقائق للرأي العام الاقليمي والدولي حتى يقف على حقيقة الاعتداءات التشادية المتكررة على بلادنا واتهاماتها الباطلة".
ورأى السودان ان هذه الاتهامات تهدف الى لفت الانظار عن استضافة تشاد مؤخرا على اراضيها اجتماعا لحركة العدالة والمساواة (حركة التمرد في دارفور) وقدمت لها دعما مباشرا كانت نتيجة استئناف الاعمال العسكرية لهذه المجموعة.
وتأتي هذه الاتهامات السودانية لتشاد بعد ان اتهمت نجامينا الخميس الماضي الخرطوم بالاعداد "لهجوم جديد" ضدها لمنع انتشار قوة اوروبية (يوفور) في شرق تشاد واخرى مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور, كما تتهم نجامينا الخرطوم باعادة تجميع وتسليح متمردي اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية بزعامة محمد نوري وتجمع قوى التغيير بزعامة تيمان ارديمي.
من جهة أخرى أعلن قصر الاليزيه أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي, أجرى أمس, اتصالا هاتفيا بالرئيس السوداني عمرالبشير, بحثا خلاله الأوضاع في إقليم دارفور والمنطقة.
وأوضح المتحدث باسم الاليزيه ديفيد مارتينون أن ساركوزي أكد مجددا للبشير أهمية التوصل بأسرع ما يمكن إلى حل سياسي للأزمة في دارفور, وكذلك أهمية سرعة نشر القوات المختلطة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في الإقليم وكذلك القوة الأوروبية في تشاد, من أجل إعادة إقرار السلام في المنطقة بأكملها.
في سياق آخراعلنت حركة تحرير السودان (المعارضة لابوجا) رفضها اي دور للقوات الصينية والباكستانية ضمن القوات الدولية في دارفور ..وجددت الحركة في بيان لها أمس, انتقاداتها لوساطة الاتحاد الأفريقي لحل أزمة دارفور.
وقال البيان الموقع باسم الناطق الرسمي للحركة عصام الدين الحاج, ان الصين عملت على تعطيل اصدار جميع القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي بشأن ازمة دافور الى جانب تسليحها ل¯"نظام الخرطوم", مشيرا الى ان الأسلحة من الصين تم بها ارتكاب ما وصفه ب¯"جرائم الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان" .
واوضح ان القوات الباكستانية تأتي من دولة ينتشر فيها الإرهاب, منوها "لا نرحب بهذه القوات في دارفور", مناشدا المجتمع الدولي تطبيق جميع القرارات الأممية الصادرة بشأن ازمة السودان في الإقليم خاصة القرار 1769 والموافقة على دخول القوات الدولية لحماية المدنيين بنهاية العام الحالي.
وانتقد الحاج دور الوسطاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي, وقال انهم يتعاملون مع الحكومة السودانية دون ان يجروا المشاورات اللازمة مع الحركات, وأضاف ان الوسطاء لن ينجحوا في ايجاد حل سلمي للقضية اذا استمروا في نهجهم الحالي.
إلى ذلك قامت مفوضية إعادة التأهيل والتوطين بدارفور بإحضار عدد من الخيام وصلت منها 3 آلاف إلى نيالا عاصمة جنوب دارفور من أصل 15 ألف خيمة تم التعاقد بشأنها مع شركات باكستانية.
وقال رئيس المفوضية إبراهيم مادبو في تصريح له "إن المفوضية سعت في هذا الاتجاه لضمان توطين اللاجئين مؤخرا من تشاد, إضافة إلى تأهيل القرى لاستقرار النازحين من قراهم, مضيفاً أن التأهيل يشمل المعسكرات ومناطق الحركات .. مشيراً إلى أن جزءاً منها سيستغل في برنامج الدمج بين الحركات والقوات النظامية التي اتخذ قراراً بشأنها في دمج القوات النظامية مع قوات الحركات.