لعبة المخابرات وعش الدبابير ....!!

الخرطوم انجمينا

لعبة المخابرات وعش الدبابير ....!!

تقرير :أميرعبدالماجد

مرة أخري عادت الامور بين انجمينا والخرطوم الي تقاذف كرة اللهب فبعد ان ودعت العلاقات بين البلدين العام 2007م بهجوم تشادي علي منطقتي رجل الحرزاية وكرمولة جنوب شرق مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، استقبلت العام 2008م بتهديدات جديدة استصحبت معها السبب المعلن في الهجوم علي رجل الحرزاية وكرمولة وهو مطاردة المتمردين التشاديين، واضافت خطابا يعرفه الغرب ويخشاه وهو ربط السودان وحكومته بدعم الاسلام الجهادي في المنطقة ...ماذا يحدث ..لماذا لجأت انجمينا الي التصعيد علي هذا النحو ..ولماذا اصبحت الخرطوم هي السبب في كل اشكالات النظام التشادي مؤخرا ..هل الخرطوم هي التي دمرت اتفاق طرابلس ومنعت رفاق نوري من الانضمام الي حكومة الرئيس دبي .؟؟ ولماذا انضم الجنيدي الي حكومته طالما ان الحكومة السودانية غير راضية بالاتفاق الذي رعته مع طرابلس العام الماضي ..الي اين تتجه الامور الان ....!!
* التصعيد الاخير جاء من خلال منبر نظم من قبل النساء لدعم سياسات الحكومة وحضره دبي برفقة زوجته هند بميدان الاستقلال ....وكما ذكر لي سفير السودان بانجمينا عبدالله الشيخ عبر الهاتف امس « اللقاء الجماهيري للنساء نظم امس الاول وقدمت من خلاله رئيسة المنسقية النسائية ورقة حوت بعض المطالب بينها ضرورة قطع العلاقات مع السودان » ، واضاف « دبي كال التهم للسودان خلال خطابه الجماهيري ووعدهم بدراسة مطالبهم بعد ان تحدث عن دعم الحكومة السودانية للمعارضة التشادية ومحاولتها تصدير الخطاب الاصولي الاسلامي الي تشاد وتحدث عن سعي الخرطوم لصوملة بلاده ».
* دبي تحدث عن هجوم علي مقرات للمعارضة التشادية قال انها موجودة بالسودان وهي ليست المرة الاولي التي يتحدث فيها دبي عن هجوم كما انها ليست المرة الاولي التي قد يدخل فيها دبي بقواته الي الاراضي السودانية فقد فعلها خلال الفترات الماضية القريبة اذ توغلت قواته الي فوربرنقة وقتلت سودانيين وتوغلت مؤخرا الي رجل الحرزاية وكرمولة والجديد في التوغل الاخير رغم عدم وجود قتلي سودانيين او لنقل بصورة ادق ان السلطات لم تعلن عن قتلي سودانيين ...الجديد ان تشاد استخدمت الطائرات في هجومها هذه المرة.
* هل تملك تشاد جيشا يملك الطائرات والاجهزة الحربية الحديثة من اجل التوغل الاستراتيجي ....!! يقول د. الكيلاني المعارض التشادي الذي يدير مركزا تشاديا متخصصا في العاصمة البريطانية لندن ...« دبي يملك جيشا ..صحيح انه غير مدرب بشكل كاف لكنه قادر علي التوغل وخوض حرب العصابات في العمق السوداني واقصد بالعمق هنا الاراضي علي امتداد الحدود السودانية التشادية المنبسطة التي تصل الي 1300 كلم »، واضاف « الحديث عن التقانة العسكرية والاسلحة التي قد يكون دبي امتلكها يقودني الي ماقاله الرئيس الفرنسي ساركوزي مؤخرا عندما اعلن في مؤتمر صحافي على هامش القمة الاوروبية الافريقية ان عملية ايبرفييه التي اوجدت القوات الفرنسية شرق تشاد ومعناها عملية «الصقر» تساعد تشاد بشكل غير مباشرة ، وتساءل وقتها هل تقف فرنسا مكتوفة الايدي وتترك المنطقة مزعزعة ».
* السفير عبدالله الشيخ ،كان قال لي في وقت سابق عندما سألته لماذا لاتهدأ العلاقات السودانية التشادية، ان السبب هو وجود المعارضات المسلحة الموجودة هنا وهناك وبسبب التداخل القبلي، لكن د.الكيلاني ومع تأمينه علي هذه العوامل يعتقد ان دبي حانق علي الخرطوم لان معلوماته الاستخباراتية تقول ان قادة المعارضة الذين رفضوا الحضور الي انجمينا لانفاذ اتفاق طرابلس تلقوا دعما عسكريا مباشرا من الخرطوم وهو دعم مكنهم من تكبيده خسائر كبيرة عندما خاض معهم معاركه الاخيرة في ادري وغيرها من المدن التشادية، كما ان دبي ينظر باهتمام الي اعلان القيادة العسكرية لقوات التحالف الوطني الذي اعلن في اليوم الاول للعام الجديد، وهو اعلان قال بوضوح ان القادة المعارضين اتفقوا علي الوحدة في حربهم ضد نظام دبي، اذ ضمت التشكيلة اسماء معروفة مثل العقيد فيزاني مهاجير وهو من رجال محمد نوري وعين قائدا اعلي للقوات، اضافة الي حمودة بشير من رجال عبود مكاي، والقائدان حسن ادريس جورو وعبدالرحمن غلام الله وهما من رجال تيمان اردمي والاخير يشغل حاليا منصب الناطق الرسمي باسم التحالف، والامر واضح بالنسبة الي انجمينا لان دبي بات يشعر الان ان القوات المتفرقة التي كان قادرا علي هزيمتها منفردة توحدت ويشعر ان الفارق الزمني بين وصول القوات الاوروبية وانتهاء فصل الخريف قد يشعل حرب القصر الرئاسي في انجمينا ».
* مصدر سوداني قريب من ملف العلاقات السودانية التشادية قال انه لايعتقد ان دبي قادر علي تنفيذ تهديداته خاصة تلك المتعلقة بالتوغل الي داخل الاراضي السودانية بحثا عن عش المعارضة المسلحة ضد نظامه لان العش موجود علي الحدود السودانية التشادية وهو يعلم ان المعارضة غير موجودة في الفاشر والجنينة ونيالا ، واضاف « السودان بعيد تماما عن مفاهيم كتصدير الاصولية وغيرها، لكن دبي اراد ان يسوق خطابا عدائيا ضد السودان يفهمه الغرب ويتعاطف معه »، لكن علي النقيض هناك اراء مختلفة كليا ،فدكتور كيلاني يعتقد ان دبي الذي تسيطر عليه الان تقارير استخباراتية تقول ان المعارضة التي توحدت اصبحت تملك اسلحة لاقبل له بها وانها علي بعد ساعات من الانقضاض عليه لن يتورع عن فعل اي شيء بحثا عن الاشباح ولن يصدق حكومة الخرطوم او غيرها لانه مقتنع تماما بالاوراق التي امامه وهي اوراق تحمل ختم مخابرات دولة غربية لها مصالحها التي تحتم عليها اللعب بكرة النار المتدحرجة بين الخرطوم وانجمينا .