هذا مقاله اليوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رفع الغبن عن الشعب السوداني ..!!
هل صحيح أن الشعب السوداني (غير منتج).. يعشق التنظير.. ليس لأنه مترف بالفلسفة والنظريات بل لأن التنظير ضرب من الكسل.. و (عذر) يغني عن العمل..؟؟
حكاية أن الشعب السوداني (كسول) لا يحب العمل المضني رائجة في أدبيات كثير من أشقائنا العرب.. ونسجوا فيها بعض النكات أشهرها التي تقول أن صاحب محل لبيع الأثاثات استأجر سودانياً ليكون (الموديل) الذي ينام على السرير أمام الزبائن ليروا كم هو مريح وجميل.. وبعد أيام من العمل المضني .. من النوم لدوام كامل في سرير العرض في المحل.. وعندما حل موسم رمضان والأعياد.. وزادت ساعات العمل في المحل.. اشتكي السوداني لصاحب المحل من انه في حاجة لأجر اضافي .. للنوم لساعات اضافية ..
هل صحيح أن السوداني (كسول) ..؟؟
سأبرهن لكم أن السوداني مظلوم بمثل هذا (التنميط) الذي يفرض عليه.. تماما كما يقال أن السوداني لا يحفظ المواعيد.. اذا أراد لقاء صديقه يقول له ( انتظرني الساعة العاشرة.. فإذا لم أحضر حتى الساعة الثانية عشر.. الساعة الثانية اتركني واذهب لسبيلك..)
الحقيقة أن السوداني يعمل وبكل جد في حالة أن يكون العمل في حرم قراره الشخصي.. باحساس دامغ أن الارادة الخارجية لا تمثل أحد مكونات العمل المطلوب..
مثلا ..!!
الخدمة المدنية عندنا في السودان.. تقوم على مفهوم السيد والأتباع.. السيد لا يرتاح ضميره لكون العمل المنجز تم في موعده بأفضل وجه.. بل لكون العمل لا يتم الا به.. وفق أوامره.. وأن الأتباع يؤمنون بأنه لولا السيد لما كان العمل.. وبهذا المنطق فإن الذي يمارسه الموظفون في مكاتب الدولة لا يندرج تحت كسل.. بل (حركة مقاومة) طبيعية قوتها تتناسب عكسيا مع جبروت السيد.. والسيد الناجح في العمل هو القادر على كسر تلك المقاومة ..
للتيقن من نظريتي هذه .. أنظر حولك في المكاتب والدواوين الحكومية.. تزداد هواجس المدير من الموظف كلما جد في عمله وأخلص.. بل جرت العادة أن الموظف القدير الذي يعمل (ذاتياً) بلا حاجة لمحرك رئيسه.. عادة أقصر عمرا في وظيفته من الموظف الذي يعرف كيف يصنع من مديره سيداً من آل فرعون..
التقارير الادارية التي يدبجها كتبة الخدمة المدنية.. هي عرضحالات تأكيد (السيادة) .. و يشمل ذلك أيضا ما يسمونه (وثيقة عهد ) سواء كانت بالدم أو بالحبر.. بل – وهو ليس تطرفا مني – في بعض الحالات يصبح مجرد ازجاء التحية والسلام أو ردها على المدير مدموغا بحالة السيد في مواجهة التابع.. للتأكد من ذلك لاحظ جيدا درجة الصوت والرطوبة النسبيه .. في حالة رد الموظف التحية لزميله.. ثم في حالة ردها على مديره.. الأخيرة (أرطب!)..
إحساس الموظف بأنه في حالة دفاع شرعي عن النفس.. ذاته المقهورة عمدا بقوانين الخدمة المدنية وواقعها.. تجعله يمارس نوعا من المقاومة تحت مسمى (كسل) ..!!
__________________________________________________
قرأت المقال و لا أظن أن المهندس عثمان مرغني كان موفقا في رفع الغبن عنا ، فما ساقه من تبريرات لكسلنا ، غير مقنعة ، وأعتقد كذلك ، يا بورسوداني ، أن الكسل المُنكت به ( بفتح الكاف وتسكين التاء ) ليس هو الذي يتحدث عنه العاربة والمستعربة ولا هو الذي أشار إليه المهندس عثمان مرغني .. لست أدري ، أرى أن المقال ليس مقنعا ، خصوصا وأن المهندس مرغني أحد أهم أعمدة الصحافة السودانية ، وقرأت له مقالات رصينة عن العديد من القضايا السودانية الهامة تلك كانت مجرد وجهة نظر ..
مشكور بورسوداني على فتح هذه النافذة