ماذا نعمل بالجالية؟ ماذا نصنع بالعراب؟
(2)
ما فعله العرّاب بمجلس الجالية الحالي، يشبه، في كثير من تفاصيله، ما فعله الترابي بالبشير سنة 1989، حين ذهب الترابي إلى السجن وتسلق البشير مقاليد السلطة. ليكتشف السودانيون ـ بعد فترة وجيزة جداً ـ أن ذلك لم يكن إلا مسرحية يتحكم الترابي في تحريك شخصياتها من خلف الستار، ولم يلبث أن ظهر في العلن، وصار ما صار بين الرجلين ، مما يعرفه الغاشي والماشي، وانتهت العلاقة بينهما على الشكل الذي تعرفون.
***
العرّاب ذهب إلى الظل، بعد انتهاء فترته في المجلس السابق، وأحضر إلى الواجهة شخصاً قلما يعرفه أحد، اسمه الدكتور عادل، ليصبح رئيساً للمجلس، في أطرف وأظرف انتخابات يشهدها سودانيو الكويت على مرّ تاريخهم. ولم ينتفض أحد (مع أنه كان في الإمكان)، بل تجاهلت الأغلبية ذلك التزوير المخجل، وارتضت التعامل مع "مجلس عادل" على علاته. تماماً كما تعامل السودانيون في الداخل مع الإنقاذ، من باب أن الشعب (فتر) و(زهج؛ ذاتو).. من الانتفاضات.
***
ومعلوم أن مجالس الجالية، هنا، هي مجالس موسمية. ولم يشذ "مجلس عادل" عن القاعدة. فعندما اقترب موعد الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، ظهر المجلس إلى العلن، وهيمن على المشهد. وبالنسبة لنا في جمعية الفنون، فقد تعاملنا مع "مجلس عادل" بكل حسن نية، حين دعانا للمشاركة في الإعداد والتجهيز لاحتفالية ذكرى الاستقلال. وعطّلنا عدة مشاريع وفعاليات تخص الجمعية، وانهمك أعضاؤنا في العمل لإنجاح الاحتفال. ولابد من الإشارة إلى أن رابطة المرأة لم تتأخر أيضا؛ فساهمت ونشطت في الترتيب والإعداد.
***
لكن المفاجأة أن "مجلس عادل" قرر عدم وضع اسم وشعار جمعية الفنون في بوستر الدعوة. (لا أعلم عن وضع اسم وشعار رابطة المرأة!)، بحجة أن الجمعية تنضوي تحت لواء الجالية!!.. هذا إلى جانب تقليص مشاركة الجمعية في الحفل الغنائي ، وابتلاع عادل لكلامه الخاص بأن الجمعية هي التي ستضع البرنامج!
وفي تقديري أن هذه الفعلة تنمّ عن غدر وسوء نية تجاه الجمعية التي أكاد أجزم أنها تولت ما نسبته 90% من الإعداد للحفل (على علاته .. وهل بعد مجيء البعيو علة؟!).. وما يزال أعضاؤها يتناقشون في أمر مقاطعة الحفل، ورفع الأيدي عن التعامل مع هذا المجلس، الذي يعتقد ـ مخطئاً ـ أن جمعية الفنون هي "لجنته الثقافية"..
***
ولك أن تعلم أن "مجلس عادل" يتكون من 3: عادل نفسه، وحاتم التيجاني (وزير الثقافة في المجلس!) و محمد صلاح. وما تسألني ـ عزيزي القارئ ـ عن الـ 15 الباقيين.. هذا سؤال إرهابي جدا، ولن يرضي العرّاب وفريقه الثلاثي.
***
الطريف، والمدهش فعلا، ما يتناقله البعض، من أن العرّاب يقود حملة سرية للإطاحة بـ "عادل ومجلسه"، ويجري اتصالات بمجموعة من شباب المنطقة العاشرة، لتحقيق ذلك الهدف. والأطرف من كل هذا أن تحركات العرّاب تتزامن مع حراك محموم يقوم به "مسيلمة أبو بشت" (هل تذكرونه؟)،، لنفس الهدف.
أسباب العرّاب للإطاحة بـ "عادل ومجلسه" غير معلومة حتى الآن، وإن كان بعضهم يرجعها إلى "التكسّب واللعب على أكثر من حبل"، فيما يقول آخرون إن أسباب مسيلمة أبو بشت تدور في فلك أن "عادل رئيس ضعيف".وانه "ذاتو ما سوداني!!"، في إشارة خبيثة منه إلى جواز عادل الأمريكي.
***
على كل حال، يبدو أن مسرحية الترابي/ البشير تتناسل هنا أيضا، منذ بداياتها المضحكة، وحتى خواتيمها المربكة.
الله يحيينا ؛ ونشوف.