عاشت مدينة جوبا في جنوب السودان حالة من عدم الاستقرار والحذر الأسبوع الماضي، جراء اعتداءات من عناصر مسلحة أدت إلى مقتل عشرات وجرح آخرين في مناطق متاخمة للمدينة. وعزت صحيفة "الانتباهة" السودانية أمس الأحداث الى مشكلة الأراضي في جوبا التي لازالت تراوح مكانها، وتمثل حاجزا لسودانيين كثيرين يسعون إلى امتلاك أراض جديدة بهدف الأعمال التجارية، ووصلت النزاعات على الأراضي إلى مرحلة الصراع الدموي مع سكان كثيرين.
وقال محافظ جوبا البرتو بتيا إن مسلحين هاجموا على مدى يومين متتاليين ضواحي مدينة جوبا، وقتلوا العشرات، وبلغ عدد القتلى والجرحى 38 خلال الأيام الماضية، وإن الجناة كانوا يحاولون الهرب من أمام الشرطة، مما أدى إلى مصرعهم.
وقال شهود إن أطراف مدينة جوبا باتت غير آمنة، يشوبها القلق والحذر من تكرار عمليات تقوم بها الميليشيات المنتشرة في أطراف المدينة، وإن الأهالي معرضون للخطر حال ابتعادهم خمسة كيلومترات من المدينة، وتحدث السكان عن عدم سيطرة السلطات المحلية على التفلتات التي تقع من حين إلى آخر، وقالوا إن السير من جوبا إلى مدينة أخرى عملية محفوفة بالمخاطر، وإن تجاراً كثيرين تعرضوا إلى النهب المسلح من عناصر خارجة عن سلطة الحكومة في جوبا.
وشكا مواطنو جوبا من قضية الأراضي في المدينة التي ما زالت تؤخرهم، وقالوا إن الذي يريد أن يسكن أو يدير أعمالا تجارية في المدينة يدخل في مواجهات كبيرة للحصول على أراض جديدة. وأضافوا أن الصراع على الأراضي بلغ ذروته، وتطور إلى صراع دموي، استخدمت فيه الأسلحة في أحيان كثيرة، وقالوا إن الأراضي أصبحت مشكلة بالنسبة لهم، وناشدوا حكومة الجنوب التدخل وفرض القانون، وقالوا إن أصحاب القطع دخلوا في مواجهة بين الأهالي بسبب التخطيط، وإن مدير المساحة في جوبا قال إن الأهالي لا يعرفون أن تلك الأراضي تم تخطيطها، ولكن لم ينفذوا ذلك.
وفي سياق مواز رفض أكثر من 300 سوداني جنوبي عائدين من الشمال كانوا قد وصلوا إلى مدينة ملكال أمس، النزول من على متن الباخرة التي أقلتهم وهددوا بالرجوع إلى الشمال إذا لم تخصص الحكومة قطعاً سكنية تؤويهم وأسرهم، وهم يمثلون الفوج الثالث من عمليات العودة الطوعية التي تصل إلى ولاية أعالي النيل منذ العام الماضي، في إطار عملية ترحيل اللاجئين من الخرطوم وكوستي إلى ملكال، تنظمها منظمة الهجرة الدولية.