حالة حمى الوادي المتصدع قد تتصاعد في السودان ومنظمة الأغذية

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن انتشارحمى الوادي المتصدع في السودان قد يتصاعد في غضون الأسابيع المقبلة مع نقل ملايين الحيوانات من مختلف أنحاء البلاد والمنطقة بمناسبة موسم الحج وعيد الأضحى المبارك الذي سيجري الإحتفال به بحلول العشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل. المعروف أن حمى الوادي المتصدع مرض فيروسي خطير ينتقل عن طريق لسعة البعوض حيث يصيب الأغنام والأبقار والأبل والأنسان. وحسب منظمة الصحة العالمية فقد توفي جراء المرض أكثر من 160 شخصاً ولاسيما في ولايات النيل الأبيض، وسنار والجزيرة، غير أن الانتشار الأسرع للمرض من حيث الإصابات البشرية قد سُجل في ولاية الجزيرة. وتقول المنظمة أن الحالة الوبائية للمرض في المواشي معقدة جداً وتتطلب مراقبة عاجلة. وغالباً ما تكون الأعراض السريرية للمرض في المواشي غير مرئية على الفور، غير أن هناك مؤشرات قوية على وجود الفيروس في الحيوانات. وإستناداً الى بعثة ميدانية ضمت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وعدد من الأطباء البيطريين المحليين فأن المزارعين قد تحدثوا عن الحيوانات التي ظهرت عليها الأعراض المعروفة بحمى الوادي المتصدع ، مثل الإسهال والإفرازات الأنفية والإجهاض. وقد تبين أن نتيجة فحص عينات من مصل الدم بالنسبة للمواشي في المختبر المركزي للأبحاث البيطرية في العاصمة السودانية، الخرطوم كانت إيجابية. ولابد من إرسال هذه العينات على نحو عاجل لإجراء مزيد من الفحوص في مختبر دولي معروف في جمهورية جنوب أفريقيا. ومما يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة قد عرضت إيفاد فريق من خبرائها في الصحة الحيوانية الى السودان لإجراء تحريات ميدانية معمقة. وفي هذا الصدد أعرب رئيس دائرة الصحة الحيوانية لدى المنظمة السيد جوزيف دومنيك عن "الإستعداد لمساعدة السلطات البيطرية في تطوير برنامج شامل للمراقبة والمكافحة". وأوضح "أن المنظمة بإمكانها أيضاً تقديم المساعدة في تحسين المرافق المعنية بالمختبرات والحجر الصحي الحدودي لمراقبة صادرات المواشي"

ومما يذكر أن مصر والمملكة العربية السعودية قد حظرت وارداتها من المواشي من السودان في اعقاب اندلاع الموجات الأخيرة من حمى الوادي المتصدع في ذلك البلد. وأكد السيد دومنيك على "ضرورة تركيز الجهود المتكاملة والمعنية بالصحة العامة وصحة الحيوان لمكافحة المرض في ولاية الجزيرة حيث تتطور الاصابات البشرية على نحو سريع ". وهذا في رأيه "يتطلب تأمين المبيدات ومعدات الرش والملابس الواقية للأشخاص المهددين بالمخاطر ومستلزمات التشخيص البيطري، فضلاً عن تطوير إستراتيجية للتلقيح. كما يتعين على السلطات المحلية والقومية بمن فيها الزعماء الدينيين أن تطلق حملة توعية ضخمة لإبلاغ عامة الناس بمخاطر مرض حمى الوادي المتصدع والحد من إنتشار الفيروس وإنتقاله. يصاب الإنسان بهذا المرض عن طريق لسعة البعوض أو التماس المباشر باللحوم المصابة أو الدم خلال فترة ذبح الحيوانات ، أو أي مواد بايولوجية أخرى وسوائل الجسم.وقد يشكل الحليب غير المبستر للحيوانات المصابة خطراً أيضاً على الصحة.
نقلا عن وكالة السودان للأنباء