السودانيون أول من عرفوا الزعامات الدينية والقبلية في العالم

مميز عدد الرسائل : 2317 تاريخ التسجيل : 10/10/2007

السودانيون أول من عرفوا الزعامات الدينيةوالقبلية في العالم

اكتشاف مقبرة أثرية مهمة في الكدادة

عثرت وحدة الآثار الفرنسية التابعة للهيئة القومية للآثار والمتاحف برئاسة عالم مابعد التاريخ والباحث الفرنسي جاك رينولد آثار استثنائية مهمة في السودان في موقع فترة العصر الحجري الحديث بمنطقة الكدادة الواقعة على نحو عشرين كيلو متراً شمال مدينة شندي بولاية نهر النيل ، ويعود تاريخ المقبرة التي تم اكتشافها لأكثر من ( 5500 ) عام قبل الميلاد.
وقال جاك رينولد إنه عثر في المقبرة التي تعد واحدة من ثلاثمائة مقبرة قام بحفرها على شخص ومعه ثلاثة آخرون في شكل ضحايا بشرية دفنوا معه ضمن طقوس دينية محددة .. وذكر أنه من المحتمل أن يكون هذا الشخص قد دفن داخل بناء خشبي ويعتبر المثال الأوحد لمثل هذه الفترة القديمة .. وأن العتاد الجنائزي ( القطع الاثرية ) التي اكتشفت في المقبرة على قدر كبير من الثراء .. ووجدت عظام الشخص الرئيسي مصبوغةً باللون الأحمر مما يدل على أنه تم تغطيته بجير احمر يسمى ( الاكرا ) استجلب من الصحراء الكبرى تحلل بفعل الزمن والامطار .
وفي شرحه للصحافيين الذين زاروا موقع المقبرة بمنطقة الكدادة أمس أوضح رينولد أن المقبرة حوت على رفاة اربعة أشخاص حيث يرقد الشخص الرئيسي في منتصف المقبرة في وضع القرفصاء والثلاثة الآخرون كانوا ممدين طولياً وفسر ذلك بأن الشخص الرئيسي هو الموجود وسط المقبرة مما يدل بأنه شخص مهم .. الى جانب أن رؤوس المتوفين كانت موضوعة على قرون بقر ومن فوقهم ادوات فخارية وفؤوس حجرية وأدوات اخرى اصغرها في حجم الابرة ، اضافة إلى وجود كلبين في شكل ضحايا حيوانية ..ويشير الى أن هذه ربما تكون بداية الدويلات في افريقيا بل في العالم كله ، وقال : حتى الآن لم يعرف مثال واحد لانسان بهذه الاهمية لا في افريقيا ولا في مصر نفسها .. وان هذين المثالين الأوحدين موجودان في ( كدركة ) 30 كيلو من حوض السليم بدنقلا حيث عثر على مقبرة حوت على رفاة امرأة يعود تاريخها لفترة العصر الحجري المتأخر او مايعرف بثورة العصر الحجري الأمر الذي يشير الى أن هذه المرأة ربما كانت ملكة في منطقتها ..
ونبه رينولد أن العثور على هذا الشخص وبهذا الوضع ينبئ بأن السودان يعتبر أول دولة عرفت الزعامات القبلية والدينية والسياسية .. وقال إن الآثار المكتشفة سيتم دراستها بواسطة عالم الاجناس مصطفى الياكتينالمتخصص في علم الأجناس لمعرفة الكيفية التي تحللت بها هذه الاجسام داخل المقبرة وتحديد عما اذا كانوا رجالاً أم نساءاً ودرجة العلاقات الاجتماعية التي تربط بينهم ..
واعتبر الدكتور صلاح محمد احمد أمين أمانة الآثار بالهيئة القومية للآثار والمتاحف اكتشاف المقبرة أمراً مهما وكبيراً وتمثل دلالة لبداية الزعامات في افريقيا وربما العالم بأسره وتشكل الخطوة الأولى لاستقرار المجتمع الانساني ..
وقال ان العمل في الموقع بدأ بمنطقة الكدادة في العام 1967م واستمر لمدة عشر سنوات وتوقفت مجموعة العمل وانتقالها لعمل اخر يتعلق بانقاذ اثار في منطقة اخرى ، لتعود قبل عامين وتستمر في عملها الى أن توصلت للاكتشاف على هذا النحو ..وأضاف أنه سيتم اصدار كتاب حول الجزء الاول من هذا الاكتشاف خلال مارس القادم وبقية المعلومات في كتاب آخر يصدر العام القادم