عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
يشعر المرء بالأسى عندما يجد تفاوتاً بين واقع وطنه وحلول مناسبة هي الأقدس في أعمار الأوطان وهي: عيد الاستقلال، والمفارقة الصارخة هي في أننا جميعاً نستخدم الكلمات نفسها في وصف هذا الحدث الوطني ولكننا نختلف، وحتى نتناقض، في تفسير معانيها، عند وضعها في الممارسة العملية. ونتساءل عن معنى الاستقلال، وهل هو مجرد أغنيات وأناشيد يؤديها الطلاب بصورة كورالية وهل فعلاً حققنا استقلالنا ورفعنا علم الحرية؟! وهل الاستقلال يعنى فقط أن يحكم السودان بواسطة السودانيين بلا خطط وبلا أهداف قومية ولا شيء آخر؟! كلا إن الأمر ليس كذلك بأية حالٍ من الأحول، الاستقلال لا يعني أن يخرج المستعمر ويقفز بعض الوطنيين إلى سدة السلطة وممارسة أبشع أنواع وأساليب الحكم وأكثرها قهراً، كان علينا أن نجعل من أعياد الاستقلال مناسبة لجرد الحساب ومعرفة إلى أي مدى حققنا أهداف الاستقلال المعروفة والتي تتمثل في وضع بلادنا ، رُقياً وتطوراً، ضمن ركب الأمم المتطورة .
ولكن للأسف ذكرى الاستقلال تمر علينا ونحن قد فقدنا ثلث مساحة السودان .
الذكرى الميمونة تهل علينا والبلاد تتداعى عليها الأزمات من كل حدبٍ وصوب.
تهل علينا ذكرى الاستقلال وبؤس المواطن السوداني يزداد أضعافاً مضاعفة .
نحتفل بذكرى الاستقلال والسودان يتصدر دول العالم الأكثر فساداً .
تمر علينا أعياد الاستقلال والحكومة الوطنية تقدم زيادات معتبرة في أسعار السلع والخدمات هديةً للمواطن بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال .
نستبشر بقدوم عيد الاستقلال وأزمة دارفور تدخل نفقاً جديداً أكثر إظلاماً من قبله ..
مضت (55) عاماً وهذا السودان الثرى يئن مواطنوه من الفقر والعوز.
لم تشهد البلاد أي تطور يُذكر بل إن الوضع أسوأ من ما كان عليه قبل خروج المستعمر فكيف نحتفي بالاستقلال وحال البلد يغني عن السؤال.
رحم الله جيل الاستقلال والديموقراطية
رحم الله من ناضل حتى أجلى آخر جندي محتل لأرض السودان
رحم الله من حافظ على تراب السودان واحدا متحدا