العيد يمر بسلام

مميز عدد الرسائل : 2317 تاريخ التسجيل : 10/10/2007

العيد يمر بسلام

الحمى النزفية .... كانت الكلمة الحاضره قبل العيد على كل لسان الصغار والكبار، نساء ورجال ، حتى أن الكثيرين لم " يضحوا " خوفا منها.

العيد كان "شاحبا " للبعض بلون السمك والدجاج ولم تتعالَ قبله أصوات الصغار مطالبه بالخروف.... استطاعت النزفية ان تفرض حتى على الصغار أدبيات الوقايه بالرغم ان مايشاع من أمثال تقول " الجاهل عدو نفسه "!!

من مفهوم الوقايه احترز كثيرون... وكثيرون ايضا لم يبالوا وضحوا ليس من باب التأكد لان السلطات الصحية لم تنفِ وجود المرض صراحة ولكن من باب التوكل وأداء الشعيرة.

من هنا كان مجمل ماركزنا عليه فى هذه الزاويه ان نتعرف على " هل من ضحايا للنزفيه ممن " ضحوا " هذا العام ؟؟ فى البدايه كانت استطلاعات خفيفة وسط المواطنين بعد مرور اربعه ايام على "الأضحية " هل كانت هنالك اى مشكله صحية بعد تناول اللحوم؟ نفى البعض وجود اى مشكله وقال البعض بوجود بعض تلك المشاكل المعتاد عليها عند تناول اللحوم بكثرة فيما قال آخرون انهم لم يشكوا فى ذبيحتهم لانها خضعت للفحص كما ان اعراض المرض لاتظهر الابعد فترة ويسألون الله العافية.

محطتنا الثانية كانت مستشفى الخرطوم التعليمى مستشفى وسط البلد او كما يطلقون عليها المستشفى الكبير قبل ان نصل الى هناك أمس دارت في اذهانناعدة خواطر هل ستكون هنالك حالات ام لا ؟ ربما من باب الشك والعامل النفسى أن يكون هنالك من يشك باصابته .. لكن هل يمكن لادارة المستشفى ان تفصح عن وجود حالات ؟ مستوى الخدمات الصحيه التى تقدم فى قسم الطوارئ ... العنابر هل مكتظه بالمرضى ؟ أشياء كثيره كانت تحتاج الى اجابة .

توجهنا صوب المستشفى وأول ماوقع عليه نظرنا شارع الحوادث الذى كنا قد كتبنا عنه كثيرا ولقد سررنا كثيرا من أعمال الصيانة التى تجرى هذه الايام عليه من" سفلته" وغيرها ونرجو ان تكمل السلطات "حسنتها " وتمنع وقوف العربات والباعه المتجولين فى حواشى المستشفى واطرافها حتى تسهل عمليه انسياب عربات الاسعاف ...

دخلنا عبر بوابة الحوادث كزوار عاديين ... مابدا لنا فى أول الأمر ان ليس هنالك ازدحاما ...!! ربما يكون الوقت باكرا او لاسباب اخرى لاندرى فنحن فى بدايه الرحلة دخلنا الحوادث مالفت نظرنا انه لايوجد تشديد فى حراسة البوابات الداخليه، ففى الماضى كان المرور من بوابة الى أخرى مشكله .. مررنا بانتظار الحالات "البارده" وخرجنا منها الى حيث العنابر من باطنيه وجراحة وعظام كانت عنابر الباطنيه تشهد نوعا من الهدوء وخفة الحركة بعض "الاسرة" فارغة تكاد تخلو الممرات من المرافقين وذويهم !! لكن فى عنبر العظام هنالك نوع من الازدحام لكن ليس كثيرا .

بعد ان طفنا ارجاء المستشفى توجهت الى قسم الحالات الطارئه بالحوادث أيضا لم تكن هنالك من مشكلة فى المرور عبر البوابات ٍسألت احدى الممرضات" وكانت تقف فى المكان المخصص لهن مع اخريات " عن المدير الطبى وكنت قد علمت من قبل انه فى مرور صباحى بالطوارئ .. أشارت اليه بعد أن استفسرت عن سبب السؤال عنه ربما من باب حب الاستطلاع او لشئ آخر..كان بداخل احدى الغرف المخصصه للكشف على المرضى انتظرته حتى يفرغ وكانت سانحة لى لاستكشف مايدور بالداخل .. المكان كان مزدحما بالمرضى ولفت نظرى الوفره فى عدد أطباء الامتياز حتى أن احداهن بعد فراغها من احدى المرضى توجهت بالسؤال هل من مريض آخر ؟ تقدمت اليها إمراه هرمه بعد ان فاضلت بسرعة بينها وزميلتها التى كانت تجلس الى جوارها .

أخيرا فرغ المدير الطبى من ماكان بيده توجهت اليه مسرعه وعرفته بنفسى وبالغرض الذى جئت من أجله دعانى الى انتظاره بمكتبه وبالفعل ذهبت الى هنالك لم تمضِ دقائق معدوده حتى كان حاضرا واجاب عن كل تساؤلاتنا بأريحيه .فى البدء عرف نفسه دكتور حسن الريح والذى قال بان الاستعدادات بدأت قبل فترة من العيد لمقابله الحالات عبر الحوادث فى العطله واضاف بأن وزارة الصحة وفرت معينات العمل والأدويه المنقذه للحياه وان ادارة المستشفى كانت على استعداد ووفرت الكوادر الطبية اللازمه واشار الى ان الادارة وفرت فى الحوادث فقط عشره اطباء واخصائى للباطنيه وآخر للعنايه المكثفة على مدار الاربعة وعشرين ساعة، ويرى انهم استفادوا من التجارب فى الاعياد السابقة وقبل أن نسأله عن وجود اشتباه بحالات نزفيه قال لم ترد الينا اى حاله واستطعنا بعد ذلك ان نتحصل منه على عدد الحالات التى دخلت الحوادث وعن اكثر الحالات شيوعا وحالات الوفيات فكان حسب ما أفاد به الآتى :

* الثلاثاء التردد العام للمرضى 232 مريض, 82 اصابه حوادث مختلفة ،70 حالة طوارئ باطنيه ، 80 حالة باردة ، حالتين وفاه .

* الاربعاء أول أيام العيد التردد العام 238 مريض ،100 اصابه مختلفة ، 74 حالة باطنيه ، 64 حالات باردة " أشار الى ان 74 من الاصابات حوادث مرور ومعظمها محوله من الولايات "

*الخميس التردد العام 239 حاله ، 48 اصابه ، 111 باطنيه ، 80 حاله بارده ، وحاله وفاه واحده محوله من نهر النيل

*الجمعة التردد العام لكل الحالات 228 حاله ، 66 اصابات مختلفة ،87 باطنيه ، 65 حاله بارده .

وفى ختام حديثه تحدث عن مستوى الخدمات الصحيه التى كانت تقدم وقال بعدم وجود قصور فى اى منها فالوزارة وادارة المستشفى كما قال وفرت معينات العمل وكافة العاملين بالمستشفى كانوا على استعداد لمقابله الحالات حسب جدول عد مسبقا فى ظل فعاليه صندوق الشكاوى والتفاعل السريع مع المكتوب منها بعد تحويلها لجهة الاختصاص فى حاله وجود قصور

مستشفى جعفر بن عوف للاطفال كان محطتنا الاخيرة شهدنا فيها احتفالاً درجت ادارة المستشفى على اقامته كل عيد بمشاركة عدد من المنظمات الطوعية الذى تقدم فيه هدايا للاطفال، وكانت هديه هذا العام كراسة وعلبه الوان لكل طفل يبدو ان فى فحواها رساله ليخط الاطفال بأناملهم لوحات لغدٍ أفضل ملئ بالصحة والعافية .