بين الحجاج والصبي

عدد الرسائل : 14 تاريخ التسجيل : 16/04/2008

بين الحجاج والصبي*

خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم في صيد فرأى تسعة كلاب الى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب . فقال له الحجاج: ماذا تفعل هنا يا غلام؟ فرفع الغلام طرفه اليه وقال: يا حامل الاخبار لقد نظرت اليَّ بعين الاحتقار، وكلمتني بالافتخار، وكلامك كلام جبار، وعقلك عقل حمار!! فقال الحجاج: اما عرفتني؟ فقال الغلام: عرفتك بسواد وجهك لأنك اتيت بالكلام قبل السلام. فقال الحجاج: ويلك.. انا الحجاج بن يوسف. فقال الغلام: لا قرب الله دارك ولا مزارك، فما اكثر كلامك واقل اكرامك. عرف الحجاج ان في الغلام فطنة فسكن غضبه وقال للغلام: هل حفظت القرآن؟ فقال الغلام: هل القرآن هارب مني حتى احفظه؟ فسأله الحجاج: هل جمعت القرآن: فقال الغلام: هل هو متفرق حتى اجمعه؟ فقال له الحجاج اما فهمت سؤالي؟ فقال له الغلام: ينبغي لك ان تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه؟ فقال الحجاج: اخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ وآية أعدل؟ وآية أخوف، وآية أرجى؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى؟ وآية قال الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ وآية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ فقال الغلام: أما أعظم آية فهي آية الكرسي. وأحكم آية: «ان الله يأمر العدل والاحسان». وأعدل آية: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرأً يره». وأخوف آية: «أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم». وأرجى آية: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا». وآية فيها عشر آيات بينات: «ان في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، دبت فيها من كل دابة، وتصريف الرياح، والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون». اما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي: «وجاءوا على قميصه بدم كذب» وهم أخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة. اما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي: «وقالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء» فصدقوا ودخلوا النار. والآية التي قال الله تعالى لنفسه فهي: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين». الآية التي فيها قول الملائكة فهي: «سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم». والآية التي فيها قول أهل الجنة فهي: «الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور». اما الآية التي فيها قول أهل النار فهي: «ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون». فقال الحجاج: أخبرني عن أنهار الجنة وعددها. فقال الغلام: أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله، كما قال في كتابه العزيز: «فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى». وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض. ويوجد نظيرها في الدنيا وهو في رأس بني آدم: طعم عينه مالح، وطعم اذنه مر، وطعم فمه عذب. فقال الحجاج: إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون، فهل يوجد مثلهم في الدنيا؟ فقال الغلام: الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط. عندها قال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك. ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس. وقال الحجاج في نفسه: إنْ اخذ الفرسَ نجا، وإن اخذ غيرها قتلته. ثم قال: خذ ما تريد يا غلام. فقال الغلام: إنْ كنتَ تخيّرني فإنني أختار الفرس، أما إنْ كنتَ ابن حلالٍ فتعطيني الجميع. فقال الحجاج: خذها كلها لا بارك الله لك فيهم. فقال الغلام: قبلتُهم لا اخلف عليك غيرهم، ولا جمعني بك مرة أخرى. ثم قال: من أين أخرج يا حجاج؟ فأجابه الحجاج: اخرج من ذاك الباب فهو باب السلام. فقال الوزراء والجلساء للحجاج: هذا جلف من أجلاف العرب أتى اليك وسبـّـك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولا تدله على باب النقمة والعذاب؟ فقال الحجاج: انه استشارني والمستشار مؤتمن. * يتصرف.. من حوار طويل.

الأخ عبده تحياتى وسلامي ..
والله دي قصة جميله جدا ومليئه بالحكم ومبيّنه لعظمة القرآن الكريم
وآياته الكريمه .. استمتعت بها أيما استمتاع
ألف شكر

حِكمُ بالغة .. ما أروعهما .. وما أروعك .. هات ما تبقى من الحوار .. ولا تبخل علينا .. بارك الله فيك :)

حكيم ذاك الصبي

شكرا" جميلا" استاذ عبده طه شكرا" جزيلا"

[b]اينا نحنو من ذاك الصبى
الله يعطيك العافيه اخونا عبده
وفى انتظار التكمله

*****************

انا تانهسو انا

والله من وراء القصد[/b]

» الحجاج ودالشريف والصادق عوداً حميداً
» إلزام شركة باعبود بترحيل الحجاج العالقين خلال ثلاثة أيام