الملتقى الحر للسودانيين بالكويت
الملتقى الحر يرحب بك ويتمنى لك يوما سعيدا
يرجى تسجيل دخول لمشاهدة المنتدى كاملا وامكان المشاركة بالكتابة والتعليق
الملتقى الحر للسودانيين بالكويت
الملتقى الحر يرحب بك ويتمنى لك يوما سعيدا
يرجى تسجيل دخول لمشاهدة المنتدى كاملا وامكان المشاركة بالكتابة والتعليق
الملتقى الحر للسودانيين بالكويت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الحر للسودانيين بالكويت

مساحة لطرح ومناقشة قضايا وهموم أبناء الجالية بكل حرية وصراحة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ( المستقبل لهذا الدين 3) لسيد قطب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى يوسف فضل
عضو نشط
عضو نشط



عدد الرسائل : 588
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

كتاب ( المستقبل لهذا الدين 3) لسيد قطب Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ( المستقبل لهذا الدين 3) لسيد قطب   كتاب ( المستقبل لهذا الدين 3) لسيد قطب I_icon_minitimeالإثنين 5 نوفمبر - 14:32

خصومات، وان يوحد بين الخارجين على الدين وبين الكنيسة الارثوذكسية؛ وبينهم وبين الحكومة المركزية) ( ).
(وكان مجمع خلقيدونية قد أعلن في سنة451 ميلادية أن المسيح ينبغي أن يعترف بأنه يتمثل في طبيعتيه، لا اختلاط بينهما، ولا تغير، ولا تجزؤ، ولا انفصال. ولا يمكن أن ينتفي خلافهما بسبب اتحادهما. بل الأحرى أن تحتفظ كل طبيعة منها بخصائصها، وتجتمع في أقنوم واحد، وجسد واحد. لا كما لو كانت متجزئة او منفصلة في أقنومين. بل مجتمعة في أقنوم واحد: هو ذلك الابن، والله، والكلمة)..
(وقد رفض اليعاقبة هذا المجمع، وكانوا لا يعترفون في المسيح إلا بطبيعة واحدة. وقالوا: انه مركب الأقانيم. له كل الصفات الإلهية والبشرية. ولكن المادة التي تحمل هذه الصفات لم تعد ثنائية بل أصبحت وحدة مركبة الأقانيم..
وكان الجدل قد احتدم قرابة قرنين من الزمان بين طائفة الأرثوذكس وبين اليعاقبة الذين ازدهروا بوجه خاص في مصر والشام والبلاد الخارجة عن نطاق الإمبراطورية البيزنطية، في الوقت الذي سعى فيه هرقل في إصلاح ذات البين، عن طريف المذهب القائل بان للمسيح مشيئة واحدة.. ففي الوقت الذي نجد فيه. هذا المذهب يعترف بوجود الطبيعتين، إذا به يتمسك بوحدة الأقنوم في حياة المسيح البشرية. وذلك بإنكاره وجود نوعين من الحياة في أقنوم واحد. فالمسيح الواحد-الذي هو ابن الله-يحقق الجانب الإنساني والجانب الإلهي، بقوة إلهية إنسانية واحدة. ومعنى هذا انه لا يوجد سوى إرادة واحدة، في الكلمة المتجسدة..
لكن هرقل قد لقي المصير الذي انتهى إليه كثيرون جداً ممن كانوا يأملون أن يقيموا دعائم السلام. ذلك بان الجدل لم يحتدم مرة أخرى كأعنف ما يكون فحسب. بل إن هرقل نفسه قد وصم بالالحاد، وجر على نفسه سخط الطائفتين على السواء( ).
* * *
هذه الملابسات التي عاجلت النصرانية في بدء نشأتها أولاً، ثم عند انتصارها السياسي على ذلك النحو ثانياً، ثم ما تلا ذلك الانتصار من خلافات سياسية وعنصرية وتحريفات وتعديلات في العقيدة بسببها ثالثاً..
كل أولئك قد ملأ التصور الاعتقادي فيها بعناصر غريبة كل الغرابة على طبيعتها، وعلى طبيعة(الدين الإلهي) كله.. ومن ثم لم يعد التصور النصراني-كما صنعته التحريفات المتوالية أولاً ثم كما صاغته المجامع المقدسة العامة والخاصة أخيراً( ) - قادراً على أن يعطي التفسير الإلهي للوجود وحقيقته، وحقيقة صلته بخالقه. وحقيقة هذا الخالق وصفاته، وحقيقة الوجود الإنساني وغايته وطريقه.. هذه المقومات التي لابد أن تصح كي يصح النظام الاجتماعي الذي ينبثق منها، ويقوم بعد ذلك عليها.
* * *
غير أن الأمر لم يقف عند فساد التصور الاعتقادي على هذا النحو؛ بل مضت الملابسات النكدة في طريقها خطوات أخرى عاثرة!
لقد أرادت الكنيسة أن تقف في وجه الترف الروماني، والسعار الشهواني الذي كانت الإمبراطورية الرومانية قد انتهت اليه، قبل دخولها في النصرانية، والذي يصفه درابر الأمريكي في كتابه (الدين والعلم) بقوله:
"لما بلغت الدولة الرومية في القوة الحربية والنفوذ السياسي اوجها، ووصلت الحضارة إلى أقصى الدرجات.. هبطت في فساد الأخلاق، وفي الانحطاط في الدين والتهذيب إلى أسفل الدركات.. بطر الرومان معيشتهم واخلدوا إلى الأرض، واستهتروا استهتاراً، وكان مبدؤهم ان الحياة إنما هي فرصة للتمتع، ينتقل فيها الإنسان من نعيم إلى ترف، ومن لهو إلى لذة. ولم يكن اعتدالهم إلا ليطول عمر اللذة! كانت موائدهم تزهو بأواني الذهب والفضة مرصعة بالجواهر، ويحتف بهم خدم في ملابس جميلة خلابة، وغادات رومية حسان، وغوان كاسيات عاريات غير متعففات تدل دلالاً. ويزيد في نعيمهم حمامات باذخة، وميادين للهو واسعة، ومصارع يتصارع فيها الأبطال مع الأبطال، أو مع السباع؛ ولا يزالون يصارعون حتى يخر الواحد منهم صريعاً يتشحط في دمه. وقد أدرك هؤلاء الفاتحون الذين دوخوا العالم، انه ان كان هناك شيء يستحق العبادة فهو القوة، لأنه بها يقدر الإنسان ان ينال الثروة التي يجمعها أصحابها بعرق الجبين وكد اليمين، وإذا غلب الإنسان في ساحة القتال بقوة ساعده، فحينئذ يمكن أن يصادر الأموال والأملاك، ويعين إيرادات الإقطاع، وان راس الدولة الرومية هو رمز لهذه القوة القاهرة، فكان نظام رومة يشف عن أبهة الملك. ولكنه كان طلاء خادعاً كالذي نراه في حضارة اليونان في عهد انحطاطها( ).
أرادت الكنيسة أن تقف في وجه هذا السعار الجامح، وهذا التردي الكاسح.. ولكنها لم تسلك إليه طريق الفطرة السوية المعتدلة المتزنة، ولا كان قد بقي بين يديها من حقيقة التصور النصراني الصحيح ما تقيم به الميزان بين الناس بالقسط، ولا ما تقيم به الميزان بين الإفراط والتفريط في وظائف فطرتهم الطبيعية.
عندئذ اندفع في الجانب الآخر تيار من (الرهبانية) العاتية، لعلها كانت اشأم على البشرية من بهيمة الرومان الوثنية. واصبح الحرمان من طيبات الحياة، وسحق الخصائص الفطرية في الإنسان، ومحق الطاقات والاستعدادات التي خلقها الله فيه لتكفل بقاء النوع من ناحية، كما تكفل عمارة الأرض والقيام بفرائض الخلافة فيها من ناحية أخرى.. اصبح هذا الانحراف العاتي عن الفطرة هو عنوان الكمال والتقوى والفضيلة.. الأمر الذي لم يأذن به الله، ولا يمكن أن تستقيم معه حياة!
ولم ينشئ ذلك علاجاً لذلك الانحلال. ولكنه انشأ صراعاً بين طرفين جامحين، كلاهما بعيد عن جادة الفطرة وحقيقة حاجات الإنسان.
ويصور (ليكى) في كتابه: (تاريخ أخلاق أوروبا) ما كان عليه العالم النصراني في ذلك العصر من التاريخ بين الرهبانية والفجور.. بقوله:
"إن التبذل والإسفاف قد بلغا غايتهما في أخلاق الناس واجتماعهم. وكانت الدعارة والفجور، والإخلاد إلى الترف، والتساقط على الشهوات، والتحلق في مجالس الملوك وأندية الأغنياء والأمراء، والمسابقة في زخارف اللباس والحلي والزينة في حدتها وشدتها.. كانت الدنيا في ذلك الحين تتأرجح بين الرهبانية القصوى والفجور الأقصى. وان المدن التي ظهر فيها اكثر الزهاد كانت اسبق المدن في الخلاعة والفجور( ).
وهكذا عجز نظام الرهبنة، المنبثق من تصورات كنسية ومجمعية منحرفة عن اصل التصور النصراني الرباني، عن أن يكون حتى نظاماً أخلاقياً للعالم النصراني. وخلف في النفوس جفوة للدين-والدين منه براء!-وترك فيها تحفزاً للانتقاض عليه وعلى نظامه الذي لا تطيقه الفطرة.. وكان عاملاً نكداً من عوامل ذلك ( الفصام النكد) في نهاية المطاف!
* * *
ثم كانت الطامة يوم اكتشف الناس، الذين تأخذهم الكنيسة بهذا الحرمان القاسي، وتنذرهم باستحالة نفاذهم إلى الجنة إذا هم زاولوا من طيبات الحياة شيئاً!..
نقول: كانت الطامة يوم اكتشف الناس ان حياة رجال الكنيسة الشخصية، لا تعج بالمتاع بالطيبات فحسب! ولا تسقط في الترف فحسب! وإنما هي تعج بالفواحش والمناكر في اشد صورها شذوذاً وفحشاً ونكراً!
يقول درابر في كتابه: (الدين والعلم):
لم تكن الرهبانية والنظام الديني السلبي إلا مصادمة للفطرة. فبقيت مقهورة بعوامل الديانة الجديدة وسلطانها الروحي، وساعدتها عوامل أخرى. ثم قهرت الطبيعة، وتسرب الضعف والانحراف إلى المراكز الدينية، حتى صارت تزاحم المراكز الدنيوية-وربما تسبقها في فساد الأخلاق والدعارة والفجور. لذلك وقفت الحكومة المآدب الدينية، والأولياء وذكرياتهم، التي وجدت فيها الخلاعة والفجور حمى ومرتعاً، واتهم القسوس بكبائر ومنكرات.
(ويقول الراهب جروم (jerume) : ان عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين. وقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطاً عظيماً، واستحوذ عليهم الجشع وحب المال، وعدوا طورهم، حتى انهم كانوا يبيعون المناصب والوظائف كالسلع، وقد تباع بالمزاد العلني، ويؤجرون ارض الجنة بالوثائق والصكوك وتذاكر الغفران، ويأذنون بنقض القانون، ويمنحون شهادات النجاة، وأجازات حل المحرمات والمحظورات، كأوراق النقد وطوابع البريد، ويرتشون ويرابون. وقد بذروا المال تبذيراً، حتى اضطر البابا (إنوسنت الثامن) أن يرهن تاج البابوية! ويذكر عن البابا (ليو العاشر) انه انفق ما ترك البابا السابق من ثروة واموال، وانفق نصيبه ودخله، واخذ إيراد خليفته المترقب سلفاً وأنفقه! ويروى ان مجموع دخل فرنسا لم يكن يكفي البابوات لنفقاتهم وإرضاء شهواتهم!) ( ).
ومسألة صكوك الغفران التي يشير إليها درابر في الفقرة السابقة، كانت الكنيسة قد قررت أن تمنح لنفسها الحق في إعطائها في أحد المجامع الكنسية الكثيرة، التي كانت تجتمع بين الحين والحين. وتغير وتبدل وتحرف وتنشئ وتضيف ما تشاؤه الأهواء (المقدسة!) إلى العقيدة النصرانية!
(وقد جاء في كتاب: تاريخ الكنيسة في بيان قرار المجمع الثاني عشر في هذا الشأن:
(أنهى المجمع تعليمه، فيما يتعلق بأمر الغفران، فقال: ان يسوع المسيح لما كان قد قلد كنيسته سلطان منح الغفرانات ، وقد استعملت الكنيسة هذا السلطان الذي نالته من العلي منذ الأيام الأولى، قد أعلم المجمع المقدس وأمر، بان تحفظه للكنيسة، في الكنيسة، هذه العملية الخلاصية للشعب المسيحي، والمثبتة بسلطان المجامع.. ثم ضرب بسيف الحرمان من يزعمون ان الغفرانات غير مفيده، او ينكرون على الكنيسة سلطان منحها. غير انه قد رغب في ان يستعمل هذا السلطان باعتدال واحتراز، حسب العادة المحفوظة قديماً، والمثبتة في الكنيسة، لئلا يمس التهذيب الكنسي تراخ بفرط التساهل).
"…وهذا نص صك الغفران، الذي كان يباع بيع السلعة":
(ربنا يسوع يرحمك (يا فلان)، ويحلك باستحقاقات الآمة الكلية القداسة. وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي، احلك من جميع القصاصات، والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها وأيضاً من جميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها-مهما كانت عظيمة وفظيعة- ومن كل علة-وان كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي- وأمحو جميع أقذار الذنب، وكل علامات الملامة، التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة. وارفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المطهر؛ وأردك حديثاً إلى الشركة في أسرار الكنيسة، وأقرنك في شركة القديسين. أردك ثانية إلى الطهارة والبر اللذين كانا لك عند معموديتك، حتى انه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطأ إلى محل العذاب والعقاب، ويفتح الباب الذي يؤدي الى فردوس الفرح. وان لم تمت سنين مستطيلة، فهذه النعمة تبقى غير متغيرة، حتى تأتي ساعتك الأخيرة.. باسم الأب والابن والروح القدس..) ( ).
فإذا أضفنا هذه إلى تلك.. إذا أضفنا عنت الكنيسة في اخذ الناس بالحرمان القاسي، باسم الدين-والدين بريء!- إلى ترف رجال الكنيسة وفساد حياتهم.. إلى مهزلة صكوك الغفران، أدركنا طرفاً من تلك الملابسات النكدة، التي أدت في النهاية إلى (الفصام النكد) في تاريخ أوروبا المنكود!..
* * *
غير أن الأمر لم يقف عند هذه الحدود.. فقد دخلت الكنيسة في نزاع طويل وحاد مع الأباطرة والملوك-لا على الدين والأخلاق- ولكن على السلطة والنفوذ.
وبدأ النزاع والمنافسة بين البابوية والإمبراطورية في القرن الحادي عشر، فاشتدت بعنف، وحمى وطيسها، وانتصرت فيها البابوية أولاً حتى أن هنري الرابع ممثل الإمبراطورية اضطر في سنة 1077م أن يتقدم بخضوع نحو البلاط البابوي في قلعة كانوسا.. ولم يسمح له البابا بالدخول إلا بعد أن يشفع له الرجال، فسمح له بالمثول بين يديه، فدخل الإمبراطور حافياً. لابساً الصوف، وتاب على يديه؛ فغفر له البابا زلته.. وكانت الحرب بين البابوية والإمبراطورية بعد ذلك سجالاً حتى ضعفت البابوية( ).
وقد حدث في سنة 1245-كما جاء في كتاب (سوسنة سليمان)-أن المجمع الثالث عشر انعقد في ليون من أعمال فرنسا، بأمر البابا. (إنوسنت) الرابع، لأجل عزل فردريك ملك فرنسا وحرمه. ولكن كنيسة فرنسا لم تسلم بصحته او بسلطانه! ( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب ( المستقبل لهذا الدين 3) لسيد قطب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ( المستقبل لهذا الدين- 8) لسيد قطب
» كتاب ( المستقبل لهذا الدين 1) لسيد قطب
» كتاب ( المستقبل لهذا الدين 2) لسيد قطب
» كتاب ( المستقبل لهذا الدين 4) لسيد قطب
» كتاب ( المستقبل لهذا الدين 5) لسيد قطب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الحر للسودانيين بالكويت :: المنتدى الديني-
انتقل الى: