اشتباكات في دارفور واحتجاجات

لخرطوم (رويترز)

وقعت اشتباكات بين متمردي دارفور والقوات المسلحة السودانية في ولاية غرب دارفور في تجدد للقتال بالمنطقة المضطربة الواقعة قرب الحدود بين السودان وتشاد وزعم كل من الجانبين يوم الاحد الحاق خسائر بشرية كبيرة بالطرف الاخر.

جاء العنف في الوقت الذي استعد فيه النشطاء في أنحاء العالم لاحياء ذكرى مرور خمس سنوات على الحرب في دارفور بتنظيم احتجاجات لابراز محنة أكثر من مليون طفل محاصرين بسبب الصراع.

وشهدت ولاية غرب دارفور أسوأ قتال بين حركة العدل والمساواة أقوى جماعة متمردة في دارفور من الناحية العسكرية والحكومة وسقط أكثر من مئة قتيل في اشتباكات في فبراير شباط. ويتهم السودان تشاد المجاورة بدعم حركة العدل والمساواة.

وقالت حركة العدل والمساواة في بيان أرسل يوم الأحد ان الحركة أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش وأحرقتها تماما خلال المعركة وانها اصابت هليكوبتر أخرى لكن مصيرها غير معروف.

وأضاف البيان أن الهجوم الذي وقع بعد ظهر السبت استمر حتى المساء وان الحركة قتلت عددا كبيرا من أفراد القوات الحكومية.

وأكد أبو القاسم امام الحاج والي غرب دارفور وقوع اشتباكات في كشكش بين الجيش وقوات حركة العدل والمساواة ولكنه قال انه ليس لديه المزيد من التفاصيل.

وقال مسؤول رفيع بالجيش السوداني لرويترز ان الحركة شنت الهجوم مستخدمة مركبات جاءت من الشمال والغرب في شتى أنحاء المنطقة الحدودية في تشاد.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هناك الكثير من الخسائر في جانب العدو...كل طائرات الهليكوبتر التابعة لنا بخير."

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من البعثة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور للتعليق.

ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص لقوا حتفهم وان 2.5 مليون نزحوا من ديارهم منذ أن حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح في دارفور في أوائل عام 2003 متهمين حكومة الخرطوم باهمال هذه المنطقة.

وردت هذه الحكومة على التمرد بالقوة البشرية والجوية وبتسليح ميليشيا الجنجويد التي اتهمت باستهداف المدنيين من خلال احراق القرى والنهب والقتل والاغتصاب.

وتصف واشنطن العنف الدائر هناك بالمذابح الجماعية وجذب هذا الصراع اهتمام الغرب وتطالب شخصيات شهيرة مثل نجوم هوليوود وشخصيات رياضية وكتاب مشاهير بوضع حد للقتال هناك.

وتنفي الخرطوم ارتكاب المذابح الجماعية وهو مصطلح لا ترغب الحكومات الاوروبية في استخدامه وتقول ان عدد القتلى بلغ تسعة الاف ملقية باللوم على وسائل الاعلام الغربية في تضخيم تفاصيل هذا الصراع.

وتهدف الاحتجاجات التي ستنظم في أنحاء العالم اليوم بدعم من شخصيات شهيرة مثل جيه.كيه رولينج مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر ونجم هوليوود جورج كلوني الى ابراز محنة أكثر من مليون طفل محاصرين بسبب القتال في دارفور. وينظم الاحتجاجات ائتلاف دولي من النشطاء وجماعات حقوق الانسان.

وقال كلوني وهو أيضا سفير للسلام في الامم المتحدة "لمثل هذه الايام أهمية لانها تجعل ما يحدث ضمن اهتمامات المجتمع الدولي...نحن في حاجة الى مشاركة دولية مستمرة اذا كان لنا أن نشهد تقدما فعليا على أرض الواقع."

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه سيحث مجلس الامن الدولي في الاسبوع المقبل على تحقيق تقدم في قضية دارفور. وقال مكتب براون يوم الأحد انه عرض استضافة محادثات سلام لدارفور.

كما تتهم الحكومات الغربية السودان بعرقلة نشر القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المكلفة بمحاولة حفظ السلام في دارفور. ويقول منتقدون ان تلك الحكومات الغربية لم تزود بعد القوة المشتركة بالمعدات والدعم اللازم لنشرها هناك.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه سيحث مجلس الامن الدولي في الاسبوع المقبل على ضرورة تحقيق تقدم في قضية دارفور. وقال مكتب براون يوم الأحد انه عرض استضافة محادثات سلام لدارفور.

وقال براون في بيان يوم الأحد "مثل الاف البشر الذين يشاركون في فعاليات عبر العالم اليوم (بشأن الصراع) فاني اشعر بالاحباط جراء هذا الوضع المرعب والتقدم البطيء."

ومضى يقول "لكني مصمم على اننا لن نفشل. خمس سنوات اكثر من كافية لاي شخص يجد نفسه مضطرا على التكيف مع هذا النوع من المعاناة التي لم يجد سكان دارفور مناصا من تحملها."