فى خطابه أمام المؤتمر السنوى لحزب المؤتمر
البشير: لا عودة للحرب الأهلية فى جنوب السودان
الخرطوم- العرب أونلاين- وكالات: تعهد الرئيس السودانى عمر حسن البشير بأنه لن تكون هناك عودة للحرب الأهلية بالسودان وذلك فى كلمة سعى خلالها لتهدئة التوترات بشأن مواجهة متصاعدة مع الجنوب.
ودعا البشير خصومه السياسيين إلى العمل معه من أجل "الوطن" خلال خطابه الافتتاحى أمام المؤتمر السنوى لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذى يتزعمه.
وقال أمام الآلاف من أنصاره إن الخرطوم ستتحلى بالصبر فى الحوار السياسى حتى يمكن تحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف "لا عودة للحرب أبدا طالما هناك فتيل شمعه فى نفق السلام."
وتسببت مواجهة آخذة فى التصاعد بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان وهى الحزب الرئيسى فى الجنوب فى تمزيق الحكومة الائتلافية كما هددت اتفاق السلام بين الشمال والجنوب.
وجمد وزراء جنوبيون عضويتهم فى الائتلاف الحاكم فى السودان الشهر الماضى قائلين إن البشير يماطل فى تنفيذ اتفاق 2005 الذى انهى الحرب الأهلية التى دامت أكثر من عقدين من الزمن.
وأمهلوا البشير حتى بداية العام القادم للعودة إلى الالتزام باتفاق السلام بخصوص عدة نقاط على رأسها ترسيم حدود منطقة ابيى الغنية بالنفط والمتنازع عليها.
وألقى الرئيس السودانى الأربعاء خطابا متوازنا تناقض بشكل ملحوظ مع خطابه المشحون أمام ميليشيات موالية للحكومة السبت.
وكان البشير دعا فى كلمته السبت بينما كان يرتدى زيا عسكريا قوات الدفاع الشعبى إلى "ان يفتحوا معسكراتهم وأن يجمعوا المجاهدين ليس لإعلان الحرب لكن واضح أننا لا بد أن نكون مستعدين".
وعبرت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن اسفها لذلك الخطاب ووصفته بأنه يرقى إلى حد الدعوة إلى الحرب.
لكن البشير ارتدى ملابس تقليدية خلال مؤتمر الحزب الحاكم الاربعاء ودعا الحركة الشعبية للعودة إلى الحكومة.
كما دعا الرئيس السودانى القوى السياسية إلى "الارتفاع فوق المصالح الحزبية الضيقه لمصلحة الوطن واعلاء صوت الحوار والمشاركة".
ولم تفلح سلسلة اجتماعات بين سلفا كير زعيم الحركة الشعبية والبشير وبين مجموعة من كبار المسؤولين من الجانبين فى احداث انفراجة حتى الآن.
واجتمع كير مع مسؤولين كبار من الحركة الشعبية فى ساعة متأخرة الثلاثاء لتحديد موعد اجتماع آخر مع البشير لمحاولة حل الأزمة.
وقال كير ايضا الاثنين أمام حشد من انصاره فى جوبا عاصمة الجنوب بأنه لن يعيدهم إلى الحرب رغم انه احتفظ بحق الدفاع عن النفس.
ودعمت الاختلافات الدينية بين الجنوب ذى الأغلبية المسيحية والشمال المسلم أطول الحروب الأهلية فى افريقيا والتى قتل خلالها مليونا شخص على الأقل ونزح أربعة ملايين آخرين.