قمة سرت تقر مليار دولار دعماً فورياً للسودان
الوطن الكويتية
- سرت: قرار القادة العرب في سرت أمس تقديم دعم مادي فوري للسودان بمبلغ مليار دولار لم يمنع الجلسة الأولى من القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت في سرت أمس على أن تشهد خلافا سورياً- فلسطينيا وهجوماً قاسياً من الرئيس السوري بشار الأسد والقائد الليبي معمر القذافي على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى من داخل جلسة القمة العربية عن ان مشادة حصلت خلال جلسة الرؤساء بين الرئيسين السوري بشار الأسد ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
وبحسب المصادر فإن سبب المشادة يعود الى حديث عباس أمام القادة العرب عما اسماه «دور حماس السلبي ورفضها للمصالحة» واتهامها بالعمل «ضمن أجندة ايرانية» وبأنها «لا ترغب بالمصالحة»، بالاضافة الى رفضه للمقاومة بشكل نهائي.
وأشارت المصادر الى ان الأسد رد على عباس بالقول «المقاومة هي البديل المتاح»، وأيده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي طالب بدعم المقاومة عربيا.
كما أشارت المصادر الى ان الأسد أكد ان المقاومة ليس لها بديل وأن السلطة يجب ان تكون مع المقاومة وليس ضدها، وقال «أخشى ان يأتي اليوم ونتخذ قرارا عربيا ان تكون حماس وايران وحزب لله هم الأعداء ضد اسرائيل الصديقة والشقيقة للفلسطينيين والعرب»، ورد عباس، بحسب المصادر، «لم أٌقل مرة واحدة ان حماس عدوة لكنهم يعطلون أي شكل من أشكال المصالحة» فتدخل القذافي وقال «نحن نطلب من محمود عباس أكثر من طاقته وهو لا يختلف عن اليهود كثيرا» وكرر ذلك مرتين.
وأضاف القذافي «الفسطينيون غير قادرين على العمل المقاوم لأنهم مندمجون بشكل كامل مع اليهود والاسرائيليين، ومعظمهم في اندماج كامل وهم يفهمون بعضهم ومعظمهم يعمل في مصانع اسرائيلية».
وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي افتتح القمة موضحا انها مخصصة «لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك».
وتطرق القذافي الى اجتماع اللجنة الخماسية على مستوى القمة في يونيو الماضي والتي توصلت بشأن منظومة العمل العربي المشترك الى «صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها، وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن».
ثم أعطى القذافى الكلمة للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي استعرض «ما شهدته مسيرة تطوير العمل العربي المشترك منذ عام 2001» موضحا ان «التطوير كان هيكليا حتى الآن أكثر منه موضوعيا».
واضاف موسى ان اجتماع القمة «يتضمن موضوعين هامين هما النزاع العربي الاسرائيلي وموضوع السودان».
وقال انه سيتم الاستماع «الى التقارير» بشأن هاتين القضيتين من «المعنيين»، اي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس السوداني عمر البشير.
وبعدما اعطى القذافي الكلام للرئيس الفلسطيني محمود عباس تحولت الجلسة الى جلسة مغلقة.
رؤية مصرية
وفي اطار اصلاح الجامعة العربية اعلن الرئيس المصري حسني مبارك تمسكه بـ«مسمى جامعة الدول العربية».
وشدد مبارك في الكلمة التي القاها على «ضرورة الا يمثل تطوير عملنا المشترك قطيعة مع هذا الارث الهام وهذه التجربة الغنية عبر اكثر من ستة عقود».
واضاف الرئيس المصري «لذلك فان مصر تؤكد ضرورة الابقاء على مسمى «جامعة الدول العربية» عنوان هذا الارث التاريخي وهذه التجربة مع ايلاء الاهتمام الاكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ لجوهر ما نستهدفه لتطوير اداء الجامعة سواء من حيث المضمون او الاختصاصات او آليات العمل».
لجنة المبادرة العربية
من جانبه أكد الرئيس السوري بشار الأسد على موقف بلاده الداعي الى «عدم الخلط» بين مهام لجنة مبادرة السلام العربية وبين موضوع المسار الفلسطيني، مشيرا الى ان لجنة المبادرة معنية تحديدا «بتسويق وشرح المبادرة العربية للسلام».
وشدد الأسد على ان اللجنة ليست معنية بالاجراءات المتعلقة بالمفاوضات وكيفية التفاوض والتفاصيل الأخرى بل هي «معنية بالمبادئ والحقوق»، مضيفا ان «هذا الموقف السوري موقف قديم وهو منذ تم طرح موضوع المفاوضات الفلسطينية على اللجنة».
وحول امكانية عودة دمشق للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي قال الأسد «عندما تقبل اسرائيل باعادة كامل الحقوق فالفرصة موجودة وليست مرتبطة بتوقيت محدد».
وفيما يخص تطوير الجامعة العربية أوضح الرئيس السوري «الفكرة ضرورية ولكنها تحتاج لارادة وبحاجة لخطوات مرحلية واقعية»، لافتا الى ان «التوافق ساد المناقشات» داخل القمة التي كانت أجواؤها «حوارية».
إلى ذلك أكدت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى متابعة لأجواء قمة سرت لـ«الوطن» صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود خلاف سوري قطري خلال جلسة اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، كاشفة عن وجود اختلاف في وجهات النظر بين مصر والسلطة الفلسطينية أيضاً.
وقالت المصادر ان رئيس الوفد السوري – سفير دمشق لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد- انتقد الأسلوب الذي تتم به ادارة الاجتماع وذلك بعد ان بدأ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجي حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني بقراءة بيان الجلسة المحضر مسبقا، وطالب الأحمد، بحسب المصادر، بأن تكون الجلسات وفق الأنظمة الداخلية في اجتماعات الجامعة.
وتضيف المصادر هنا حصلت مشادة كلامية بين آل ثاني والأحمد حيث أكد الأخير على ضرورة مشاركة الوزراء في مناقشات حول الاجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة ما اسماه الغطرسة الاسرائيلية والضعف والتراجع الأمريكي عن المواقف التي سبق وأعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وأشارت المصادر الى ان الأحمد قال بالحرف الواحد «لن نكون شهود زور على ما سيجري ولن نوقع على بيان مطبوخ» فرد آل ثاني نحن لا نطبخ والجميع يعرف مواقفنا من القضية الفلسطينية.
وتم تطويق هذا الخلاف حيث جرى حديث ودي بين الأحمد وآل ثاني عقب انتهاء الاجتماع.
من جهة أخرى شهد الاجتماع خلافا بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حيث رفض الأخير ما طرحه عريقات عن وجود خيار لدى السلطة الفلسطينية لنقل القضية الى مجلس الأمن وطلب الوصاية على فلسطين كما قال عريقات كبديل مهم ومطروح من بين جملة البدائل الأخرى. وأكد عريقات خلال مداخلته ان الفلسطينيين هم المعنيون بالقضية الفلسطينية دون ان يكون للدول العربية الأخرى أي دور في اتخاذ القرارات المصيرية، وعقب أبو الغيط «مصر هي حاملة القضية الفلسطينية وهي عبر تاريخها عملت على حماية تلك القضية» وضرب أمثلة مصر والأردن بالاسم بالاضافة الى باقي الدول العربية، واضاف ابو الغيط «أنا أختلف مع صائب في هذا القرار الذي سيؤثر في الدول المجاورة ويعنينا كمصريين».
وكانت لجنة المتابعة العربية اعلنت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الجمعة دعم الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل ما لم يتم وقف الاستيطان، كما قررت مباشرة البحث في البدائل عن فشل المفاوضات المباشرة خلال شهر، ودعت الادارة الأمريكية الى الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف الاستيطان.
في المقابل صدرت مواقف مرحبة بموقف لجنة المتابعة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واسرائيل.
من جهة اخرى استبعد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس اي لجوء الى مجلس الامن في وقت قريب لاعلان قيام الدولة الفلسطينية في حال العجز عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال ابو الغيط للصحافيين غداة اعلان اللجنة عزمها على الاجتماع مجددا خلال شهر للبحث في بدائل عن فشل المفاوضات المباشرة ان «مسألة اللجوء الى مجلس الأمن لاعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هو أمر ليس مطروحا في الوقت الحالي».
واوضح ان «المطروح حاليا هو اتاحة الفرصة للولايات المتحدة لكي تستمر في جهدها من أجل تحقيق التجميد الكامل للاستيطان على الاراضي الفلسطينية المحتلة».
وتابع ابو الغيط «في حال نجاح هذه الجهود وقتها سيعود الفلسطينيون للمفاوضات، وتتحرك الامور، واذا لم تتحرك الامور خلال شهر ستعود لجنة المتابعة مرة أخرى للاجتماع ويقوم الرئيس الفلسطيني بطرح الخيارات التي تحدث عنها خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية مساء الجمعة».
موضوع: قمة سرت تقر مليار دولار دعماً فورياً للسودان 
الأحد 10 أكتوبر - 21:41
