تكهنت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير هو الأحدث من نوعه عن الأوضاع في شمال السودان احتمال حدوث انقلاب عسكري في البلاد، حيث يشير محللون إلى أنه وخلال أكثر من عشرين سنة ورغم هيمنة البشير على الحكم إلا أنه لم ينجح بدرجة كافية في تطويع المؤسسة العسكرية لصالحه تماما.
ويقول المحللون أن قوة النظام في السودان تعتمد بدرجة كبيرة على القوى الأمنية التي تتدرع حولها عناصره وتؤمن قدراتها، أما مؤسسة الجيش فرغم محاولة الحزب الحاكم السيطرة عليها وتفريغها منذ سنوات إلا أنها لا تزال بعيدة عن السيطرة التامة.
وفي ظل الخلافات الأخيرة داخل حزب البشير واحتمال أن تفضي هذه الخلافات إلى توليد تيار جديد قوي قد يقود لتشكيل حزب جديد يضم مجموعة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وصلاح قوش رجل الأمن القوي الذي استبعد مؤخرا من مستشارية رئيس الجمهورية وأي مشاركة سياسية واضحة في المؤتمر الوطني. يرى مراقبون تحدثوا لصحيفة بريد السودان أن تيار طه وقوش يظل الأكثر تكتما على مفاصله الحقيقية وأنه قوي الصلة بالجهات الإستخباراتية الغربية أما برنامجه المعلن فقد يكون مختلفا تماما عن البرنامج الحقيقي.
ومن سنوات رشحت جهات استخباراتية غربية قوش لتولي منصب رفيع في الحكومة السودانية قد يصل إلى أن يكون منصب رئيس الجمهورية، فقوش يحتفظ بملفات قوية وتعامل بشكل وثيق مع الغرب لاسيما الولايات المتحدة في فترات سابقة منقذا النظام من توترات حادة مع أمريكا.
وتقول مجموعة الأزمات الدولية أن عدم تمكن الحزب الحاكم في شمال السودان من إصلاح ذاته والتحاور مع المعارضة يفاقم الانقسامات ويسهم في نفور المناطق المهمشة مثل دارفور، ما قد يؤدي إلى تفكك شمال البلاد.
وحذرت مجموعة المراقبة الدولية "الأزمات" أنه ما لم تعالج المظالم في السودان من قبل حكومة تعددية شاملة، فإن البلاد ستتعرض إلى مزيد من العنف والتفكك حتى بعد انفصال الجنوب رسمياً في يوليو المقبل .
وقالت المجموعة في تقريرها الصادر في الرابع من مايو الجاري والمنشور باللغة الإنجليزية على موقعها بالإنترنت تحت عنوان “انقسامات في الحزب الحاكم في السودان والتهديد لمستقبل الاستقرار في البلاد” إن حزب المؤتمر الوطني لم يعالج الأسباب الجذرية للصراعات المزمنة في البلاد، وبدلاً من ذلك فقد فاقم الانقسامات العرقية والإقليمية وعمق تناقضاتها.
ورأى التقرير أن المؤتمر الوطني يواجه تحديات أمنية وسياسية واجتماعية واقتصادية، ولكنه منقسم بشدة بشأن الطريق إلى الأمام، كما حشد الحزب أجهزته لكبح أي تغيير داخلي محتمل أو انتفاضة، وخنق النقاش الدائر حول مسألتي التنوع والهوية في السودان، ومازال على استعداد إلى تقسيم ولايات رئيسية لإرضاء “البارونات” السياسية .
وأضاف التقرير أن قادة الحكم باتوا يخشون من تفكك حزبهم، وأصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على الولاء الشخصي والقبلي للبقاء في سدة الحكم .
ويرى الترابي الزعيم المؤسس للحركة الإسلامية السودانية وعرّاب ثورة الإسلاميين الحديثة أن التغيير في السودان لا يمكن يتم بطريقة سلمية، وهو ذات الكلام الذي سبق أن صرح به زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي قبل أسبوعين لموقع العربية نت.
بريد السودان