وساطة فرنسية وتشاد تلوّح بإعلان الحرب على السودان

إنجمينا – الخرطوم: بهاء الدين عيسى
نقلا عن صحيفة السوداني
حذرت الحكومة من رد عسكرى على تشاد وقالت (انه سيكون مؤلماً), لما وصفته بتجاوز إنجمينا وتدخلها عسكرياً بولاية غرب دارفور, فى وقت اكدت فيه القوات المسلحة قدرتها وجاهزيتها للرد على ما وصفته بالسلوك العدواني غير المبرر على غرب دارفور في الزمان والمكان الذي تقتضيه المصلحة الوطنية.
ومن جهته اتهم وزير الداخلية التشادى احمد محمد باشر فى تصريح لـ (السودانى) الحكومة السودانية بتزويد (المرتزقة المؤججين) للمعارك فى شرق تشاد بالسلاح, وقال: (نحن مستعدون للدخول فى حرب مع الخرطوم). وفى ذات السياق علمت (السودانى) من مصادها ان الحكومة الفرنسية برئاسة الرئيس نيكولاس ساركوزى شرعت فى طرح مبادرة, لإزالة التوترات الناشبة بين الخرطوم وإنجمينا, بعد تصاعد اللهجات بين البلدين.
تحذير حكومى
وقالت وزارة الخارجية انها تحتفظ (بحق الرد) على الاعتداءات التشادية, على ولاية غرب دارفور, وحذر الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق فى تصريح لـ(السودانى) انجمينا من ان الرد السودانى العسكرى سيكون مؤلماً, داعياً اياها للجوء لصوت العقل ووقف التصعيد الذى وصفه بانه ليس من مصلحة الدولتين. وحول المساعى الدبلوماسية لنزع فتيل الازمة بين الدولتين اوضح الصادق ان الحكومة ليس لديها اعتراضات فى ذات الخصوص، لكنه عاد وقال: "نحتفظ بحقنا فى الرد، حسب تقدير السلطات العسكرية", بينما لم يتناول الصادق تحركات الحكومة لتقديم شكوى رسمية للاتحاد الافريقى او الامم المتحدة للتجاوزات التشادية.
الجيش يرد
وأكدت القوات المسلحة قدرتها وجاهزيتها للرد على ما وصفته بالسلوك العدواني غير المبرر على غرب دارفور في الزمان والمكان الذي تقتضيه المصلحة الوطنية.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اللواء الركن د.عثمان الأغبش في تصريح صحفى إن العمل العسكري العدواني الذي قامت به القوات التشادية غير مبرر, موضحا أن الدعم العسكري الذي ظلت تقدمه الحكومة التشادية للحركات المتمردة انعكس سلباً على الأوضاع في دارفور, مشيراً الى أن القوات المسلحة كانت طرفا في كل الاتفاقيات التي تمت بين البلدين التي إستهدفت تهدئة الأحوال الأمنية ودعم الاستقرار في المنطقة.
إعلان حرب
ومن جهته اتهم وزير الداخلية التشادى احمد محمد باشر فى تصريح لـ (السودانى) الحكومة السودانية بتزويد المرتزقة المؤججين للمعارك فى شرق تشاد بالسلاح, وقال (نحن مستعدون للدخول فى حرب مع الخرطوم), وزاد ان القوات المسلحة التشادية استفرت قواها لاى طارئى متوقع, لما اسماه بدعم السودان للمتمردين. واوضح وزير الداخلية التشادى ان حكومة بلاده جمعت خلال الهجوم الماضى على شرق تشاد حوالى (200) سيارة لاندكروز, تم استجلابها من السودان لدعم قوة المعارضة, وفى تعليقه على سؤال (السودانى) المتعلق بضرورة انصياع الدول لقرارات الامم المتحدة, الخاصة باحترام سيادة الدول وحق الجوار قال باشر (العالم الآن يتحدث عن القوة فقط), لكنه عاد ودعا حكومة السودان للالتزام بـ(حسن الجوار, للعيش وفقاً لمبادى الاخوة) والعمل على ارساء السلام بالإقليم, محذراً حكومة السودان من العمل على تأزيم الاوضاع فى الاقليم فى ظل توترات الاوضاع فى دارفور. بينما قال سفير السودان فى تشاد عبدالله الشيخ فى حديث لـ(السودانى) ان اى تحركات فى علاقات البلدين مرهونة بقرار الحكومة, وقال بان التطورات الاخيرة يتم التحرك عليها بالرد من المركز, وبتنسيق عبر وزارة الخارجية والرئاسة.
تدخل فرنسى
وفى ذات السياق علمت (السودانى) من مصادرها ان الحكومة الفرنسية شرعت فى طرح مبادرة, لإزالة الازمة الناشبة بين الخرطوم وإنجمينا, بعد تصاعد اللهجات بين البلدين التى تحدثت عن الاستعداد للحرب, وفى ذات السياق لم يستبعد سفير السودان لدى باريس احمد حامد الفكى فى حديث مقتضب لـ(السودانى) اعلان فرنسا خلال الايام المقبلة لمبادرتها رسمياً, وعزا ذلك للمصالح الاستراتيجية الفرنسية فى تشاد, خاصة وان باريس رعت آخر قمة بين الرئيس البشير وديبى, واضاف ان ساركوزى نادى خلال الفترة الماضية بضرورة عودة العلاقات السودانية التشادية لسابق عهدها.
استعداد أمنى
وفى غرب دارفور كشف مصدر امنى رفيع عن ملابسات الهجمات التشادية على الاقليم، وقال لـ(السودانى) ان الهجمات وقعت امس على (3) مناطق هى منطقتا رجل الحرزاية وكرمولة بولاية غرب دارفور, التى لم تعرض فيها مدنيون للهجمات, بينما تعرض (9) من المدنين (طلاب) لاصابات بليغة, تم تنقلهم لمستشفى الجنينة لتلقى العلاج فى منطقة هبيلة جنوب مدينة الجنينة بنحو (40) كيلو. وقال ذات المصدر ان القوات المسلحة استفرت, وهى على اهبة الاستعداد للرد على اى هجوم متوقع من القوات التشادية, ووجهت قوات الدفاع الجوى للرد على اى اختراق جوى للطيران التشادى بولاية غرب دارفور, داخل الاراضى السودانية, واضاف ذات المصدر ان المعلومات التى تحصلت عليها السلطات الامنية اشارت لتورط حكومة ديبى فى تسليح متمردى حركة العدل والمساوة, اضافة لمشاركة قيادات عسكرية فى العمليات بجانبهم, واضاف انه تم نشر فرق للمراقبة بالولاية تحسباً لاى اختراقات جديدة من جانب التشاديين.