قبريال ده شكلو زول حالم شديد
لأنو بالعين المجردة ممكن نشوف ونعرف إنو في النظام العالمي الجديد توجد (عقيدة) شديدة المراس تدعو إلى تفكيك الدول ذات المساحات الكبرى وأيضاً ذات الإثنيات الكبرى. ومن دواعي سرور النظام العالمي الجديد أن السودان مزيج من الحالتين ، فهو صاحب مساحة كبرى وإثنيات عرقية كبرى. ولنا أن نتذكر الخارطة التي كانت تتجول بها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليزا رايس في أواخر أيام بوش، والتي تدعو إلى تقسيم دول بعينها إلى كيانات متعددة ، مثال : تقسيم السودان لثلاث دول أو أكثر (الجنوب والشمال والغرب) وتقسيم العراق حسب الأعراق والطوائف (دولة كردية/ دولة شيعية/ دولة سنية) وتقسيم السعودية ولبنان واليمن والاردن الخ الخ .. والخارطة دي مشهورة وكانت قد نشرتها الصحف الكويتية في وقتها. وبالتالي وبناءً على ذلك نستطيع أن نفهم أسرار الحماسة الأميركية في ما يخصّ الانتخابات الهزيلة القائمة الآن في السودان ، واستماتتها لكي تقوم في موعدها ، وعلو صوتها بأنها نزيهة وحرة وما في احسن منها في تاريخ الديمقراطيات كلها .. لأن لديها غرض . والغرض مرض كما تعلمون.
الحلم التاني بتاع صاحبنا قبريال ، هو أن الانفصال حين يقع فإن الوحدة ستلحق به في أجل آخر. وهذا كلام فطير لدرجة أن الخيال نفسه لا يستطيع احتماله. لأن الذي ينفصل يتحول مباشرة إلى منطق العدو ، ولكم في تجارب انفصالات الاتحاد السوفيتي أسوة ماثلة للعيان. وقد يقول قائل إن اليمن (السعيد؟) كان منفصلاً وعاد وتوحـّـد ! لكن انظروا إلى وحدته ذات الحروب الـ 6 .. انظروا إلى أين تقود اليمن؟ اليمن مهيأ اليوم للانفصال أكثر من أي وقت سابق
الشاهد في كلام أخونا قبريال أن الحركة الشعبية التي آلت إليها الأمور في جنوب السودان لم تعد مليشيا تتحصن بالغابات ، بل (دولة) مؤسسة تتربع في المساحة وتتواجد في المحيط المجاور والاقليمي والدولي عبر تحالفات وصفقات سلاح كبيرة الإنفاق. أبسط حاجة إنو 90% من موارد اقتسام الثروة مع حكومة الشمال خصصتها حكومة الجنوب لشراء السلاح ، والـ 10% رواتب ومخصصات ، ولم يبق شيء للتنمية . التنمية ملحوقة
المخيف في الأمر كله، أنه في حال نشوب حرب أخرى بين الشمال والجنوب فإنها ستكون قاسية جداً ، ولن تكون قاصرة على الدولتين الجارتين/ العدوتين، بل الأرجح أن كل دولة منهما ستفتح الباب واسعاً لمشاركات دول تتحالف معها ، مما يعني أن الحرب ستكون اقليمية بامتياز .. وربما دولية أو عالمية في حال تدخل الصين وإيران الى جانب حكومة الشمال ، ودخول أميركا وبعض دول اوروبا و(إسرائيل؟) الى جانب حكومة الجنوب .. وما على حاجة آمنة ومحمد أحمد غير أن يتصبــّــروا