التشكيلي *** الفنان محمد حمزة

الفنان محمد حمزة
نفَّذها بمركز
Together
فضاءات البورتريه.. تجربة في الرسم الحر
درج مركز Together على استضافة العديد من التجارب التشكيلية من داخل وخارج السودان. وعقب عودته نفَّذ الفنان التشكيلي السوداني المقيم ببريطانيا محمد حمزة عدداً من الأنشطة واللقاءات الإعلامية والفنية، مما أحدث حراكاً حيوياً في ساحة الفنون التي تعاني هذه الأيام ركوداً ملحوظاً، وقد استطاع في إجازته القصيرة أن يملأ هذا الفراغ، وأبرز التجارب التي نفّذها محمد حمزة تجربة الرسم الحر على البورتريه بمركز Together بالعمارات الذي تديره وتشرف على برامجه وفعالياته الفنانة التشكيلية والناشطة في المبادرات المدنية وصال ضياء الدين.
? وثائق بصرية:
احتفى مركز Together، بمشروع الفنان محمد حمزة البصري من خلال عرض مجموعة من التجارب التطبيقية نفّذها بمرسمه ببريطانيا، وبعضها تجارب شملت تجمعات لسودانيين وأوربيين في مهاجرهم البعيدة سواءً كانت هذه التجارب عبر ورش فنية مشتركة أو معارض نظَّمها الفنان محمد حمزة بدعوة عدد من التشكيليين السودانيين إلى بريطانيا أو تجارب لمعارض فردية وجماعية. وقد احتوى الفيلم القصير الذي انتج بمناسبة زيارته الأخيرة للخرطوم بغرض التعريف بطبيعة المشروع ونوع الأفكار التي ينتجها الفنان محمد حمزة وأبرزها التقنيات المتقدِّمة التي استخدمها هذا الفنان المحترف في رسم وتلوين البورتريه عبر الموديل الطبيعي.
? تقنيات البورتريه:
اكتسب الفنان محمد حمزة عبر الاحتكاك والتدريب والعمل المستمر حرفية رسم الوجوه وتضاعفت سرعته في تنفيذ الرسم الحر، فصار البورتريه ينجز باحترافية في أزمنة تتفاوت بين عشر دقائق وسبع دقائق، والفنان محمد حمزة ينفِّذ البورتريه بمجموعة من الأساليب الحرفية بعضها يأخذ الطابع القرافيكي، والبعض يأخذ طابع الفوتو، والآخر يقترب من المزج بين الـ Painting والتصميم الأساسي، وفي مركز Together، كان الفنان محمد حمزة قد طبّق تجربة حيّة مباشرة برسم عدد من البورتريهات أمام الحضور، وقد شهد هذه التجربة عدد مقدَّر من الفنانين وأهل الصحافة والتشكيليين. ويتميَّز أُسلوب البورتريه عند محمد حمزة باللمسات السريعة الواضحة والتركيز على ملامح القوة التعبيرية في الوجوه والاهتمام بإطار الوجه والظلال والملامح التفصيلية للتعبير والبشرة ودرجاتها اللونية.. وقد نفّذ محمد حمزة، كما جاء في الفيلم الوثائقي القصير، وجوهاً بعضها أوربي وبعضها أفريقي ووجوه سودانية بعضها يحمل ملامح معاصرة. كما أن محمد حمزة رسم من قبل بورتريهات تسجيلية تؤرِّخ لفترات معينة وشخصيات بعضها عاش في الماضي.
? مغامرة الرسم الحر:
يعتبر الرسم الحر مغامرة تجريبية جمالية يقتضي تطبيقها قدراً من الاحترافية والحضور، كما أن البورتريه أو الموديل المراد رسمه يتحرَّك حركة طفيفة، هذه الحركة تقتضي أن يكون الفنان حاضراً يتمتّع بتركيز عالٍ لمعرفة تفاصيل الحركة والسكون في الوجه ليحتفظ بالتعابير على البورتريه. والرسم الحر يتم في فضاء تلقائي، أحياناً خارج استديو الرسم، مما يتطلّب أن يكون الفنان يتميّز بالمرونة التي تجعله يرسم في فضاءات متعددة، وإن اختلف المكان والزمان والخامة التي يرسم عليها سواءً كانت الخامة هي الـ Water couler أو غيرها من الخامات التي تناسب كل وجه وكل لون بشرة.
? فن البورتريه:
لفن البورتريه عدة مدارس وأساليب في التاريخ الأوربي وغير الأوربي، وفي أوربا في منتصف القرن الثامن عشر بدأت رسوم البورتريه تأخذ طابعاً جديداً، فبعد أن كان التركيز على الجسد متكاملاً «جسد المرأة تحديداً»، صار الاهتمام يتركّز على الوجه باعتبار وجه الإنسان يعد مرايا تعبيرية للعديد من الإنفعالات وصارت الجيوكندا طرازاً كلاسيكياً يبيِّن العناية بالبورتريه منذ عصر بعيد هو عصر دافنشي، ولكن من أبرز الفنانين الذين اهتموا بالبورتريه الفنان العالمي «رامبرانت»، وأعطى هذا الفنان للبورتريه ظلالاً نفسية وتعبيرية. وبظهور الصحافة والنشر الجماهيري تطوّر فن البورتريه المعاصر وصارت لهذا الفن أساليب معاصرة تختلف باختلاف الثقافات والمفاهيم، وفي المنطقة العربية تعتبر المجلات المصرية الحديثة «روز اليوسف، صباح الخير»، من أكثر المصادر الصحفية اهتماماً بهذا الفن.. وغالباً ما كان فن البورتريه يتصدّر غلاف هذه الإصدارات.
محمد حمزة تجربة سودانية بملمح عالمي تستحق القراءة المتأنية والتحليل..