الخرطوم (رويترز) اعترف السودان يوم الخميس بأن قواته أطلقت النار على قافلة لقوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور بما يتناقض مع نفي سفير السودان في الامم المتحدة في وقت سابق. ويبرز الهجوم المهمة الخطيرة التي تواجهها قوة حفظ السلام المشتركة التي تسلمت المهمة هذا الشهر من قوة تابعة للاتحاد الافريقي. واتهم مسؤولو الامم المتحدة الخرطوم مرارا بعرقلة نشر القوة المشتركة. وقال متحدث باسم القوات المسلحة السودانية ان الهجوم كان نتيجة "خطأ مشترك". ونقلت وكالة السودان للانباء عن المتحدث قوله ان بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور لم تبلغ جنود الجيش السوداني بتحركها عبر المنطقة. واصرت الامم المتحدة على انها ابلغت الجيش السوداني مسبقا بالطريق الذي ستسلكه القافلة. وقال المتحدث العسكري ان القافلة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة كان ينبغي لها ايضا الا تتحرك ليلا. وقال المتحدث العسكري لوكالة السودان للانباء ان "قيادة المنطقة الغربية ( للجيش السوداني) قد تقدمت باعتذار لممثل بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور بالمنطقة ... والاعتذار تم قبوله ادراكا للخطأ المشترك الذي حدث." وقالت الامم المتحدة ان الجنود السودانيين أطلقوا نيران أسلحة خفيفة وقذائف صاروخية على قافلة امداد تابعة لبعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لمدة 12 دقيقة خلال توجهها الى بلدة الطينة في دارفور في ساعة متأخرة يوم الاثنين الماضي. وقال ضباط بالامم المتحدة في موقع الهجوم لرويترز عقب الحادث انهم يعتقدون ان الجنود السودانيين اخطأوا قوات حفظ السلام على انها قوات للمتمردين الذين تزايد نشاطهم في المنطقة في الاسابيع الاخيرة. وقال جان ماري جوينو رئيس مهام حفظ السلام في الامم المتحدة لمجلس الامن يوم الاربعاء ان القافلة التي المكونة من "سيارات بيضاء مميزة بوضوح" كانت تسير ببطء عندما تعرضت للهجوم. وأصيب سائق سوداني بجراح وحالته خطيرة حيث أطلق عليه الرصاص سبع مرات. وأشار جوينو طبقا لتقرير عن افادته أصدره مجلس الامن الى أنه تم ابلاغ القوات المسلحة السودانية والمتمردين مسبقا بتحركات القافلة. وكان السفير السوداني في الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم أصر في تصريحات للصحفيين يوم الاربعاء على أن متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور وليست القوات السودانية هم الذين يقفون وراء الهجوم. وأبلغ جوينو مجلس الامن يوم الاربعاء بأن القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لا تزال تعاني من نقص خطير في عدد الافراد حيث يوجد تسعة الاف جندي فقط على الارض وهو أقل بكثير من حجم القوة التي اجازتها الامم المتحدة وهو 26 ألف رجل. وتعين على هذه القوة بالفعل أن تتعامل في ولاية غرب دارفور وحدها مع تزايد في الاشتباكات بين حركة العدل والمساواة والقوات الحكومية ومع ما ورد عن هجمات جوية شنتها طائرات تابعة لسلاح الجو التشادي على مواقع لمتمردين تشاديين قريبة من الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وقالت النرويج والسويد يوم الاربعاء انهما اضطرتا الى الغاء خطط لارسال 400 جندي بعد معارضة الحكومة السودانية. وأسفرت الحرب في دارفور عن مقتل حوالي 200 ألف شخص وطرد أكثر من مليونين من ديارهم منذ أن حمل المتمردون السلاح ضد الحكومة في أوائل عام 2003 |