التعداد السكاني ومواطنو المهجر

بعد بضعة أيام يتجه أهلنا في الوطن الى تسجيل أسمائهم تفاعلا مع حملة التعداد السكاني تمهيدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المرتقبة، وكذلك سيكون هذا التعداد سجلا لمعرفة عدد مواطني دولتنا العزيزة لاستخدامها عند الحاجة على الأقل خلال العقدين القادمين...

ولو لا الحرب الأهلية في دارفور لكان هذا التعداد أكثر دقة، ومع ذلك نحسب أن هذا التعداد سيكون أحدث احصائية منذ سنين طويلة، خاصة وأن التعدادين الأخيرين جرت في ظروف الحرب الأهلية التي كانت تدور رحاها في جنوب السودان، ذلك لأن جنوب السودان يمثل ثلث الوطن مساحة وتعداد للسكان، وبالتالي خروج جنوب السودان برمته من عملية الاحصاء السكاني أصاب التعداد بعطب ضخم ومؤثر، وذات الأمر يجري الآن في دارفور مع فارق بسيط أن أجزاء كبيرا من دارفور من الممكن أن تجري فيها التعداد السكاني خاصة وأن نوعا من الهدوء قد ساد الاقليم.

أما نحن في المهجر، فكان بودنا أيضا أن تشملنا هذه الحملة، ولعل الكثيرين – والعبد لله منهم – لا يعرفون شيئا عن هذا التعداد، ولا يعرفون حتى ما اذا كانت هناك حملة في السفارات لتسجيل المواطنين من خلال استمارات الاحصاء، أو ربما اكتفت الدولة ببيانات المقيمين في المهجر وفقا للسجلات المتوفرة لدى السفارات، ومع ذلك فالأمر ايضا يحتاج الى تنوير من جهات الاختصاص وخاصة الجهات المعنية أو المكلفة في السفارات وذلك لتوضيح هذه الأمور للمواطنين المقيمين اقامة منتظمة في تلك الدولة حتى يكونوا على بينة من الأمر. أما اذا لم غير ذلك فاعتقد لا مناص من السفر الى السودان ضمن فترة التعداد لكي يتمكن المواطن السوداني من تسجيل اسمهم في كشوفات الاحصاء... وقبل أن يسرح البعض في الخيال فالسؤال المطروح هو: هل من المقدور على كل المواطنين في المهجر السفر الى السودان خلال هذه الفترة القصيرة ومن أجل هذه الغاية فقط؟

اعتقد الاجابة واضحة... لا كبيييييييييرة

كمبلاوي كتب:

الاخ الغالى

حسب علمى دى حاجه من رابع المستحيلات ان تقوم الدوله بوضع صنادق اختراع للسودانين العاملين بالخارج ، وذاكان نحنا لحدى الان ما عارفين التعداد الحقيقى للسودانين واى زول يسالنا نقول حوالى 30 مليون تقريبا ناسين المناطق المهمشة ومناطق الحرب الاهلية في دارفور ، حتى الجنوب فى أماكن لسع الناس ما عارفه ةتصلها

الأخ كمبلاوي
شكرا على التعقيب
وأذكر أننا شاركنا هنا في السفارة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقامت الجهات المختصة بتنظيم العملية ووزعت للمقترعين بطاقات الانتخابات وتم تجهيز صناديق خاصة لوضع هذه البطاقات فيها، ولا أعرف كيف تمت معالجة موضوع الصندوق هل ـم ارساله الى الخرطوم مغلقا أم تم فتحه هنا واستخراج النائج منها وارسالها للخرطوم بالفاكس؟؟؟؟

اذا كانت انتخابات رئاسة الجمهورية قد تمت هنا فما المانع أن يتم ايضا التسجيل للاحصاء السكاني؟ علما بأن التجسيل للاحصاء أقل تعقيدا وأكثر أهمية من الانتخابات وأشمل في معلوماته، لأن الانتخابات أشبه ما يكون بفرض الكفاية، وليس كل مواطن ملزم بالذهاب الى صناديق الاقتراع، وهناك الكثيرون الذين لا يهتمون بالانتخابات ولا يذهبون للمشاركة بالادلاء بأصواتهم، ولكن الوضع يختلف مع الاحصاء السكاني، فهنا المطلوب معرفة عدد المواطنين السودانيين، وأي مواطن يتخلف عن التسجيل معناه تسبب سلبا في نتيجة الاحصاء.

حقيقة اعتقد أن أجهزة الدولة المعنية لا تجد صعوبة في تحديد عدد المواطنين المقيمين في الخراج اقامة منتظمة، ولكنها تجد صعوبة شديدة جدا في تحديد عدد المواطنين السودانيين المقيمين داخل الوطن، إذ في تقديري أكثر من ثلث المواطنين في الداخل لا يحملون ثبوتات شخصية... بعكس المهاجرين. ومع ذلك يبقى السؤال قائما: لماذا لا تجرى الاحصاء لمن هم خارج الوطن؟