كلمة تقدير في وداع الأخ السفير

كلمة عميد الجالية الأستاذ / محمد يسن عبد العال في وداع سعادة السفير / يوسف فضل أحمد

كلمة تقدير في وداع
سعادة الأخ السفير يوسف فضل أحمد

يسعدني أن ألبي دعوة الإخوة في لجنة الجالية لأسجل هذه الكلمة في وداع سعادة الأخ السفير يوسف فضل أحمد لأعبر بها عن مشاعري . لقد عرفت الأخ السفير لأول مرة في الكويت حيث جمعتني به ظروف ومناسبات كثيرة ، فلمست فيه صفات رفيعة حببته لجميع من عرفوه ، فهو تجسيد حي لدماثة الخلق وطيب المعشر ولين الجانب للصغير والكبير في غير ما تهاون أو تفريط فيما يفرضه الحق ، ,`وذلك فضلاً عما يتحلى به من تواضع جم رغم أن له الكثير مما يمكنه الاستطالة به ، بخلاف المنصب الرسمي.، لو شاء ذلك
إن إنجازات الأخ السفير على صعيد تعزيز العلاقات مع الأشقاء في الكويت سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي تتحدث عن نفسها ، فهو قد واصل وكثف باقتدار وبنجاح فائق الجهود المبذولة لإعادة العلاقات بين السودان والكويت لسابق عهدها .وبفضل هذه الجهود وبفضل التجاوب والروح الطيبة من جانب الإخوة الكويتيين فقد بلغت هذه العلاقات شأواً بعيداً ، انعكس في ما نشهده من تضامن أخوي وتعاون بين البلدين .
أما في محيط الجالية السودانية بالكويت فقد كانت للأخ السفير يد طولى في لم شملها وتوحيدها بعد فرقة . وكلنا يعلم ما كان من انقسام في صفوفها ، إذ ما أن تفوز مجموعة بمقاعد مجلس الجالية حتى تقوم المجموعة المنافسة لها بالابتعاد عن نشاط الجالية، الذي يتمثل في تحقيق أغراض الصندوق الخيري والاجتماعي للجالية ، وتتخذ موقفاً سلبياً من ذلك النشاط إن لم تحمل معاول الهدم . وقد سعى السفير إلى رأب الصدع واجتماع الكلمة بارتضاء الجميع لمبدأ الديمقراطية ، ويكفيه فخراً أنه وجد قلوب أهل الجالية شتى حين قدومه للكويت وترك الجالية اليوم على قلب رجل واحد .
ولست بحاجة لأن أشيد بالخدمات التي تقدمها السفارة لأفراد الحالية ،فذلك حق لهم لا بد من اعتباره من المسلمات . بيد أن الأخ السفير يوسف لم يقتصر على الواجب في ذلك بل تعداه إلى النواحي الإنسانية بمد يد العون لمن ضاقت بهم السبل وإقالة عثراتهم . وإزاء شح الموارد المتاحة للسفارة لهذا الغرض رغم تخصيص جزء من الزكاة المستقطعة من رواتب أعضاء السفارة لمساعدة المستحقين من أفراد الجالية أو من قدموا من أجل العمل وتقطعت بهم السبل ، فقد رأيناه يبادر هو وزملاؤه أعضاء السفارة للجود من أموالهم الخاصة في أريحية ونبل وذلك قبل أن يستنفروا همم ومروءة إخوانهم من خارج السفارة . لقد ضرب الأخ السفير يوسف المثل في ذلك وكان القدوة الحسنة ، وقد قيض الله له في الأخ القنصل ، السيد أونور أحمد أونور ، الذي كان أول من يطرق بابه المعوزون من مواطنينا بالكويت ، خير ظهير تدفعه رقة قلبه وعطفه على ذوي الحاجة تدبير العون لهم باللجوء لزملائه ثم استنفار القائمين على الجالية وغيرهم من إخوانه ومعارفه للإسهام في ذلك . إن السيرة العطرة التي خلفها السفير بوقوفه على رأس العمل الخيري في وسط الجالية يجب أن تحفزنا لمواصلة هذا الجهد والارتقاء به بحيث تؤدي الجالية دورها في هذا المجال بطريقة منظمة بالتعاون والتنسيق مع السيد القنصل .

وفي ختام هذه الكلمة فإنني أتمنى للأخ السفير يوسف عوداً حميداً للوطن وأدعو الله أن يبارك فيه وفي أسرته وأن يكتب له السعادة والتوفيق في مقبل أيام



محمد يس عبد العال