والحكاية كما تقول السيدة........ أن مشاجرة نشبت منذ فترة بين ابنها وزوج ابنتها، المشاجرة تحولت إلى اشتباك بالأيادي حيث انتصر زوج الأخت على شقيقها ووصل الأمر الشرطة ثم إلى القضاء، حيث قدم المُعتدى عليه فواتير علاج بعد أن كسرت يده في الشجار بينه وبين زوج شقيقته، وبعد أن تدخل الوالد والوالدة والجيران والأهل لاصلاح ذات البين إلا أن الابن أصر على «التعويض المالي»، الذي قدر بمبلغ لا يملكه «النسيب» ولا والد زوجة المعتدي المدان «قضائياً»..!
كعادة أهل السودان تدخل الأجاويد واقنعوا الابن بأن يتنازل عن جزء من مبلغ التعويض حتى وصل الرقم الجديد إلى 2 مليون جنيه «القديم» لم يكن يملكها أهل النسيب ولا الأم النسيبة ولا الزوجة، وهنا تقدم الوالد بضمان لاخلاء سبيل زوج ابنته.. وفي الموعد المحدد للقضية لم يحضر النسيب، فما كان من المحكمة إلا أن نفذت القانون في الأب الضامن بعد أن أصر الابن على اتخاذ هذا الاجراء القانوني بحق والده..!
عندها لم يكن أمام المحكمة وبرغم جهد مقدر من مولانا قاضي الموضوع إلا أن الابن أصر على أحد أمرين إما أن يدفع له زوج أخته مبلغ «2» مليون كتعويض، وإما أن يبقى الضامن بالسجن وهو والده «أي والد الشاكي»..!
يا للهول ويا للمصيبة فقد فشلت كل جهود إثناء الابن عن سجن والده «الضامن»، بل طلب إليه أن يخفض المبلغ وأن يتحرك الأجاويد لجمع وتحصيل ما يمكن تحصيله، إلا أن الابن ولأيام ولربما أسابيع رفض مثل هذه العروض الإنسانية الطابع والإلهية الحتمية والضرورة؛ إلى أن كان الفرج أمس الأحد.. فماذا حدث..؟
«الوطن» وبعد أن سمعت هذه القضية في الأسبوع الماضي اتفقت مع زوجة الشيخ المسجون وهي أم الابن الساجن لوالده على الآتي:-
أولاً: أن يتحرك الأجاويد في الحي والمعارف وأهل الخير لجمع مبلغ مليون جنيه بالقديم.
ثانياً: أن تتبرع «الوطن» من مال الخيرين بمبلغ مليون جنيه بالقديم أيضاً..!
ثالثاً: أن يؤخذ هذا المبلغ مكتملاً صباح أمس الأحد ويدفع في المحكمة، وأن تتسلم زوجة الأب السجين أمر الإفراج ومعها مندوب «الوطن» وبعض الأجاويد من أبناء الحي ثم يتحركون إلى سجن أمدرمان لإخلاء سبيل الأب السجين وإعادته إلى بيته..!
ولكن إرادة الله الغلابة والغالبة، كان لها شأن آخر صباح الأحد عندما كنا نستعد للتوجه للمحكمة، فقد عاد النسيب الغائب وقدم نفسه للقضاء شارحاً الظروف التي جعلته يختفي أو يبتعد أو يسافر بحثاً عن مبلغ الغرامة «الاثنين مليون»، ومع إنه لم يوفق في تدبير المبلغ إلا أنه جاء ودخل السجن مكان ضامنه الذي هو والد زوجته..!
و«الوطن» التي ألمها كل هذا الحدث المفجع في ولد يسجن والده سرها، وبعد أن استعدت أمس للتحرك لتنفيذ ما وعدت به، أن الوالد السجين عاد إلى بيته ووسط أسرته وبجانب زوجته المسنة ليبقى من اللوحة الإنسانية وجود«النسيب» المدان بالسجن إلى حين سداد مبلغ «2» مليون جنيه لزوج أخته الشاكي..!