لقاء سعادة السفير الدكتور أبراهيم ميرغني ( القبس )

مميز عدد الرسائل : 2317 تاريخ التسجيل : 10/10/2007

الانفصال والسلام

• هل الإعلام السوداني حرّ ام خاضع للحزب الحاكم؟
ــــ لدنيا 18 جريدة سياسية يومية ليس لها أي صلة بالحزب الحاكم، اما قبل 15 سنة فكانت هناك 3 جرائد للحزب الحاكم. اليوم لا توجد قيود على أي صحافي، ولديه الحرية الكاملة. كما أن الاعلاميين السودانيين اذكياء، اسسوا نقابة ومجلس محاسبة ولجان تحقيق تقوم بمحاسبة اي اعلامي قد يخطئ.
• هل ستكون للسودان سفارتان في كلتا البلدين؟
ــــ صحيح، فانا سفير للسودان في الكويت، والسكرتير الاول في القنصلية من جنوب السودان، ونلح عليه ليكون سفيرا لجنوب السودان معنا هنا في الكويت، اما الدول الاخرى فسيكون فيها سفراء لجنوب السودان كفاءتهم وخبرتهم اكبر من السكرتير الاول.
• ألديكم خوف من ان يحصل في المستقبل صراع بين الشمال والجنوب كما في الكوريتين؟
ــــ حرقتنا وآلمتنا الفتنة والصراعات منذ زمن طويل والحرب الاخيرة، التي بدأت عام 1983، لم تسلم منها اي عائلة. بل بالاحرى بدأت الفتنة في السودان قبل ثلاثة اشهر من استقلال السودان عام 1955. تأذينا بما فيه الكفاية وضحينا بقبولنا بالانفصال الذي اشترطنا من خلاله السلام، فنحن واعون وعملنا حسابنا لكل شيء.
• بما ان أرض السودان خصبة للزراعة فهل ستستثمر الكويت في أراضيكم؟
ــــ كل خضرواتنا وفواكهنا طبيعية، وكل لحومنا تتمتع بنكهة لانها عضوية لا تحتوي اي كيماويات. وقد تم تخصيص 600 الف فدان شرق السودان للكويت للزراعة وللانتاج الحيواني من ابل وخراف وابقار ولزراعة الفواكه.
وأهم فواكهنا الكريب فروت السوداني المشهور بطعمه الحلو والمانجو السوداني اللذيذ جدا، واهم هدية اقدمها للوزراء ولمسؤولي الدولة في الكويت، وحتى في سويسرا، المانجو في الصيف والكريب فروت في الشتاء.

اعتزاز بانتمائي

• لنتعرف على الجانب الآخر من حياتك..
كيف نشأت وتدرجت دراسيا؟ وماذا عن دور والديك في حياتك؟
ــــ بداية لقد عملت كتابا أهديته لروح والدي ووالدتي ولأبنائي ولزوجتي. يتعلق هذا الكتاب بجمعيات تنمية المجتمع ويعبر عن مدى اعتزازي بانتمائي الاسري. والمصدر الاساسي لهذا الكتاب هو الموسوعة البريطانية التي اهداني اياها الشيخ محمد الصباح، قرأتها على مدى ثلاث سنوات واستفدت منها كثيرا.
ولدت في شمال الخرطوم في مدينة شندي، وهي عاصمة الحضارة المروية التي استمرت من 750 سنة قبل الميلاد الى 350 ميلاديا. اكتشفت ان منطقتي مهمة جدا للاسف في وقت متأخر، فحبي للعلوم غير حبي لدراسة القانون.
كان من المفروض ان أدرس الهندسة بعد أن قُبلت بالرياضيات، لكن ثورة اكتوبر عام 1964 جعلتني أحب دراسة الدستور والقانون الدستوري، وحملت البكالوريوس بامتياز في القانون، ولم أوقف رغبتي العلمية. بعد الانتهاء من الكورسات في هارفارد أخذت كورسات عن تاريخ الثقافة في كلية العلوم، وأظن أنني كنت الافريقي الوحيد في صف يحوي 180 طالبا وطالبة. وعندما شرح الاستاذ في المحاضرة عن مبادئ العلم في الميكانيكا وتحدث عن أقدم ماكينات اكتشفها الانسان في جنوب مصر وشمال السودان، وهي موجودة في مدينتي وهي التي أوصلت الانسان للقمر، فسمعت هذه المعلومة في اميركا واكتشفت قيمة مدينتي.
كان والدي محافظ غابات، وهو من أول خمسة سوادنيين تولوا مراكز بعد الانكليز وأسس غابات في مختلف أنحاء السودان مازالت لليوم لحماية البيئة. بدأ من عام 1966 الاتصال بالمسؤولين ومنهم الملك السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز ليقنعهم بزراعة المشاتل وفي عام 1979 قدّم الملك فهد هدية لوالدي هي مليون شتلة نيم.
تعلمت من والدي حب الأرض والمثابرة للنجاح. ولأنني الابن الكبير في البيت تأثرت به وبوالدتي التي تمتلك روح الطيبة والمجاملة والدبلوماسية، وكل يوم أتصل بها وأطلب منها أن تدعو لي.
والداي كانا كريمين جدا الى درجة ان والدي دعا في أحد الايام حوالي 840 شخصا للغداء في البيت من دون علم والدتي. وفور إعلامها لهذه الدعوة جهزت لكل هؤلاء الطعام بروح كريمة وطيبة.
أما أنا فلا استطيع ان أكون مثلهما بهذا الكرم اللامحدود، لكن من طبعي العطاء دون الأخذ وهذا ما ربّاني عليه والداي.
• ما الصفة التي تزعجك في شخصيتك؟
ــــ أحسد الذين يغضبون وينفسون عن غضبهم، أما أنا فأكظم غيظي، وغضبي يضرني، فأشعر بالاحتراق الداخلي لأنني لا استطيع التعبير عن نفسي، لقد حققت اهدافي بالكتمان والصبر.

مميز عدد الرسائل : 2317 تاريخ التسجيل : 10/10/2007

تضحية

• ماذا عن زوجتك الدكتورة نجاة؟
ــــ زوجتي دكتورة بيطرية تعمل مساعدة بروفيسور تأخذ اجازات، وعندما تعود تباشر عملها فهي رئيسة قسم في معمل الابحاث البيطرية.
• وماذا عن اولادك؟
ــــ ابني ساطع يعمل في شركة بترول كندية في اثيوبيا تخرج من جنيف في جامعة اميركية بادارة الاعمال، وابنتي نهى ولدت في بوسطن.
وقد اشرف الشيخ محمد الصباح وعقيلته الشيخة فريال على تسميتها، والآن ابنتي طبيبة بامتياز في مستشفى الصباح، اما ابني سهل فبدأ العمل في التنقيب في السودان، واصغر ولد هو سفيان ويعمل في مؤسسة للاستثمار.
لم اشجع اولادي لسلوك دربي لانه متعب وفيه تضحية، فزملائي الذين درسوا معي ادارة الاعمال في هارفارد دخلوا القطاع الخاص.بينما انا ضحيت وسلكت دربا آخر.
• بعد الانتهاء من خدمة بلدك من خلال عملك الدبلوماسي، كيف ستعيش بقية حياتك؟
ــــ قد اعود للتدريس في الجامعة، وقد اتفرغ لكتابة تجربتي في حقوق الانسان، فلدي مشروع ثلاثة كتب مسودتها جاهزة، لكن لا يوجد وقت لدي لطباعتها.
• ما المحطة التي غيرت حياتك الى الافضل؟
ــــ تخرجي في هارفارد كان نقطة انطلاقي، واعطاني نمطا في التفكير، خصوصا في حل المشاكل بصورة منطقية دون اندفاع.
• متى جردة الحساب مع الذات وتقييم اعمالك؟
ــــ باستمرار اعيد حساباتي، ودائما اسأل كل زملائي عما اذا بدر مني شيء او اخطأت بحقهم طالبا المعذرة حتى انام مرتاح الضمير.
• هل تحاسب نفسك اذا اخطأت بحق الزوجة؟
ــــ منذ ان تزوجت الدكتورة نجاة منذ عام 1975 بيننا صراحة تامة وعلاقة حميمة، وهي زوجة حكيمة لم يحصل بيننا اي خلاف ولم اخطئ معها.
• أتحب الشعر؟
ــــ احب الشعر كثيرا، وتعلمت من ابنتي التي تكتب الشعر بالانكليزية ان اكتب الشعر بالانكليزية، ففي حفلات الوداع لزملائي السفراء ألقي قصيدة بالانكليزية لوداعهم.
• ألم يحرجك لباس الزي السوداني في سويسرا؟
ــــ انا وزوجتي نلبس الزي السوداني منذ كنت سفيرا في سويسرا، ونعتز به كثيرا وفي حياتي كلها لم البس ألجينز مع ان اولادي يلبسونه.
• هل تدمع عيناك وتكون حساسا في مواقف معينة؟
ــــ اتأثر بالانتفاضات الشعبية، واتأثر بالانسان المظلوم فتدمع عيناي مع انني متحفظ بالتعبير عن مشاعري.
• اين مكامن قوتك وضعفك؟
ــــ اجد نفسي قويا دائما لخوفي من ربي وضعفي امام المواقف الحساسة الانسانية.
• هل تعرضت للظلم وللاذية؟
ــــ بالتأكيد حصل هذا الامر وتغاضيت كثيرا عن هذه الامور والمؤذيين.
• اتشاركك الزوجة في مصروف البيت؟
ــــ تشارك بمدخولها، لكني لا اطلب منها ذلك، اعطيتها حسابا خاصا بها، وهي رزينة وعاقلة واقتصادية تدبر الامور بطريقتها الصحيحة.

صوتي جميل

• حكمة عملت بها في حياتك؟
ــــ استغن عن ما في ايدي الناس يحببك الناس، اطمع فيما عند الله يحببك الله.
• اي عروض قدمت اليك ورفضتها؟
ــــ قدمت الي عروض كثيرة لكني دائما استخير الله، واتوكل عليه، حتى لو خسرت عروضا مغرية.
• ما هواياتك؟
ــــ السباحة والتجديف والتصوير والموسيقى.
• ما الأغاني التي تحب سماعها؟
ــــ أحب الموسيقى كثيرا وكنت أيام الثانوية اعزف الكلارينيت، لذلك انا حريص على تلبية كل دعوة فيها مناسبة موسيقية.
• هل صوتك جميل في الغناء؟
ــــ صوتي جميل في تلاوة القرآن وترتيله، حتى أنني أبكي من يسمعني أتلو القرآن.
• ما طبقك المفضل؟
ــــ المأكولات البحرية والمرق السوداني، وتحرص زوجتي على طبخ كل الأطباق التي أحبها.
• هل تتأقلم زوجتك في البلدان التي تعيشان فيها؟
ــــ زوجتي اجتماعية، وهي رئيسة جمعية نساء السفراء الافارقة هنا، وفي جنيف كانت ايضا رئيسة نساء السفراء الافارقة واسست جمعية النساء العربيات وجمعية نساء الدول الاسلامية، زوجتي قيادية متواضعة ذكية وهادئة.
• ماذا تحب ان تقول في آخر الحوار؟
ــــ بمناسبة 50 سنة على استقلال الكويت نهنئ الكويت أميرا وحكومة وشعبا بعيدها الوطني ونعتبره عيدنا ونتمنى الأمان والاستقرار للكويت.

دا نفس الجريدة

» لقاء سعادة السفير الدكتور أبراهيم ميرغني ( القبس ) (1)
» الشاعر الدكتور محمد المكي أبراهيم يغني أكتوبر
» نص لقاء سعادة السفير مع ( السياسة ) 1
» سعادة السفير استقبل مجلس الجالية وطوى صفحة المشكلات
» ألف مبروك سعادة السفير