تدرجت مشكلة دارفور من نهب مسلح الى قطاع طرق الى حركات مسلحة الى زغاوة الى عبدالواحد الى كوفي انان ثم كولن باول ومنظمات اغاثة دولية وممثلين عالميين ورجال دين وتجار سلاح الى خليل ابراهيم ابوجا وانجمينا القاهرة واسمرا وجوبا وغزو امدرمان الى ان انتهت باوكامبو... منذ سنة 2003 وحتى اليوم ونحن لا ندري على وجه الدقة أين ستنتهي هذه المشكلة.
الأمر المحير جدا هو كيف أن حكومة السودان لم تتمكن من معالجة هذه المشكلة ، علما بأنها أخذت اهتماما أكثر من مشكلة الجنوب التي استمرت أكثر من عشرين سنة مات خلالها أكثر من مليوني مواطن سوداني ومع ذلك لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، ولكن العالم كله قائم وهائج الآن من أجل مشكلة قامت فقط سنة 2003 ومات فيها حتى الآن 10 آلاف شخص على احصاء الحكومة أو 300 ألف شخص على احصاء الامم المتحدة، وفي كل الاحوال فأنا لا استخسر روح مواطن واحد ناهيك عن هذه الاعداد الضخمة سواء كانت على احصاء الحكومة أو احصاء الأمم المتحدة ولكنني فقط أورد مقارنة لأبين الاهتمام الدولي بدارفور مقارنة بجنوب السودان.
أعود وأقول إن مفاتيح الحل بيد الحكومة، فهي قد فوتت على نفسها وعلى الوطن فرصا ذهبية كثيرة كانت كفيلة بوضع حد وانهاء هذه المشكلة منذ أن بدأت وقبل أن تستفحل... وهي الآن تستطيع أن تجلس مع أبناء دارفور ليضعوا حلا للمشكلة قبل أن تستفحل أكثر وتتعدى أوكامبو ، وحتى نتجنب أيضا أن يتم فرض الحلول على الطرفين فرضا كما حدث في مشكلة جنوب السودان..