شكراً يا نازك على التهنئة اللطيفة ، والمكالمة الألطف ، والتي كان لها وقع الأغاني في داخلنا ، أميمة وأنا.. لمناسبة إطلالة (رسيل) وسلامة أمها.
ويا أصدقاءنا الأعزاء ، أريد أن أقول، إنّ أعزّ ما تمنيت في حياتي، هو أن أكون نجـّـاب بنات يكنّ "خليفاتي" في الأرض. ليس لأنني سليل عائلة لم يهبها الرحمن سعةً في ولادتهن فحسب، بل الأرجح أن للبنات سحرهن في ميادين الله الواسعة ، وهنّ من يجمّـلن شكلَ افتتاننا بالوجود ، ويعطـّّرن أيامنا المعدودات فيه بالصحو والأغاني والمسرات. أحمدك يا ربي وأشكرك.
فحين وُلدت (أشرقت) شعرتُ بأن الصبح يكلمني وهو يقاسمني القهوة..
واليوم ، بولادة شقيقتها، أحسّ بغيمةٍ أليفةٍ تتحدّى شمس يونيو اللاهبة وتطاولني ثم تجلس في حضني وتقرأ معي الجريدة.
يا الله .. ما أسعدني من رجلٍ موسومٍ بالعشبِ ومنذورٍ للمطر.
وفضلاً عن فرحي العظيم بميلادها بنتاً ، فإن قدومها في زمنٍ وجيزٍ من رحيل عمتي ست البنات ، شكـّل لي ولأميمة فرحاً مضاعفاً لا يسعه مكيال. كما لو أنها إشارة سماوية تترصد اعتدال الميزان في حال الغياب والحضور/ الموت والحياة.
(رسيل)،وفي أيامها الأولى هذه ، تبدو أكثر هدوءاً من (أشرقت) حين كانت في عمرها. ولديها رغبة مغالية في النوم المتصل. وهذا الأمر يربكني شخصياً لأنه لا يوفر لي الوقت ولا الحيلة لأجعلها تلاحظ مدى شغفي بها وانبهاري بحضورها في دنياي. لكنني ممتنٌ للصداقة التي نشأت بين قبضتها الصغيرة وإصبعي.
أما زوجتي الحبيبة والعزيزة ، أميمة .. التي هي حصني الذي لا يُهزم ، وقلعتي التي لا تُضاهى ، فكل يومٍ تبرهن لي بأنها الأجمل ، وأنها أكثر نساء الأرض قرباً للكمال.
ليس لأنها تعتصر ذاتها وتهديني "الخليفات" ، بل وفوق ذلك بكثير ، بكثيرٍ جداً، أنها سكينتي المثلى وملاذي الحقيقي والنهائي ، وسندي ومتكئي وعنوان سعادتي الأبرز.. (يا لجمال ضحكتها حين أقول لها مداعباً : إنتي وبناتك ؛ بناتي.)
أرادت أمها أن تسميها (رسيل). وهو اسمٌ يعني ، في ما يعني، ماءً عذباً منحدراً من جبال. كما يعني خيلأً مرسلة .. ويعني من ينقل رسالة بـِشـْـرٍ جليلة. أميمة التقطت المعنى الأخير وأرادته بشدة. قالت لي لابدّ أن يكون في التسمية شيءٌ من المعنى ، خاصة وأننا لم نكن نخطط لميلاد طفل جديد .. كنا نريد لأشرقت أن تكبر قليلاً. لكن الله وهبنا (رسيل) فلابدّ أن بحوزتها رسالة البـِـشـْـر الجليلة إياها.
اللهم آمين.