ودالشريف
مميز
 عدد الرسائل : 2317
تاريخ التسجيل : 10/10/2007
 |  موضوع: النائب البرلماني الكويتي الذي كان يقف خلف سلام الشرق..  الخميس 31 ديسمبر - 15:33 | |
| عواصم الخليج تعانق كسلا...مجالس بني عبس بين طيات السحاب... وحكاية النائب البرلماني الكويتي الذي كان يقف خلف سلام الشرق..
المهندس / مبارك الدويلة كسلا: الهادي محمد الامين
كل شئ في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم كان مختلفا ... أكثر من (50) شخصية من جنسيات عربية مختلفة ولكن ينتهون إلي نسب واحد وجد واحد ...أزياء علي النسق والطراز العربي ورجال يرتدون (الشماغ - العقال والقطرة) ويحملون في أياديهم سبح فاخرة ألوانها ذهبية وفضية وقرمزية ... السلام وتبادل التحية يتم بشكل مختلف وليس علي العادة السودانية بالاحضان ..وكذا اللهجات والاسماء ... وفي الطائرة الفوكرز( ميدإيرلاينز) المتجهة من مطار الخرطوم لكسلا- رحلة رقم 63- وهي تقل علي متنها الوفد وعلي ارتفاع 19 ألف قدم بدأت (المجادعات) الشعرية وإلقاء القصائد حيث أنشد شاعرهم ونحن بين طيات السحاب ( مرحبا واليوم عيد *** ويا الخيال سجل قصيد) وكأننا نحلق أو نطير فوق سماوات السعودية أوالكويت في رحلة جوية... فالوفد الذي صحبناه جاء للسودان بمبادرة من منظمة بني عبس العالمية - الكيان الجامع لقبائل الرشايدة من كل دول العالم العربي والاسلامي- لعقد أول مؤتمر عالمي تأسيسي لقبائل الزبيدية بمدينة كسلا... كأكبر ملتقي للرشايدة من المحيط الي الخليج في تاريخ القبيلة والتي وفدت للسودان قبل أكثر من 150عاما واستقرت علي سواحل البحر الاحمر وتمددت في شريط طولي يتداخل مع دولة إرتيريا من جهة الجنوب الشرقي بينما فضلت بعض المجموعات ان تقطن في دلتا طوكر وجنوب كسلا حتي الحدود المتاخمة لاراضي قبيلة الشكرية واللحويين في منطقة البطانة مرورا بحلفا الجديدة والقضارف ...وفود الرشايدة التي اجتمعت في كسلا تقاطرت من دول (الكويت – السعودية – قطر – مصر- ليبيا – الاردن ) وكلهم ينحدرون من قبيلة عبس المضرية العدنانية فالتقي النجدي مع الخليجي مع الحجازي مع الإفريقي لتقرير مصير القبيلة التي نالت أول حكم ذاتي لها بالسودان علي صعيد العالم العربي والاسلامي كأحد المكاسب السياسية لصالح القبيلة بعد توقيع اتفاق سلام أسمرا في اكتوبر 2006م وهو اعتراف من الحكومة السودانية بها كمكون إجتماعي يتبع جغرافيا للسودان ...
وفي الوفد النائب البرلماني عن كتلة الاخوان المسلمين بمجلس الامة الكويتي المهندس مبارك الدويلة والرجل مسكون بحب السودان قبل أكثر من 25 عاما حينما جاء للبلاد علي رأس وفد شعبي عقب الاجتياح العراقي للكويت وحل ضيفا بالخرطوم مكونا اللجنة الشعبية لمناصرة الكويت ... وكان له دورا إيجابيا في إحلال سلام الشرق نسبة لصلة الرحم والقرابة التي تربطه بقبائل الرشايدة بالسودان حيث طاف علي عدد من عواصم الدول الشقيقة منها (طرابلس- القاهرة – الدوحة – الرياض ) للمساهمة في التحضير للوصول لاتفاق سلام بين جبهة الشرق والتي تعد الاسود الحرة إحدي مكوناتها والحكومة السودانية حيث تكللت المساعي الحميدة بالتوقيع علي البرتوكول باسمرا معلنا طي صفحة الحرب بالشرق وكان يشاركه في هذا الهم كلا من أمير قبائل الرشايدة بالسودان الشيخ أحمد بن بركي وفائز البغيلي ..
وشخصية وزير الدولة بوزارة النقل والطرق والجسور وزعيم الاسود الحرة(الكيان المسلح) للزبيدية الدكتور مبروك مبارك سليم لعبت دورا محوريا في الترتيب لهذا المؤتمر الذي استضافته دار العامرة بنزلة العمدة (25) كلم جنوب كسلا في محلية غرب كسلا وهي المحلية التي نالها الرشايدة عقب اتفاق سلام الشرق ويدير أعمالها واحدا من أبناء الرشايدة العميد (م)سعيد عبدالحميد... وفي نزلة العمدة كان الاستقبال حاشدا جمع كل الرشايدة وخرجت النساء وهن يلبسن البرقع يهتفن بحياة القبيلة والصيوان داخل استراحة مبروك مبارك سليم أعد بعناية فائقة وعلي مقربة منه تم نحر 12ناقة إكراما للضيوف وفي الواجهة كان المسرح بخلفية ملونة بها لافتة وضعت فيها صورة مبروك مبارك سليم وهو يرفع بكلتا يديه وتحت صورته رسمت صورتان للأسود ... دقت الموسيقي وعزفت السلام الجمهوري وتقدم فرسان القبيلة وشبابها يرقصون علي أنغامها بسيوفهم بسرعة تفوق الخيال وكأنهم (جآن) ... وكانت المفاجأة الانقلاب الاجتماعي في مفاهيم القبيلة البدوية والتطور الذي طرأ علي حياتها التقليدية فظهر كيان الرابطة العالمية لقبائل الرشايدة بالوطن العربي والاتحاد الوطني للشباب السوداني - فرع قبيلة الرشايدة- واتحاد المرأة ورابطة طلاب الرشايدة بالجامعات والمعاهد العليا ( حيث يتلقي كل طالب مبلغ 100دولار شهريا كدعم من القبيلة) ومنظمة الشروق ورابطة شعراء الرشايدة ومبرّة الرشايدة كواجهة خيرية طوعية تهتم بالشأن الاجتماعي للقبيلة ...
أقيم علي شرف المناسبة مهرجان خطابي كبير في عريش الاستراحة تخللته صيحات التكبير والتهليل وزغاريد النساء وذلك بحضور ناظر قبائل الهدندوة محمد الامين ترك وناظر عموم البني عامر علي ابراهيم دقلل وناظر الشكرية أحمد محمد حمد أبوسن ووجهاء وأعيان الرشايدة صالح صلوحة وعبدالعزيز مبارك وحود صالح عابد ومن السعودية الدكتورعبدالله سعد العويمري – عائش المعلا وفائز حامد – ومن الكويت المهندس مبارك الدويلة ومن قطر معبد الرشيدي ومن ليبيا خير الله خير الله ومن مصر محمد علي المحمد ثم طاف الوفد علي معرض التراث الشعبي الذي يعبّر عن إرث وتاريخ قبائل الرشايدة ثم جولة أخري للوقوف علي مضارب الرشايدة في (الشمال) المنسوجة من الشعر في شكل مخيمات لاستعراض بطون القبيلة بالسودان ولكل فخذ وبطن اسم يختلف عن الاخر فروع كثيرة من أهمها (الزنيمات- براطيخ العويران- الصوته – الزلقان – الجلادين – دومبارك – الحويجات – الوصصة – الجداوية – المنافين ... الخ ) ... وداخل الاستراحة التي صممت علي الطريقة الخليجية بوجود مقاعد علي شكل مجلس عربي قدمت داخله وجبة شهية مكونة من كبدة الجمال ووسنامه مع صحن شية التهمها الضيوف بشراهة أعقبها تناول لبن الابل الذي قدمه صاحب الداروالدعوة الدكتور مبروك مبارك سليم لتبدأ بعدها الجلسات المغلقة للمؤتمر التأسيسي لعموم قبائل الرشايدة بالوطن العربي والاسلامي والذي لا أشك فيه ان القبيلة ترتب لوضع نفسها في مسابقة طويلة المدي في مضمار عام 2010م فهل تنجح القبيلة في الوصول لنهائي المنافسة وكسب جولة ونتيجة الماراثون .. أم تحاصرها غريماتها من القبائل الاخري الاكثرعددا وعدة مثل البني عامروالهدندوة والشكرية ؟ الاجابة تحددها صناديق الاقتراع في يوم الزينة حين يحشر الناس ضحي الغد في المعركة الانتخابية ..!! | |
|
