أتيم قرنق نائب رئيس البرلمان لـ"الصحافة"
المؤتمر الوطني يسعى لفصل الجنوب عبر استراتيجية معدة منذ العام 1965م
حوار: خالد البلولة إزيرق
إتهمت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بتنفيذ استراتيجية سرية للحركة الاسلامية اعدت منذ العام 1965م بفصل جنوب السودان عن شماله، مشيرة الى ان دعوة المؤتمر الوطني الظاهرية للوحدة ليست إلا تغطية لخطتهم السرية ورفع الحرج عنهم بعد ان وجدوا الشماليين والجنوبيين يرغبون في الوحدة، فسعوا الى دفع الجنوبيين لإختيار الانفصال من خلال سياساتهم في الدولة، واستنكر الاستاذ اتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي بالحركة الشعبية في حوار مع «الصحافة» تصريحات وزير الاعلام كمال عبيد حول معاملة الجنوبيين اذا اختاروا الانفصال، ووصفها بأنها تعكس النية المبيتة للمؤتمر الوطني للتعامل مع الجنوب حال اختار الانفصال واضاف «انها لا تمت للقيم الإسلامية والمواثيق الدولية بشئ» وقال اذا رفضت دولة الشمال الجنوبيين اذا وقع الانفصال فإنهم بموجب القانون سيكونون لاجئين تنظم حياتهم الدولة المضيفة ومفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واشار الى انه اذا اصاب الجنوبيين اي مكروه سيكون مؤشراً قوياً على ان دولة الشمال فاشلة، نافياً ان تكون الحركة الشعبية قد تقدمت بأي مقترح بمقايضة بقاء الجنوبيين في الشمال مقابل تدفق بترول الجنوب عبر الشمال حال الانفصال واضاف «ليس بيننا الزبير باشا» حتى نقايض بالناس فهم أحرار في اختيار وطنهم وتاليه نص الحوار:
*هل أصبحتم مطمئنين أكثر لقيام الاستفتاء في موعده بعد اجتماع واشنطون الدولي الذي شدد على ذلك؟
- الحركة الشعبية لم تكن في يوم من الايام عندها شك بأن الاستفتاء لن يقوم في موعده، لأن هذا الموعد محدد قبل خمس سنوات في اتفاقية السلام، ومن المفترض أي شخص عنده اي شعور بأنه ستكون هناك صعوبة في اجراء الاستفتاء في موعده هذا، كان يجب عليه ان يعمل منذ وقت كافٍ من أجل تذليل تلك الصعوبات، لكن بالنسبة لنا نعتقد مافي صعوبات ستؤدي الى تأجيل او تأخير او إلغاء الاستفتاء لأي سبب من الاسباب، لأن قانون الاستفتاء ذكر اذا وجد سبب قاهر وكلمة قاهر تعني الكثير، لكن ليس هناك سبب سواء كان قاهراً اوغير قاهر يؤدي الى تأجيل الاستفتاء.
* لكن تبقت له «100» يوم فقط ولم يبدأ اي شئ من اجراءاته؟
- اذا طلب من المسلمين في السودان بأن هناك قطاراً سيمضي غداً الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وسيكون مجاناً وعلى كل مواطن مسلم شمالي ان يسجل اسمه خلال «24» ساعة ذلك سيتم، نفس الشئ بالنسبة للمواطن الجنوبي بالنسبة للاستفتاء، لانه بالنسبة لهم هذه نهاية الحرب، بمعنى اذا اختار اهل جنوب السودان احدى الخيارين معناها الحرب ستكون منتهية سواء كانت وحدة او انفصالاً، وعلى ضوء ذلك لا نشعر بأن هناك صعوبة في تسجيل الناس خلال اسبوع، وليس هناك صعوبة في ان يصوتوا خلال يوم واحد، اهم شئ الناس واعين لماذا حارب ابناؤهم ولماذا ماتوا، واعين لانهم عايزين بلد مستقر ويكون فيه الناس متساويين ويقوم انتماؤهم للبلد على المواطنة.
* من خلال بيان اجتماع واشنطون وضح هناك تحيز باتجاه الحركة الشعبية وتقديم حوافز للجنوب دون ان يحظى بها الشمال؟
- القضية قضية الوضع التنموي في مناطق السودان، اذا قست الجنوب بشمال السودان أكيد الجنوب لايوجد فيه مشروع تنموي واحد منذ الاستعمار التركي، وحتى عند خروج الاستعمار الانجليزي المصري لم يترك سوى مشروع واحد في منطقة الزاندي وهو مشروع القطن، والحكومات الوطنية لم تعمل شيئا، والعالم عارف ومدرك ذلك، فالمسألة ليست مجاملة «لتيمان يلبسوا يوم العيد سويا» المسألة هناك ناس عندهم تظلم، وحتى التيمان حينما يكون هناك توأم مريض يعامل بعكس معاملة غير المريض، جنوب السودان اشبه بالشخص المريض وخارج من المستشفى يحتاج لعناية خاصة من المجتمع الدولي وحتى من السودانيين، وبالتالي انا ما بنظر نظرة انه التوائم لابد ان يلبسوا سويا، او زوجتين لرجل واحد، هذه معاملة تدل على ان هناك تخلفاً، والانسان في جنوب السودان يحتاج لهذه المساعدة والطفرة الاقتصادية والاجتماعية.
* الحركة الشعبية خسرت من اجتماع واشنطون أكثر لأنها كانت تذهب هناك لوحدها وتقول ما تريد دون ان يستمع للطرف الآخر بعكس ماحدث هذه المرة وجهتا النظر كانتا موجودتين؟
- الحركة الشعبية ليست حركة اقصائية، والحركة الشعبية تسمي شعبية بمعني اننا نحتاج للآخرين في حل قضايا السودان، وغياب المؤتمر الوطني دائما في اي محفل دولي يجعلهم يتهربون فيما يتفق عليه الناس، لكن وجودهم لمصلحة القضية السودانية، وليس لمصلحة الحركة الشعبية، القضية ليست قضية الحركة الشعبية، القضية قضية الوطن ومصلحة السودان، السودان اذا انفصل الجنوب او توحد السودان يحتاج لاستقرار ويحتاج لحل قضية دارفور، لأنك حتى لو فصلت الجنوب وذهبت بالجنوب، وقضية دارفور لم تحل الشمال لن يستقر، يعني ما حاتستفيد من عائدات البترول او بترول الجنوب وغيره بالتالي يحتاج لحل قضية دارفور وهذا بيحتاج ايضا الى دعم دولي لأن الحاملين للسلاح قادتهم خارج السودان اذاً انت محتاج لدعم دولي خاصة وان ناس المؤتمر الوطني يتحدثون ان حل قضية دارفور لابد ان يكون سليما، فالذي كسب من لقاء واشنطون هو الشعب السوداني.
* لكن سابقا الحركة الشعبية كانت تذهب لوحدها وتطرح القضية من وجهة نظرها فقط وتحظى بالوعود والحوافز؟
- لم يتم تنفيذ اي مشروع في جنوب السودان نتيجة لذهاب الحركة الشعبية لواشنطون ولايوجد اي مشروع او دليل واحد لذلك، يجب ان لا نعتمد على العموميات الغير محسوسه، الجنوب لم يتلقَ اي وعود ببناء مشروع وليست هناك اي وعود بذلك، ونحن ارادتنا أقوي من وعود الآخرين.
* اهتمام الولايات المتحدة بتقرير المصير نابع من سعيها لتحقيق مصالحها، انت قيادي في الحركة أترى ان تلك المصلحة امريكا تسعي لها من خلال الوحدة أم الانفصال؟
- أولاً اهتمام الولايات المتحدة ليس بحق تقرير المصير ، اهتمام الولايات المتحدة بالحالة السودانية وهي تهتم باستقرار السودان، ولأن السودان مرتبط بتسع دول والولايات المتحدة تحتاج الى استقرار هذه الدول وعشان تستقر هذه الدول لابد ان يكون هناك استقرار في السودان، والسودانيون لوحدهم قالوا الذي يجعلنا مستقرين ان نحل قضية الجنوب، والجنوبيون قالوا قضية الجنوب هذه لن تقيف الا تعطونا حق تقرير المصير، فكأن انت تنظر لسلسلة من الترابط لكي في النهاية تؤدي لاستقرار البلد باجراء هذا الاستفتاء، ومتى تم بصورة شفافة وصادقة وبصورة فيها نزاهة يعترف بها اي شخص أكيد سيجلب الاستقرار وهذه رغبة الولايات المتحدة.
* تنفيذ سياسة الاستقرار للولايات المتحدة التي ذكرتها ومن خلال علاقتها بالحركة الشعبية هل تسعى لها من خلال الوحدة ام الانفصال؟
- تسعى لها من خلال ما يقرره اهل جنوب السودان، المسألة ليست مسألة تمنيات، الولايات المتحدة تقول ان ارادة اهل جنوب السودان هي الارادة التي ستأتي باستقرار السودان، اذا اختار الجنوب الوحدة مافي حرب، واذا اختاروا الانفصال مافي حرب، اذاً يبقى السودان مستقراً.
* أيعني هذا ان الولايات المتحدة ليس لها تأثير على خياري الوحدة او الانفصال؟
- لا..ابداً..لماذا لم تؤثر على الشماليين الحاكمين عشان يكونوا انفصاليين.
* لكن هؤلاء لا يصوتوا في الاستفتاء؟
- بصوتوا بسياساتهم...الآن الكلام الذي قال به كمال عبيد هذا من امريكا!! طبعاً اذا قاله جنوبي كان سيقولون كلام امريكا والصهاينة، ولو قالوا شمالي يقولوا هذا كلامه لأن هذا يفكر لوحده وذلك الا يفكر ليه شخص آخر..هذا كلام غير مقبول.
* التكتيكات السياسية التي استخدمها الشريكان طيلة الخمس سنوات الماضية، الى أي مدى اضرت بالخط الاستراتيجي لاتفاقية السلام الداعية لجعل الوحدة جاذبة؟
- في الحركة الشعبية أتينا باستراتيجية واحده وهي الاعتماد علي اتفاقية السلام والدستور الانتقالي للعام 2005م، واستراتيجيتنا النهائية ان يكون هناك استقرار في السودان من خلال تنفيذ مبادئ الاتفاقية وتحقيقها بالانتماء للوطن بترابه والاعتراف بالتعددية والعمل على تثبيت هذه المبادئ الواردة في دستور السودان، ولكي نحقق هذه الاستراتيجية لابد من عمل، والعمل كان ننفذ بنود الاتفاقية الى ارض الواقع بتحقيق تحول ديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، وبعض الناس يروا بان التحول الديمقراطي لم يتم، لكن المؤتمر الوطني بطبع حاله لهم اجندتهم التي نقرؤها منذ السبعينيات والعام 1965م ابان مؤتمر المائدة المستديرة، عندما طرحت الدستور الاسلامي، ورفضه الجنوبيون وبدأوا يطالبوا بحق تقرير المصير للجنوب، لكن لأن الحركة الاسلامية لم تكن في سدة الحكم السلطة وقتها لم تستطع تنفيذ استراتيجيتها لذا حاولوا إلغاء الاتفاقيات خاصة اتفاقية اديس ابابا بصدور قرارات تطبيق الشريعة الاسلامية 1983م.