السلطات السودانية تتهم مصريين بـ«إهانة العقيدة»
عرضا كتابا يسيء للسيدة عائشة في معرض للكتاب بالخرطوم
الخرطوم: «الشرق الأوسط»
اتهمت السلطات السودانية اثنين من المصريين بتهمتي «سب العقيدة والذات الإلهية»، لإحضارهما كتابا يسيء لزوجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، السيدة عائشة بنت أبي بكر، جرى عرضه في معرض تجري فعالياته في العاصمة السودانية منذ الاسبوع الماضي. ويحمل الكتاب اسم «أم المؤمنين تأكل أولادها» لمؤلف مصري مغمور، ولا يعرف ما اذا كان المتهمان سيقدمان الى المحاكمة، ام سيتم تسوية القضية قبل وصولها الى المحكمة. وسحبت السلطات اولا الكتاب من المعرض، وصادرت كميات منه كانت في طريقها الى المعرض، الذي ينظمه ناشر سوداني سنويا، بمشاركة دور نشر عربية. ولم تغلق السلطات ابواب المعرض، الذي من المقرر ان ينتهي اليوم. وقال وزير العدل السوداني محمد علي المرضي للصحافيين امس، ان النيابة حققت مع المتهمين ووجهت لهما تهمتين: اهانة العقيدة، وسب الذات الالهية، واضاف ان الكتاب يحمل اسم «ام المؤمنين تأكل أولادها» ويحوي احاديث فاحشة للغاية، وادخل للبلاد عن طريق اثنين من المصريين، يعملان في تجارة الكتب، عبر منفذ «العبيدية» البري بين السودان ومصر. وذكرت مصادر مطلعة، ان الشكوى تقدم بها للنيابة «اشخاص فضلوا عدم الادلاء بأسمائهم».
وقال محمد الحسن محمد عباس مدير المعرض لـ«الشرق الاوسط» ان هذا الكتاب تسرب الى المعرض، من دون علم الادارة، وقال انه دخل ضمن قائمة تضم عناوين كثيرة وجاء تحت عنوان «ام المؤمنين» فقط اي من دون كتابة الاسم كاملا، وقال ان ادارة المعرض حظرت دخول جملة من العناوين الى المعرض، فور وصلها الى السودان، وذلك عبر لجان مشكلة من قبل ادارة المعرض لهذا الغرض، وكشف عن ان الكتاب محل القضية، لم يعرض مع الكتب علنا، وانما كان «تحت الطاولة»، واوضح ان المعرض تنظمه وزارة الثقافة السودانية. وكانت السلطات السودانية قد صادرت العام الماضي، مجموعة من الكتب تبشر بالطائفة الشيعية في السودان، يرجح انها دخلت البلاد من ايران، اعتبرتها جهات دينية في السودان انها مخالفة لنهج السنيين في البلاد، وقالوا انذاك ان السودان دولة سنية، لا تشجع على التشيع.
وتأتي الواقعة بعد اقل من اسبوع من طي قضية مماثلة، عندما حكمت محكمة في الخرطوم على معلمة بريطانية بتهمة الاساءة للعقيدة، بسماحها لتلاميذ مدرسة تعمل فيها، باطلاق اسم محمد علي دمية دب، ما اعتبرها عدد من اولياء امور التلاميذ، أنها اساءة للرسول، صلى الله عليه وسلم، غير ان الرئيس عمر البشير، اصدر عفوا عنها بعد ان قام وفد بريطاني برلماني، بلاعتذار للحكومة السودانية، حول ما ارتكبته المعلمة جوليانا جوبيلز.