إن عدم الرضا بمصائب الدينا وبما قسمه الله لك قد يصحبه الجزع والخوف، ومن جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته في دينه بدلا عن دنياه، فلا تشتكي مصيبتك لأخيك الإنسان فكأنما تشتكي الله عز وجل، وتذكر أن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، فالمؤمن يرضى عن ربه وعن ما يقضي به ربه، فالخير ما يختاره الله لعبده المؤمن لا ما يحبه هو لنفسه.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن أعظم الجزاء من عِظَم البلاء، وأن اللّه تَعالى إذا أحَبّ قوما ابتلاهم فَمَن رَضي فَلَهُ الرضا وَمَن سَخِطَ فَلَهُ السُخط ) رواه الترمذي وقال حديث حسن. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وأدّ ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس، ولا تشكُ من هو أرحم بك (الله عز وجل) إلى من لا يرحمك (الناس)، واستعن بالله تكن من أهل خاصته، وتذكر أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو: (اللّهُمّ إنّي أسألُكَ الرضا بعد القضاء).