في تصريح لجريدة الرأي العام ذكر نائب الأمين العام لاتحاد الصرافات أن سعر الدولار قد أصبح فوق الأربعة جنيه في السوق الموازي كما يحلوا لعصابة الإنقاذ تسميته، بدلاَ عن الاسم المتعارف عليه وهو " السوق الأسود"، أو بعبارة أخري دولار ريال يا شاب، وطبعاَ الحين لمن أنزل السودان واتمشى في شارع الجمهورية سوف تتغير النغمة وتصبح دولار ريال يا حاج أو ياعم أو ياخال، ما علينا كلكم حتمروا بهذه التجربة.
ومن ضمن الحلول التي اقترحها فيلسوف زمانه وفلتة عصره هي الرجوع مرة أخرى إلى البقرة الحلوب، ومعذرة باستخدام هذا اللفظ في حق كل المغتربين والذي أنا واحد منهم، فقد كان المقترح هو تحفيز أو بالأحرى إجبار المغتربين لتحويل أموال إلى أهلهم واقاربهم أو مدخراتهم " إن وجدت "عن طريق الصرافات .
وفي هذه الحالة يتم طبخ سناريو الحوافز في داخل جهاز المغتربين عن ماهية هذه الحوافز وكيفية إجبار المغتربين للتحويل عبر الصرافات ويقوم الدكتور كرار التهامي الأمين العام بعرض هذا المقترح على الحكومة وسوف يجد هذا المقترح هوى عند الحكومة وبذلك يكون كرار التهامي قد ضرب عصفورين بحجر، اولهما لايمكن عزله من هذا المنصب والثاني يجد إشادة من قيادات المؤتمر الوطني بأنه وطني ومخلص للحزب.
وعلى ما أعتقد أن المشروع الذي سوف يقدمه الأمين العام لجهاز المغتربين سوف يكون مكون من شقين الأول غير مهم أن ينفذ وهو الحوافز التي تعلن مقابل تحويل مبلغ محدد من المال ومنها إعفاء من الجمارك للسيارات أو الأثاث المنزلي أو منح المغترب قطعة أرض وما إلى ذلك.
أما الشق الثاني فهو الآلية التي سوف تستخدم لإجبار المغترب على التحويل عن طريق الصرفات ومنها ربط تأشيرة الخروج بتحويل مبلغ محدد عن طريق الصرافات العاملة في السودان، وهذا لمن يذهب إلى الوطن في الاجازات ، وأما الذين لا يودون الذهاب إلى السودان لا يتم تجديد جوازاتهم في السفارات إلا بعد إثبات تحويل المبلغ المطلوب عن طريق الصرافات، وعندما تضخ العملة الصعبة إلى البنك المركزي ويتحسن الاقتصاد تلحس الحكومة تعهداتها نحو المغترب نحو الحوافز المعلنة، وربنا يجازي الكان السبب.