الجزيرة - الخرطوم /الطاهر المرضي
أعلن وزير الدولة بالخارجية السودانية السماني الوسيلة قوله إن الحكومة السودانية أصدرت قرارا بإغلاق كامل الحدود مع تشاد.
كما أصدرت توجيهات للجيش السوداني بعدم السماح لأي قوة من شأنها زعزعة الاستقرار في تشاد بدخول الأراضي التشادية عبر الحدود السودانية.
جاء هذا القرار بعدما استقبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير مبعوثا تشاديا نقل رسالة من الرئيس التشادي إدريس ديبي تتعلق بتطورات الأوضاع الأمنية في تشاد وعلى الحدود بين البلدين.
ويأتي هذا التطور فيما أعلن كل من الحكومة والمتمردين في تشاد النصر على الآخر وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على عدة جبهات في المعارك الأخيرة في شرق وجنوب شرق البلاد دون ورود معلومات من مصادر مستقلة لتأكيد ادعاءات الطرفين.
وفي أحدث التطورات الميدانية نقل مراسل الجزيرة في نجامينا فضل عبد الرزاق عن مصادر فصيلين للمتمردين أن قواتهما هاجمت مواقع تابعة للقوات الحكومية في مدينة تيسي جنوب شرقي تشاد.
وقال المتحدث باسم جبهة إنقاذ الجمهورية إن فصيله والجبهة الشعبية للنهضة الوطنية سيطرا على المدينة وكبدا القوات الحكومية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وجاء هذا لإعلان فيما أصدر قائد الجيش التشادي الجنرال عبد الرحيم بحر إيتنو بيانا أعلن فيه مقتل ما لا يقل عن مائة متمرد وستة جنود حكوميين في المعارك التي وقعت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين شرقي البلاد، إضافة إلى جرح 34 من القوات الحكومية بينهم الجنرال إيتنو نفسه وهو ابن عم الرئيس التشادي إدريس ديبي.
]مشاركة الرئيس
وقال إيتنو إن الرئيس ديبي نفسه شارك في المعارك مع قواته خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضح أن وجود القائد في ميدان المعركة مؤشر قوي لمن أسماهم "المغامرين".
كما أشار إلى أن الجيش التشادي "أباد" المتمردين، وأن الناجين من المعركة في صفوفهم فروا باتجاه الحدود السودانية بعضهم بالسيارات وآخرون على الجمال أو مشيا على الأقدام.
واصطحب الجنرال التشادي عددا من الصحفيين في جولة شملت قاعدة سابقة للمتمردين في جبال توركا التي شهدت معارك طاحنة مازالت آثارها من جثث متفحمة وأعمدة دخان بادية للعيان.
وكان مصدر عسكري تشادي أشار أمس إلى أن متمردي تجمع قوى التغيير أخلوا مواقعهم إثر المعارك الأخيرة التي بدأت كثيفة ثم خفت حدتها.
وقد أعلنت مصادر المتمردين تكبيد القوات الحكومية خسائر فادحة في الأرواح وأسر 200 جندي. لكن رغم صعوبة الحصول على إحصاء دقيق للضحايا فإن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير في وكالة الإغاثة في نجامينا أن المعارك خلفت مئات القتلى والجرحى.
وكان تجمع قوى التغيير واتحاد قوى الديمقراطية والتنمية بزعامة الجنرال محمد نوري وحركتان مسلحتان أخريان معارضتان للرئيس التشادي إدريس ديبي وقعت اتفاق سلام في سرت الليبية يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن الاتفاق انهار عندما اندلعت معارك يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين اتحاد قوى الديمقراطية والجيش التشادي.
وعلى خلفية الاشتباكات الأخيرة، حذرت الأمم المتحدة من أن القتال العنيف في المنطقة يهدد اللاجئين من دارفور ويحول دون زيارة عمال الإغاثة التابعين للمنظمة الدولية مخيماتهم.
وجاء اندلاع المعارك الأخيرة قبل أسابيع من نشر قوات سلام تابعة للاتحاد الأوروبي قوامها 3700 جندي في إطار مهمة للأمم المتحدة في المنطقة الحدودية مع السودان لحماية مئات الآلاف من اللاجئين وعمال الإغاثة.