تناور الأحزاب... أم يراوغ الوطني؟

عن صحيفة السوداني
تحليل سياسي: محمد لطيف
في الأنباء أن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني قد أجاز أو اعتمد مسودة إتفاق سياسي مع حزب الأمة القومي... وفوض مكتبه السياسي للمضي قدمًا فيه... وتفيد الأنباء ايضا أن المؤتمر الوطني ماضٍ في إكمال مشاوراته مع الحزب الإتحادي الديمقراطي بغية الوصول لإتفاق نهائي... في الأنباء ايضا... أن الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة قد أطلع السادة محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي والدكتور حسن عبدالله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي والأستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي على نتائج مباحثات حزبه مع المؤتمر الوطني... ويبدو من تعليق المجتمعين في منزل الدكتور ابراهيم الأمين مساعد رئيس حزب الأمة في تلك الليلة أن مباحثات الأمة والوطني تعطي ضمانات نزاهة الإنتخابات..وكفالة الحريات العامة ثم التمسك بشمولية الإنتخابات دون تجاوز اية رقعة جغرافية خاصة دارفور..!
الحزب الشيوعي علّق مباحثاتٍه مع المؤتمر الوطني إثر مقتل طالب جامعة الجزيرة.. المؤتمر الشعبي يلوح بإمكانية التقارب مع الوطني شريطة إطلاق سراح منسوبيه... ورغم موقف علي محمود حسنين المعلن والرافض لأي تقارب مع الوطني فقد كانت مصادر الأخير تؤكد لصحف الخميس أن الإتفاق مع الإتحادي بات أقرب من أي وقت مضى...!
في الأنباء ايضا أن الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني والرجل النافذ فيه قال أخيرا إن تسمية لقاء يجمع كل الفرقاء في الساحة السياسية ليس هو القضية.. ووفق ما نقلت عنه الصحف (إن التسمية لو كانت مؤتمرا جامعا أو غيره ليست هى القضية) فهل يعني هذا أن الإسم لم يعد هو الإستعصاء الناشب في وجه تقارب الفرقاء؟ أم ثمة قضايا أخرى اكثر عمقا من مجرد التواضع على لافتة يلتقي تحتها هؤلاء الفرقاء؟
ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً... إذا كان المؤتمر الوطني يفاوض الآن في كل الإتجاهات... وإذا كانت القضايا محل النقاش من شاكلة القضايا العامة كما رشح عن لقاء منزل د. الأمين على سبيل المثال... وفي البال تأكيدات حزب الأمة وزعيمه المهدي أن الحزب لن يشارك في حكومة إلا عبر آلية الإنتخابات.. أذن ما جدوى كل هذه الجبهات للتفاوض..؟ لماذا لا تذهب كل الأطراف إلى مائدة مستديرة... طالما أن كل هذه الأطراف قد قبلت مبدأ التفاوض... وأخيرا هل تناور الأحزاب على بعضها البعض... أم يراوغ المؤتمر الوطني الجميع؟