الموضوع: النيلين
غادرت الخرطوم يوم الاثنين المعلمة البريطانية جيليان جيبونز التي عوقبت بالحبس في السودان لمدة 15 يوما لسماحها لتلاميذها باطلاق اسم محمد على لعبة بعدما حصلت على عفو. وصدر العفو عن جيليان جيبونز التي حكم عليها يوم الخميس بالحبس 15 يوما ثم الترحيل بتهمة اهانة الاسلام بعد مناشدة عضوين مسلمين بارزين في البرلمان البريطاني الرئيس السوداني الافراج عنها سريعا. ورافقها الاثنان وهي تغادر مطار الخرطوم الذي شددت فيه اجراءات الامن بعد تظاهر المئات يوم الجمعة مطالبين باعدامها. واعتذرت المعلمة عقب الاعلان عن العفو عن أي مضايقة سببتها لشعب السودان.
وقالت جيبونز في بيان مكتوب قرأته البارونة البريطاينة سيدة وارسي التي اجتمعت هي وعضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد أحمد مع الرئيس السوداني "مكثت في السودان أربعة أشهر فقط لكني استمتعت بوقتي كثيرا. لم أجد سوى العطف والكرم من الشعب السوداني." وتابعت "اكن احتراما كبيرا للدين الاسلامي ولم أتعمد أبدا اهانة أحد. أعتذر عن تسببي في أي مضايقة." واثارت جيبونز شكاوى بعدما طلبت من تلاميذها في مدرسة الوحدة الخاصة في الخرطوم اختيار اسم مفضل للعبة على شكل دب في اطار مشروع تعليمي في سبتمبر أيلول. واختار 20 تلميذا من بين 23 تلميذا اسم محمد وهو اسم شائع للذكور في السودان تيمنا باسم النبي محمد. وقام اللورد أحمد والبارونة وارسي بمبادرة خاصة من اجل افراج مبكر عن جيبونز. وقاما بارجاء رحيلهما عن الخرطوم حين تأكد اجتماعهما مع الرئيس السوداني في اللحظة الاخيرة بعد أن ظلا ينتظران طوال يومين. وهلل العاملون في مدرسة الوحدة التي تعمل فيها جيبونز لدى سماعهم نبأ العفو عنها. وقال روبرت بولس مدير المدرسة لرويترز "الجميع سعداء للغاية.. الجميع يضحك الان." وأضاف أنها موضع ترحيب للعودة للتدريس اذا كانت ترغب في ذلك. وكانت جيبونز قد أوقفت عن العمل بعد تحقيق أجرته المدرسة في هذه الواقعة. وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الذي لا ترتبط بلاده بعلاقات طيبة مع السودان منذ سنوات فيما يرجع اساسا الى الصراع في دارفور انه "مسرور ويشعر بالارتياح" لانباء الافراج عن جيبونز. وحذرت هيئة علماء المسلمين صاحبة النفوذ في السودان يوم الاحد الحكومة من العفو عن جيبونز قائلة ان هذا سيضر بسمعة الخرطوم بين مسلمي العالم. وسلم نحو 50 متظاهرا كانوا يهتفون "لا اله الا الله" و"نموت من أجل النبي" التماسا الى السفارة بشأن المسألة. وقال الشيخ محمد عبد الكريم المتحدث باسم الهيئة لرويترز "اذا سحبت الحكومة الحكم ... سيكون ذلك سابقة سيئة للغاية وسيكون لها عواقب وخيمة على سمعة الحكومة ... ليس فقط في السودان ولكن في خارجه ايضا." لكن كثيرين من المواطنين السودانيين قالوا انه خطأ بسيط يمكن التغاضي عنه بعد الاعتذار. وتوترت علاقات الخرطوم مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة في السنوات الاخيرة بسبب خلافات حول كيفية التعامل مع قضية دارفور حيث يريد مجلس الامن الدولي نشر قوة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي للمساعدة في انهاء الصراع ومساعدة النازحين على العودة لديارهم. ووافقت الخرطوم على مضض لكنها تتفاوض حول الكثير من التفاصيل. ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وان 2.5 مليون نزحوا من ديارهم بسبب الصراع العرقي والسياسي في دارفور منذ أن حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح عام 2003 .