د. حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي في حوار صريح مع الشرق حول الواقع الراهن في السودان: الإنقاذ طلبت منا العمل لوحدة السودان فقلنا: لا تحملونا مسؤولية الانفصال
2010-11-10
اقتراح مصر للكونفيدرالية لا قيمة له.. ووزير خارجيتها يقرأ كتب القرن الـ ( 19)
انفصال الجنوب سيمزق البلاد ويفقدها ثرواتها ويقود للمجاعة والثورات
نفط السودان لـ "الجنوب".. وليس للحكومة إلا أجرة نقله إلى الخارج
حوار: محمد دفع الله:
حذر د. حسن عبد الله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي في السودان من أنه إذا استمر الصراع في غرب السودان فإن إقليم دارفور سينفصل وسيلحقه الإقليم الشرقي وحتى المحس في الشمال سيطالبون بدولة الكوش مؤكداً أن هذا إذا حدث فإن السودان سيتمزق كما تمزقت يوغسلافيا.
وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي في حديث خاص للشرق: إن حركة التحرير والعدالة التي يرأسها د. التيجاني السيسي والتي تتفاوض مع الحكومة ليست ذات قاعدة عسكرية ولا تملك جيشا له وجود على الأرض ورئيس الحركة دبلوماسي في الأمم المتحدة يريد أن يعمل إنجازا يحسب له
وقال د. الترابي: إنه إذا انفصل الجنوب وضاع البترول ستفرض حكومة الإنقاذ الضرائب وسيجوع السودانيون وإذا جاعوا مع تمزق السودان سيقومون على الحاكم ويموتون في الشوارع..
وأكد أنه إذا قامت ثورة هذه المرة فلن تكون مثل أكتوبر أو الانتفاضة وقال في هذه الأثناء: (يا أخوانا أنا أنذركم لله).
وأضاف في حديثه للشرق: إذا حدثت بلبلة في الحكم في الخرطوم فإن دارفور ستنفصل إلى (دارفورات) والجنوب سيأخذ موقف الانفصال والشرق مثله..
وأكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن هناك جيشا جاهزا من أبناء النوبة وقال: (والله الآن في كردفان فيه جيش نوبة كامل قالوا لهم اذهبوا للقتال في دارفور قالوا لا نقاتل في دارفور بل نحن نحرس بلدنا وهذا الجيش معه جيش ثان مزود بمئات السيارات العسكرية).
ومضى د. الترابي إلى القول: (نحن الآن خجلانين وغير قادرين على قول كمية القوة المسلحة في السودان.. وإذا قامت حرب فإنه حتى وضع الصومال لن نحصل عليه.. لا تظنوا أني غضبان لأنني سجنت، أنا ابن السودان وليس ابن حكومات ولا أحب الحكومات.. وعندما شاركت مع نميري في السلطة في زمان مضى أجبرني هو و(جابني) بالغصب.. أنا لا أحب الوظائف الرسمية وأريد أن أقرأ وأكتب وأسافر وأطوف العالم.. وحتى عندما نسجن نقرأ ونقرأ وعندما نخرج من السجن نتكلم ونتكلم ونكتب ونكتب..).
وكان رئيس حزب المؤتمر زار خلال الأيام الماضية ألمانيا وفرنسا وبشأن زيارة هذين البلدين قال: (زرت ألمانيا وفرنسا لنفهم كيف يفكرون في الشأن السوداني ولاحظت أن اهتمام أوروبا بالشأن السوداني ضعيف لكن انتبه مسؤولوها إلى قضية دارفور عبر شعوبهم وإعلامهم الذي نشر صورا للمأساة هناك الأمر الذي حتم على أي وزير خارجية أن يزور دارفور مضغوطا من الشعب.
الجنسية من حق الجنوبيين
وقال د. الترابي - وفي خطوة مبكرة استباقية للاستفتاء قبل عام: إنه زار الجنوب كحزب مؤتمر شعبي قومي له قواعد في الجنوب حيث التقى كبار الشخصيات السياسية وزار كنائس وتحاور مع ساسة جنوبيين حوارا طويلا غير رسمي تعرف خلاله على المجتمع في الجنوب.. وقال في هذه الأثناء: (تبين لنا أن المد العام يتجه نحو الاستقلال والانفصال وبدأ المد يتصاعد ولا يمكن صده إلى الوراء وقد احتد هذا المد.. وهمنا ألا تتوتر الحدود الطويلة التي تربط بين الشمال والجنوب وربما لن تتوتر).
والمعروف أنه من بين المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب التي ربما تعرقل قيام الاستفتاء في وقته هو تحديد الجنسية.. وقال: إننا عندما كنا في الحكم حددنا مدة الإقامة بعشر سنوات بعدها يتم منح الجنسية كما أن إقامة سنة واحدة وبقرار استثنائي من رئيس الجمهورية يمكن الحصول على الجنسية..
وقال: إن أي جنوبي موجود في الشمال من حقه أن يأخذ الجنسية وإذا أراد جواز سفر أيضاً يمكن الحصول عليه لأن هذا وطنه.. وكان من المفروض ألا تكون مسألة الجنسية مشكلة بين الشمال والجنوب لأن القانون يسمح بذلك حتى في حالة قيام أي دولة جديدة.
رؤية لمشكلة الحدود
وفي حديثه للشرق طرح د. الترابي رؤية ستساهم في حل مشكلة الحدود بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال وقال: قلنا لهم في مسألة الحدود بأن يكون هناك عدد من الكيلو مترات مفتوحة وتكون الإقامة فيها مشتركة وأي ثروة طبيعية فيها يتم اقتسامها من حيث التكاليف والأرباح على أن تكون المنطقة الحدودية محايدة تربط الطرفين.
وقال: إن مشكلة منطقة أبيي كان من المفروض أن تحل منذ وقت مبكر.. وعلى علاقة بالموضوع استهجن د. الترابي التصريحات التي كان أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير الذي قال للمسيرية: (هذه أرضكم نحن معكم ونقاتل معكم) والمسألة صدر فيها قرار من محكمة دولية..
وقال الترابي إن مثل هذه القضايا لا ينبغي أن يتحدث فيها الرئيس بهذا الشكل وكان من الممكن أن يسند الحديث فيها إلى جهات أخرى لم يسمها الترابي.
وزير الإعلام غير جاد
وذكر رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن مسؤولين غربيين تحدثوا معه حول التصريح الذي كان أدلى به وزير الإعلام السوداني عندما قال إن الجنوبيين الذين سيصوتون لصالح الانفصال سيصبحون مواطنين من دولة أجنبية وليس من حقهم أن يأخذوا ولو حقنة للعلاج..
وقال الترابي: (قلت للغربيين إننا في السودان ليس لدينا وزير إعلام وهذه مجرد وظيفة لأنه لا ينطق باسم وزارة مالية أو خارجية أو أي وزارة أخرى.. هذا الوزير يراقب الصحافة ويسجن العاملين فيها ويطلق سراحهم.. والإذاعة والتلفزيون يتبعان رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن.. ولا تأخذوا كلامه مأخذ الجد وكلامه هذا غير مقبول لنا..
وفي الوقت ذاته أعرب الترابي عن ارتياحه لحديث النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميار ديت الذي كان قال فيه إنه في حالة الانفصال سيدافع عن حقوق أي شمالي في الجنوب.
وعلق د. الترابي على حديث الناطق الرسمي للحركة الشعبية لجنوب السودان ياسر عرمان عندما قال إنه في حالة الانفصال يطالب الشمال بمشروع وطني مجمع عليه لحل مشكلة أزمة الحكم مع إجراء ترتيبات دستورية جديدة..
إن الحركة كانت مستفيدة من ياسر عرمان ليكون الناطق الرسمي في الدول العربية..وحسب الدستور الذي وضعه الجنوبيون لأنفسهم يجب أن يخرج النواب الجنوبيون من المجلس التشريعي لأنهم يمثلون قبائل في الجنوب ويتجهون إلى الجنوب وباقي المجلس يكون كما هو.
لن نتحمل مسؤولية الانفصال
وسألت الشرق إن كان هناك توجه لقيام مصالحة بينه وبين حكومة الإنقاذ أو أن هناك اتصالات بهذا الشأن قال: إننا في القضايا القومية نحضر ونشارك كما حدث بالنسبة لمشكلة دارفور.. لكن عندما دعتنا الإنقاذ وقالت تعالوا نعمل سويا للوحدة قلنا لهم: غير معقول أن توقعوا اتفاقية مع الجنوب ولم تدعونا وعندما حصلت خصومات بينكم وانتهت العلاقات أيضاً لم تدعونا.. وعلى الأقل كان الجنوبيون يكلموننا.. والآن (خايفين) يحصل الانفصال وتريدوننا نجيء ونتورط معكم.).. إلا أن د. الترابي أشار إلى أن المشكلة بدأت منذ زمن بعيد لكن آخر مسؤولين حدثت في زمنهم هم الذين سينسب إليهم الانفصال.