ودالشريف
مميز
 عدد الرسائل : 2317
تاريخ التسجيل : 10/10/2007
 |  موضوع: عبد الواحد نور.. الدخول في (عش الدبابير)  الأحد 2 مارس - 22:09 | |
| صحيفةو السوداني عبد الواحد نور.. الدخول في (عشالدبابير
نسرين النمر
الوصول للعمق الإسرائيلي من قبل حركة عبدالواحد محمد نور أكثر الحركات تشدداً ورفضاً للتفاوض مع الحكومة السودانية تجاوز مجرد الحديث حول فتح مكتب لها في العاصمة تل ابيب ، وأصبحت الخطوة مسار جدل واسع تتصدره تساؤلات يطرحها العديد من الأطراف في الداخل والخارج حول الأسباب والدوافع الحقيقية لهذه الخطوة ، وتداعياتها على مستقبل الحركة التي تخضع للقراءة والتحليل ، واعتبر البعض أن ما أقدمت عليه حركة عبد الواحد تجاوز المنطق والواقع السياسي السوداني والعربي تجاه العلاقة مع إسرائيل[/size] .
وذهب المحللون الى أن الخطوة فتحت جدلا واسعا حولها وتداعياتها على الحركة وتحالفاتها ومجمل الحركات السياسية بالبلاد ,وتهديدها للأمن الوطني.
الخبير الاستراتيجي د.محمد العباس وصفها بانها تمثل الخطأ الاستراتيجي الأكبر الذي ارتكبه عبد الواحد محمد نور ليكسب دعم إسرائيل والدول الغربية الموالية لها متناسيا بعد إقليم دارفور الإسلامي والحضاري الأمر الذي ربما يشق صفوف مقاتليه بالداخل، وزاد "خسارة عبد الواحد يقابلها مكسب كبير للحكومة السودانية خاصة وان محمد نور قد دخل في زاويا حادة برفضه القاطع للتفاوض مع الحكومة واضعا شروطا تعجيزيه في الطريق بينهما" وقطع بأن الخطوة ستجد تأييدا من قبل انصار العنصرية والقبلية واللاوطنيه.
بينما يرى غير ذلك الخبير العسكري محمد بشير سليمان الذي اعتبر ان ماأقدم علية عبد الواحد (فرفرة مذبوح) بعد قرار فرنسا بإمهاله ثلاثة أشهر للدخول في مفاوضات او مغادرة أراضيها بسبب مقاطعته لمفاوضات سرت السابقة وأن الخطوة موءودة ولن تجد اي دعم بل لن تسمح له الدول العربية مثل مصر باكمال مشواره واضاف ان "تطرفه يجعل موقفه ضعيفاً امام المجتمع الدولي، الامر الذي يجعله يفكر في إسرائيل كبديل"، وهذا القرار ربما يؤدي إلى دعم موقفه الرافض للتفاوض وبالتالي إلى تداعي الصراع في دارفورواعتبر ان عبد الواحد باعلانه لهذا الموقف يكون قد اضاع قضيته.
ويتفق معه نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين وقال ان حركة تحرير السودان قد أضاعت قضيتها العادلة "بتجاوز خطوط حمراء بالنسبة لنا في السودان"؛ إذ أنها تطالب بالحرية والديمقراطية وتتحالف مع من ينتهكون هذه الحريات في فلسطين، مؤكدا أنه اذا استمر محمد نور في هذا الموقف لن يفقد دارفور فقط وإنما سيفقد مناصريه من القوى السياسية الأخرى، وأشار إلى انهم في الحزب الاتحادي الديمقراطي ظلوا يؤيدون مطالب الحركة من رفع الظلم والتعويض العام والخاص ولكنهم لن يؤيدوا قرارا خاطئا مثل هذا، مطالبين الحركة بإغلاق مكتبها بإسرائيل فورا.
ومن جانبه قال سفير السودان بفرنسا احمد حامد الفكي في اتصال هاتفي مع ( السوداني ) بان الخطوة كانت متوقعة لأن الحركة كانت تحت رحمة وسيطرة منظمات يهودية خاصة بعد موقف فرنسا بإمهالها ثلاثة أشهر للدخول في حوار مع الحكومة او مغادرة اراضيها اذ أنها باتت تحتاج الى الدعم المالي والعسكري واعتبر الخطوة غير موفقه وسالبة سينفض اهل دارفور على اثرها من حول حركة تحرير السودان ، ولم يستبعد الفكي وقوف بعض الشخصيات والمنظمات ذات الثقل خلف القرار، إلا أن مدير الإعلام بمكتب الحركة بباريس صديق حمد شطة نفى الأمر تماما ، وقال : ان هذا القرار شأن سوداني يخص حركة تحرير السودان وعضويتها في دولة إسرائيل وقطع ان تكون الحركة حتى الآن قد تلقت مباركة الخطوة من اي دولة اخرى مشيرا الى أنها فعلت ماهي مقتنعة به ومن أراد ان يرحب بالخطوة فليفعل ومن لم يرد فلا غضاضة في ذلك واعتبر شطة ان الخطوة هي خطوة مستقبل لاعلاقة لها بالخيانة والعمالة إذ ان حركة تحرير السودان لا تعمل بفهم الأرض والميدان فقط بل تريد ايضا تحرير االعقول من مفاهيم وهمية مثل الصراع العربي الاسرائيلي والعداء الاسلامي اليهودي، واضاف ان إسرائيل لاتمثل عدوا بالنسبة لنا كدارفوريين مشيرا الى ان دولا عربية لم يسمها اكثر عداءا وخطرا على السودانيين من اسرائيل واوضح ان ماقامت به عضوية الحركة في اسرائيل "لايجرد عضويتها من دينهم ولا انسانيتهم" التي سيتعاملون بها من داخل إسرائيل التي لاتمثل أكثر من فضاء ينطلقون منه مثله مثل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا.
لم يستبعد محمدبشير سليمان الخبير الاستراتيجي العسكري امكانية دعم الخطوة من قبل بعض حركات دارفور في ظل استبعاد البعد الديني واختصار المطالب على السياسيه، وقال ان مما لاشك فيه ان هناك تكاملا و تنسيقاً بين دارفور واسرائيل وربما تنشأ تحالفات لا انقسامات في ظل الدعم العسكري واللوجستي الذي ستوفره اسرائيل، الأمر الذي نفته الحركة بأن اسرائيل لم تؤثر حتى الآن على قرارها او تتبنى مكتبها وان هذه لن يحدث لأن الحركة تعتبرها كغيرها من الدول التي تأوي عضويتها .
من جانبه قال عضو المجلس الوطني رئيس حزب العدالة امين بناني ان ما اقدمت عليه حركة تحرير السودان لا يقرأ الا في اطار تهويد قضية دارفور الذي يفوق التدويل ويأتي في إطار مشروع اسرائيل الاستراتيجي القاضي بتمددها من الفرات الى النيل وتحقيق مطامعها في منطقة البحيرات وسعيها لفصل دارفور عن السودان معتبرا ان ما اقدمت عليه الحركة سيوسع الفجوة بينها وأهل دارفور وخصوصا قبيلة الفور الكبيرة ذات البعد الديني المؤثر، وهو ما سيؤخر عملية تحقيق السلام في الاقليم واضف انه مما لاشك فيه وجود أطراف وراء هذا القرار ممثلة في الدول الموالية لإسرائيل في مقدمتها امريكا وفرنسا على وجه الخصوص وبعض المنظمات الداعمة له، ودعا عبد الواحد بألا يعمل على فقد تعاطف شعبه والتعامل دون ادراك لمحيطه العربي الافريقي، مؤكدا ان رد فعل اهله في الاقليم لن يكون في صالح قضيته، ومن جانبها أكدت الحركة ان رد الفعل كان متوقعاً بالنسبة لهم خاصة من قبل المؤتمر الوطني، مؤكدا ان اهلهم في دارفور يقدرون مايقوم به ابناؤهم وانهم على اتصال بهم في المعسكرات وانهم يدركون ماهو أصلح بالنسبة لهم .
| |
|
