عافية حسن - زيدني من دلك شوية

ازيك يا ود الشريف ، (طلعتَ ولد شرفاء عديييييييل كده يا حسين !!! واللاي حكاية لكن)

طبعاً اخوك من المعجبين بأداء الشابة عافية ، ومعجب أكتر بأداء وقوة صوت الشابة الاخرى حرم النور ، واتمنى إنك ترفد المنتدى بأغانيها .
عافية ـ كما أراها ـ تـُـمسرح الأغنيات . وهذه صفة ظلت منقوصة في تطريب المغنيات السودانيات منذ انطفاء نجم البلابل اللواتي كنّ سباقات في هذا الجانب : تحريك الشجن والتعبير عنه باليدين واغماضة العينين وتحريك الجسد ـ جيئة وذهاباً ـ وتوزيع الابتسام للمتلقين . هذا هو جوهر عافية الذي حققت به انتشاراً جيداً قياساً بصغر تجربتها . طبعا بالاضافة إلى صوتها الباهر وتطريبها العالي ..
أعكف هذه الايام على كتابة دراسة (انطباعية ، غير متخصصة) حول التجديد في الأداء الغنائي للفنانات السودانيات المعاصرات ، سأنشرها هنا ، بعون الله ، متى ما فرغت من كتابتها .
الى ذلك الحين ، لك تحياتي ، ولا تحرمنا حلو الطلات

Admin عدد الرسائل : 982 تاريخ التسجيل : 10/10/2007

والله ده كلام جميل يا أخ نزار نتمنى نشوف الدراسة دي بعدين,,,
لكن هل تفتكر انو برضو جمال الفنانة ليهو دخل في تقبلها لدى الجمهور؟؟ انا اقصد الجمهور في الوقت المعاصر لأنو زمان ما أفتكر كان الجمال يعتبر مقياس ,, وحتى لو كان كذلك فهي بالتأكيد ليست مقاييس اليوم,, فكيف ترى ذلك ما بين عشة الفلاتية ومنى الخير والبلابل وحتى عافية حسن وندى القلعة وشروق ابوالناس ومنال بدرالدين وغيرهن,,
مسألة أخرى وهي تغيير القيم الاجتماعية بشكل كبير ,, وضع المراة زمان والان

تحياتي ، أخي محمد عبد الوهاب

بالطبع ، الذائقة السودانية اختلفت ـ ولا أحبذ أن أقول إنها تطورت ـ في ما يختص بتقبّل الجمهور للمنتـَـج الغنائي . الفنان / الفنانة بات سلعة في زمن السوق المعولم ، ولابد لهذه السلعة أن تكون "جيدة" الشكل ، لأن تسويق أي سلعة يعتمد في أوّل أساسياته على شكلها الخارجي (مثال : في السودان ننتج أفضل أنواع المانجو وينقصنا الخيال والدربة على تسويقها بشكل ممتاز ، فيشتريها المصريون منّا بأسعار زهيدة ويغسلونها ويضعونها في كراتين جذابة ويغلفونها بألوان زاهية ويكتبون عليها مانجا فرغلي ويبيعونها باسعار عالية في أسواق الخليج) .. الآن الاوضاع تغيرت ، إلى حد كبير في السودان ، في ما يتعلق بالفنان / ة وكيفية تسويق نفسه للجمهور .
السودانيون ـ في زمن قديم ، أراه يتداعى الآن ـ كانوا أميل إلى الشعر الغنائي في كينونته الصرفة كشعر للحماسة أو الغزل الخ (.. ليركس) منذ زمن الدوبيت والمسادير والجراري والجابودي وكافة صنوف تفانين الأهالي ، ومن ثمّ جاءت الموسيقى ، بآلاتها المختلفة ، لتكمّل بناء التوليفة الشعرية . هذا الأمر ما يزال قائماً ، بطبيعة الحال ، ولكن لم يكن (شكل المغني / المؤدي) جزءاً من المعادلة إلا في ناحية تجويده للأداء ، وهذه صفة صوتية منتهية لا لبس فيها . الآن بات هذا الشكل عنصراً أساسياً ، ربما يأتي قبل الشعر وقبل اللحن وقبل روعة الصوت . لماذا؟ لأن الفضاء المفتوح أستأثر بمهمة توجيه الذائقة (الشبابية ؟) : ندى القلعة بالنسبة لكثير من السودانيين ليست بأقل من هيفا وهبي عند اللبنانيين ومرابع الأعراب من طنجة للمنامة ، وطه سليمان هنا (وما بالك بـ شكر الله وأحمد بورسودان) في مرتبة عمرو دياب وراغب علامة وفضل شاكر هناك ،، وكله متاح على فضاء الدنيا المفتوح عبر القنوات ، والسودان لم يعد معزولاً كما كان في سابق عهود المحلية ..
عشة الفلاتية ومنى الخير وام بلينة السنوسي ، وحتى أبو داؤود وعثمان حسين والعاقب محمد حسن وابراهيم موسى أبـّا ـ وغيرهم طبعا ـ كانوا نماذج لفنانين انتصروا بالصوت وتجويد الغناء ، على صفة النجومية التي في الشكل . مع أن بعض الفنانين قلبوا المعادلة ( ففي نظري أن صلاح مصطفى فنان سيئ ، لكنه كان وسيماً فحقق نجاحاً محدوداً ، ربما ، لكنه لم يكن ليناله لو كان يشبه في تقاسيمه ابو داؤود أو ابراهيم حسين) ، وهكذا ..
طبعاً كله خلق الله . لكن هناك شيئ يجب الانتباه إليه ، وهو أن (جينات) السودانيين تغيرت . الأجيال الحالية ـ في الوسط على الأقل ـ صارت وسيمة أكثر مما كانت عليه لغاية فترة السبعينات . الجانب الثاني أن الغناء ـ في حد ذاته ـ كان ممقوتاً في أوساط الناس ، والذي يخرج إلى هذه البيئة يشار إليه على أنه "من بيت منحل" ، ولعلك تذكر كيف تدخل جعفر النميري ، شخصياً ، ليقنع والد البلابل (حاج طلسم) بأن غناء بناته ليس مدعاة لكل هذا الذم الذي قوبلوا به في وسطهم العائلي . هذا المفهوم تبدل في الأذهان ، وهي خطوة ممتازة في نظري ، وعليه صرنا نرى بنات جميلات ، واولاد وسيمين ، يتغنون بالأغاني ، ويقدمون نشرات الاخبار والبرامج ، ويشاركون في المسلسلات المتلفزة .
هذه من فضائل العولمة وثورة المعلوماتية . أما مخازيها فمجال التذكير بها ليس هنا مكانه .
أما عن الدراسة التي وعدتُ بها فإنني سأنشرها هنا ، بعون الله ، قريبا .

وربما نعود لنتفاكر أكثر حول كل هذا ،
(لكن ود الشريف ده ، يا كافي البلا ، ما بجي برحب بالناس الداخلين بيتو ديل؟)

تحياتي