(بخت الرضا)
ماذا اري ابدت ديارك ام بدى امل النفوس على ذراك مشيدا ؟
تم اللقاء ونلت ما اصبو له وغدوت افرح ما اكون واسعدا
اما الديار فقد ملكن مشاعري ورايت فيهن الجلال مشيدا
لله اياما كان عهـودها زهر تمدد فى جوانبه الندى
ابقت لنا ذكرى نشاهدها رؤى فى موكب الماضي ونسمعها صدى
ايام كنت اعيش فى ربوعها حر الفؤاد ولا اعيش مقيدا
يا قبلة الوطن العزيز ومعهدى هل كنت الا للهداية معهدا
بالمجد فزت وانت فى شرخ الصبا بشراك بالمستفبل الزاهى غدا
بالفخر والشرف الذي احرزته قام الجميع مهنئا وممجدا
يا مرحبا بالمهرجان فانه يوم سيبقي فى النفوس مخلدا
سارت به الركبان فى طرقاتها وانساب لحنا فى الشفاه مرددا
مستلهما همم الرجال وعزمهم حتى اقام الوافدين واقعدا
يا معهدا علم الجهاد بكفه اليمنى وباليسرى مصابيح الهدى
كنز البلاد هنا هنا ابناؤها والعاملون غدا اذا حق الغدا
اكبادها تمشي على وجه الثرى جائت اليك بهم لترجعهم غدا
خفت اليك وفوضت اليك امرهم لما رات فيك الحكيم المرشدا
ابناؤك الغر الكرام شهرتهم فى وجه عادية الزمان مهندا
جائت تحييك الوفود فحيهم مدت اليك يدا فمد لها يدا
جائتك من طول البلاد وعرضها وسعت لارضك عندما روى الندى
فانظر لعيدك كيف قرب بيننا عدنا اليك وعاد فيك المنتدى
لسنا جنودك وحدنا كل الذى شد الرحال اليك صار مجندا
ما كنت موقوفا علينا وحدنا فالنيل انت وكلنا يشكو الصدى
رِحْلَةَ الْنَّيْلِ
الْنَّيْلْ مِنْ نَشْوَةِ الْصَّهْبَاءِ سِّلْسِلَهْ وَسَاكِنُوْ الْنَّيْلِ سُمّارُ وَنُدْمَانُ
وَخَفْقَةِ الْمَوْجُ أَشْجَانُ تُجَاوِبُهَا مَنْ الْقُلُوْبُ الْتِفَاتَاتْ وَأَشْــــجَانٌ
كُلِّ الْحَيَاةِ رَبِيْعُ مُشْرِقٌ نَضِرٌ فِيْ جَانِبَيْهِ وَكُلُّ الْعُمْرِ رَيَــــعــــَانِ
تَمْشِيَ الَاصَائِلَ فِيْ وَادَيْهِ حَالِمَةً يَحُفُّهَا مَوْكِبٌ بِالْعِطْرِ رَيَّــــانُ
وَلِلخَمائِلَ شَدْوَ فِيْ جَوَانِبُهُ لَهُ صُدَيُّ فِيْ رِحَابِ الْنَّفْسَ رَنـــّانٌ
إِذَا الْعَنَادِلُ حَيَّا الْنِّيْلَ صَادِحُهُا وَالْلَّيْلِ سَاجٍ فَصَمَتُّ الْلَّــيْلِ آَذَانٌ
حَتَّيَ إِذَا ابْتَسَمَ الْفَجْرُ الْنَّضِيْرِ لَهَا وَباكَرَتِهُ أَهَازِيْجٌ وَأَلْحَــــــــانَ
تَحَدَّرَ الْنُّوْرِ مِنْ آَفَاقِهِ طَرَبَا وَاسْتَقْبَلَتْهُ الْرَّوَابِيْ وَهُوَ نَشْوــــــَانُ
**
تُدَافِعَ الْنَّيْلْ مِنْ عَلْيَاءِ رَبْوَتِهِ يَحْدُوَ رِكَابَ الْلَّيَالِي وَهُــوَ عَــجْـــــَلانُ
مَا مُلَّ طُوِّلَ الْسَّرِيِّ يَوْمَا وَقَدْ دُفِنَتْ عَلَيَّ الْمَدَارِجُ أَزْمَانَ وَأَزْمَـــانُ
يَنْسَابُ مِنْ رَوْضَةٍ عَذْرَاءَ ضَاحِكَةٌ فِيْ كُلِّ مُغْنِيَ بِهَا لِلْسِّحْرِ إِيْوَانُ
حَيْثُ الْطَّبِيْعَةِ فِيْ شَرْخِ الْصِّبَا وَلِهَا مِنَ الْمَفَاتِنِ أَتْرَابٌ و َأَقْــــــرَانُ
وِشَاحُهَا الْشَـــفَقَ الَزَاهِيَ ومَلِعْبِهَا سَــهْلٌ نَضِيْــرٌ وَآَكَامٌ وَقِيْــعَانِ
وَرَبُّ وَادٍ كَسَــــاهُ الْنُّوْرَ لَيْـــسَ لَـــهُ غَيْرُ الْأَوَابِدِ سُــــمّارُ وَجِـــيْرَانٌ
وَرُبَّ سَهْلٍ مِنَ الْمَاءِ اسْتَقَرَّ بِهِ مِنْ وَافِدِ الْطَّيْرُ أَسْـرَابُ وَ وُحـــْدَانِ
تَرَيْ الْكَوَاكِبُ فِيْ زَرْقَاءُ صَفْحَتَهُ لَيْلَا إِذَا انْطَبَقَتْ لِلْزَّهْـــرِ أجــــفان
**
وَفِيْ حَمِيَ جَبَلٍ الْرَّجَّافِ مُخْتَلَبٌ لِلْنَّاظِرِيْنَ وَلِلأَهْوَالَ مَـــيْدَانِ
اذَا صَحَا الْجَبَلِ الْمَرْهُوبَ رِيْعٍ لَهُ قَلْبٌ الْثَّرَيَّ وَبَدَتْ لِلْذُّعْرُ أَلْوَانَ
فَالْوَحْشُ مَا بَيْنَ مَّذْهِوْل يُصَفِّدُهُ يَأْسٍ وَآَخِرُ يَعْدُوَ وَهَوَ حَـــيْرَانَ
مَاذَا دَهَا جَبَلٍ الْرَّجَّافِ فَاصْطَرَعَتْ فِيْ جَوْفِهِ حَرْقُ وَارْتَجَّ صَوَّانٍ
هَلْ ثَارَ حِيْنَ رَأْيَ قَيْدَا يُكَبِّلُهُ عَلَيَّ الْثَّرَيَّ فَتَمَشَّتْ فِيْهِ نِــيْـرَانِ
**
وَالْنَّيْلُ مُنْدَفِعٌ كَالَّلَحْنِ أَرْسَـلَهُ مِنْ الْمَزَامِيْرِ إِحَــسَّاسْ وِجْــدَانْ
حَتَّيَ إِذَا أَبْصَرَ الْخُرْطُوْمِ مُوْنِقَةٌ وَخالجتُهُ اهْتِزَازَاتِ وَأَشْــــــجَانٌ
وَرَدَّدَ الْمَوْجُ فِيْ الْشَّطَّيْنِ اغُنَيَّة فِيْهَا اصْطِفَاقِ وَآَهَاتُ وَحِرْمَانُ
وَعَرْبَدَ الازْرَقِ الْدَّفَّاقِ وَامْتَزَجَا رُوْحَا كَمَا مَزْجُ الْصَّهْبَاءِ نَشْـــوَانُ
**
وَظِلٍّ يُضْرِبُ فِيْ الْصَّحْرَاءِ مُنْسَرِبَا وَحَوْلَهُ مِنْ سُكُوْنٍ الْرَّمْلِ طُوَفَانُ
سَارَ عَلِيّ الْبِيدِ لَمْ يَأْبَهْ لِوَحْشَتِهَا وَقَدْ ثَوَتْ تَحْتَ سِتْرِ الْلَّيْلِ اكَوَان
وَالْغَيْمِ مُدَّ عَلَيَّ الْآَفَاقِ أَجْنِحَةٍ وَنَامَ فِيْ الْشَطِّ أَحْـــقَافِ وَغُــدْرَانٌ
وَالْلَّيْلِ فِيْ وَحْشَـــةِ الْصَّحْرَاءِ صَـوْمَعَةُ مَهِيْبَةٌ وَتِلَالٍ الْبِيدِ رُهْـــبَانِ
إِذَا الْجَـــنَادِلُ قَامَتْ دُوْنِ مَسْرُبَهْ أُرْغِي وَأَزْبَـــدَ فِيْهَا وَهُوَ غَضْـبَانُ
وَنُشِرَ الْهَوْلِ فِيْ الْآَفَـــاقِ مُحْتَدِمَا جَـــمَّ الْهَــيَّاجِ كَأَنَّ الْمَاءَ بُرْكَانٍ
وَحَوَّلَ الْصَّــخْرِ ذَرَّا فِيْ مَسَارِبُهُ فَبَاتَ وَهُـــوَ عَلَيْ الْشَّطَّيْنِ كُثْبَانِ
عَزِيْمَةَ الْنِّيْلِ تُفْنِيَ الْصَّخْرِ فَوْرَتِهَا فَكَيْفَ انّ مَسَّهُ بِالْضَّيْمِ انْسَــانِ
**
وَانْسَــابَ يَحْلُمُ فِيْ وَادٍ يُظَلِّلُهُ نَخْـلٍ تَهْدِلُ فِيْ الْشَّطَّيْنِ فَيْنَانِ
بَادِيَ الْمَهَابَةَ شَمَّاخٍ بمَفَرِقِهُ كَأَنَّمَا هُوَ لِلْعـَلْيَاءِ عُنْوَانُ
لِقَاءَ الْقَاهِرَةِ
أَأَلْقَاكِ فِيْ سِحْرُكِ الْسَّاحِرِ
مِنّىْ طَالَمَا عِشْنَ فِيْ خَاطِرِيْ ؟
أَحَقّا أَرَاكِ فَأَرْوِيَ الْشُّعُوْرَ
وَأُسَبِّحَ فِيْ نَشْوَةِ السَّاكِرِ ؟
وَتَخْضَلَّ نَفْسِيْ بِمِثْلِ الْنَّدَىْ
تَحَدَّرَ مِنْ فَجْرُكِ الْنَّاضِرِ
تَخَايَلْنِيّ صُوُرٌ مِنْ سَنَاكِ
فَأمَرّحُ فِيْ خِفَّةِ الْطَّائِرِ
تَخَايَلْنِيّ خَطْرَةً خَطْرَةً
فَمَا هِيَ بِالْحُلُمِ الْعَابِرُ
وَيَحْمِلُنِيْ زَوْرَقُ الْذِّكْرَيَاتِ
إِلَىَ شَاطِئٍ بِالْرُّؤَى عَامِرٍ
****
غَدا نَلْتَقِيْ وَغَدا أَجْتَلِي
مَبَاهِجَ مِنْ حُسْنِكِ الْشَّاعِرِيُّ
وَأُصْغِي فَأَسْمَعُ لَحْنَ الْحَيَاةِ
فِيْ الْرَّوْضِ فِيْ فَرْحَةٍ الزَّائِرْ
وَفِيْ ضَجَّةِ الْحَيِّ فِيْ زَحْمَةِ الَطْـ
ـطَرِيْقِ وَفِيْ الْمُرَكَّبِ الْعَابِرُ
وَفِيْ الْقَمَرُ الْمُسْتَضَامِ الْوَحِيْدِ
تُخَطِّئَهُ لَمْحَةُ الْنَّاظِرِ
تِّطَالِعُنِي بَيْنَ سَحَرٍ الْجَدِيْدِ
تَهَاوِيْلُ مِنْ أَمْسِكِ الْغَابِرَ
وَتَبْدُوَ خُلَاصَةُ هَذَا الْوُجُوْدِ
مِنْ عَهْدِ «مِيْنَا» إِلَىَ الْحَاضِرِ
****
سَأَلْقَاكَ فِيْ بَسْمَةٍ كَالَرَّبِيْعِ
وَمَا شَاءَ مِنَ حُسْنَهُ الْآَسِرِ
يُقَسِّمُ بَهْجَتَهُ فِيْ الْنُّفُوْسِ
وَيُطْلَقُ أَجْنِحَةَ الْشَّاعِرُ
وَيَنْفُخُ مِنْ رُّوْحِهِ جَذْوَةً
تَشَعَّعُ فِيْ مُجْتَلَى الْنَّاظِرِ
وَيُسْمِعُنِيْ نَبَضَاتِ الْحَيَاةِ
فِيْ الْطَّلُّ فِيْ الْوَرَقِ الْثَّائِرَ
صَنَعْتُ الْبَشَاشَةَ مِنْ رَوَضْكَ الْـ
بَهِيْجِ وَمَنْ نَفْحَهُ الْعَاطِرِ
وَصُغْتُ مِنْ الْزَهْرِ مِنْ طِيْبِهِ
سَجَايَا مِنَ الْخُلُقِ الْطَّاهِرِ
شَبَابٌ شَمَائِلُهْ كَالمُدَامِ
تَوَقَّدُ فِيْ الْقَدَحِ الْدَّائِرِ
وَتَكْمُنُ فِيْ رُوْحِهِ قُوَّةٌ
كُمْوَنَ التَّوَثُّبِ فِيْ الْخَادِرُ
****
تَمَايَلَ مِنْ طَرَبٍ مَرْكَبِيْ
وَجَاشَتْ مُنَىً قَلْبِهِ الزَّاخِرِ
وَقَدْ جَدَّ يَطْوِيَ إِلَيْكِ الْسُّهُولَ
وَيَعْلُوَ وَيَنْصَبُّ مِنْ حَادِرٌ
يَسِيْرٌ وَطَيْفُكِ فِيْ خَاطِرِيْ
يُقَصِّرُ مِنْ لَيْلِهِ الْسَّاهِرُ
وَبِيَ فِيْهِ مِنْ لَفَحَاتِ الْحَنِيْنِ
كَمَا فِيْهِ مِنَ لَهَبٍ مَائِرٍ
يُسَايِرُنِيِ الْنِّيْلُ إِلَا لِمَامَا
فَيُفْلِتُ مِنَ بَصَرٍ حَائِرٌ
وَلَكِنْ مَعَ الْنِّيْلِ يَجْرِيَ شُعَوُريْ
وَيَطْفَحُ فِيْ مُوَجَّهٌ الْفَائِرِ
وَتَهْزِجُ رُوْحِيْ لَهُ سَاجِيّا
وَتَعْنُو لتِيَارِهُ الْهَادِرِ
الصدى الخالد
إدريس جمّاع
أمسيت أصداء وذكرى يا لحظة بالخلد أحرى
ماكنت إلا صفحة فاضت علي سني وبشرا
نضحت كعاطرة الورود وقصرت عن تلك عمرا
ضاعت ولكن خلفت نفسا علي الايام حسري
############
لك يا قضارف روعة تركت شعاب النفس سكرى
قامت حواليك الهضاب فأظهرت تيهاً.. وكبرا
زفت من الافق البعيد لأعين الرواد بشرى
زرقاء تحسب أنها غيم تجمع بعد مسرى
حتي إذا انحسر القناع تجسمت للعين صخرا
############
جئنا وأطيار الخريف صوادح يبنين وكرا
والصيف آذان بالرحيل فودع الايام...سرا
والارض حالمة تخبىء للخريف ندي وعطرا
حتي إذا حيا غدا واختال بين رباك نضرا
أفضي الي مجري السراب فرده للماء مجري
وتفتقت بين المروج حياته عشباً وزهرا
################
كانت حياتى كالربى في الصيف قاحلة وحرّى
واليوم صرت خريفها فاخضر منها ما تعرى